عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلفيون ونواب الرئيس

المتابع الجيد للمرحلة الانتقالية ومرحلة ما بعد الثورة يجد أن أعضاء التيار السلفى هم الأكثر إثارة من بين القوى السياسية الفاعلة فى المجتمع للقضايا الخلافية التى تفرق ولا توحد، وقد تمثل هذا فى مواضع كثيرة خلال الفترة الانتقالية بداية من استفتاء «19» مارس فيما عرف بغزوة الصناديق،

مروراً بقضية تعديل نص المادة الثانية من الدستور منذ أيام، وأخيراً وليس آخراً فتنة نواب الرئيس المرأة والقبطى اللذين تعهد مرسى بضمهما الى فريقه الرئاسى كنواب قبل توليه منصب رئيس الجمهورية،ولقد انبرى مشايخ ومنظرو التيار السلفى فى اطلاق منصات الإرهاب الفكرى ضد الرئيس التى وصلت الى حد التهديد الصريح بأنه إذا اختار نائباً له من بين المرأة والأقباط فسيكون بذلك خالف الشريعة الاسلامية ووقع فى المحظور ووضع نفسه تحت «طائلة السلفيين» وخد بالك و«من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، تلك الضغوط التى يواجهها الرئيس مرسى من المنتمين للتيار السلفى تضعه أمام خيارين اما ان يفى بتعهداته التى قطعها على نفسه أمام القوى السياسية قبيل توليه منصب الرئيس بتعيين نائبين أحدهما قبطى والآخر امرأة ويثبت انه رئيس لكل المصريين، وإما أن ينكث بوعوده ويرضخ لضغوط فئة تظن ألن يقدر عليها أحد وترى الاسلام من منظور ضيق وتعانى من قصور واضح فى فهم الشريعة ومقاصدها وفى هذه الحالة يؤكد مرسى الشكوك بأنه يفضل مصلحة تيار الإسلام السياسى على مصلحة مصر وهنا سيتغير شكل المشهد السياسى تماماً وسنكون أمام رئيس لا يحترم عهوده وأمام شعب لا يحترم رئيسه، ومن ناحية أخرى فإن تعيين مرسى نائباً قبطياً له لن يكون منحة منه ولا تفضلا بل هو حق

أصيل لمواطنين م صريين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات شأنهم فى ذلك شأن سائر المواطنين المصريين المسلمين،وكذلك تعيين نائبه لرئيس الجمهورية فالمرأة الآن لها اسهامات فى المجتمع لا تقل عن الرجل فى شىء وتقود دولاً كبيرة بحجم ألمانيا مثلاً، وكان الهدف من المطالبة بتعيين نائبين للرئيس قبطى وامرأة لرئيس الجمهورية، بل فى فصيل يمارس السياسة وفق منهج اقصائى ولا يؤمن بالدولة المدنية ولا بمبدأ المواطنة والمساواة بين جميع افراد المجتمع دون النظر الى انتماءاتهم الدينية لذلك ينبغى على الرئيس مرسى ان يحدد موقفه من تلك القضية بصورة حاسمة وقاطعة لا تقبل التأويل.
ويا أيها السلفيون أين كنتم عندما قتل سيد بلال وغيره من أبناء مصر وأين كان مشايخكم الأجلاء وهل كان التيار السلفى معارضاً لنظام مبارك، بل كنتم من أهم مؤيديه وحرمتهم الخروج عليه والتظاهر ضده، لذلك لا نريد التحدث فى أحداث مضت بل نريد أن نبدأ البناء سوياً فقلب مصر يتمزق ويقطر دماً ويجب على الجميع التعقل والنظر الى مصلحة مصر وشعبها ولنبحث عما يجمعنا ولا ننبش فيما يفرقنا ويشق صفوفنا.
[email protected]