عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«داعية النجاسة» يسبُّ النحاس باشا!

لم أكن أتصور، أن الإسلام، ديننا الحنيف، السمح، الذى طالبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بأن ندعو إليه بالحسنى، سوف يدعو إليه ــ يوماً ـ الشتامون، والسبابون، والجهلاء

الذين يطرحون الإسلام، باعتباره دين القدح والذم والسب والقذف، ولم أكن أتصور أننا سنشهد زمن « الأراجوزات» الذين يقومون بتسلية الناس، بحكايات من نسج خيالهم،حكايات يدّعون فيها الأكاذيب على أسيادهم، ويقولون كلاماً ، لاصحة له،ولااساس يستند إليه، ولكنه مجرد اختلاق لتاريخ يعادون فيه أصحاب الشرف، والفكر، والنضال، لترضية أصحاب الجهل، وأنصار الظلام، فى زمن لم يعد فيه الشريف شريفاً، ولا صاحب الحق قوياً، ولا المؤمن بالله ورسوله ـ حقاً وصدقاً ـ يجد لنفسه مكاناً مرموقاً، وسط هؤلاء الجهلاء والنصابين الذين لا يعرفون أبداً، قوله سبحانه وتعالى فى سورة النحل «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ».
لقد وصل الأمر بهؤلاء الكذابين، لأن يخرج من بينهم جاهل يدعى أحمد عبد الله «أبو إسلام»، وينعتونه مرة بالشيخ، وتارة بالداعية، رغم أن حديثه ـ دائماً ـ لا يخلو من السب والشتم، بل إنه تجاوز اصول الدعوة، ووصفه الناس، بأنه داعية «النجاسة» بسبب حديثه المستمر عن بوله وبول أبيه، فقال فى إحدى المرات إن والدته كانت تتذوق بول والده!! وقال فى أخرى إن بوله يساوى مليون دولار، فى سلسلة من الكلمات التى لاتليق بحديث رجل يدعى أنه «داعية» إلى الله.
هذا الجاهل، داعية النجاسة، تجرّأ منذ أيام، وتطاول على سيد المناضلين فى سبيل الحرية والوطن، النحاس باشا، الذى دفع عمره، وضحى بماله، وأفنى حياته فى سبيل هذه الأمة المناضلة، ولم يكن هذا التطاول سوى محاولة دنيئة للإساءة لسيد المناضلين، الذى واجه المتأسلمين حياً، وأرهقهم بعد رحيله، بأفكاره الداعية إلى التسامح، والوحدة، وقبول الآخر، ولأن هذه الأفكار تطارد هؤلاء الجهلاء، فقد أرادوا الادعاء عليه بما ليس فيه، لكى يلقوا فى عقول البسطاء، بمعلومات فاسدة، حول الرجل الذى عاش شريفاً ، ومات فقيراً، بلا سند أوولد، لأنه تزوّج بعد أن بلغ من العمر أرذله، فقد تفرّغ للقضية الوطنية سنوات طوالا، فكانت مصر بالنسبة له هى الأم، والزوجة، والعائلة، فلم يعرف معنى الإستقرار إلا عندما تجاوز الستين من عمره، ولكن هذا التاريخ الناصع البياض، أراد هذا الرجل صاحب اللسان المنقوع فى إناء السباب،أن يشوهه، ويلغيه، ويلقى عليه قاذورات اعتاد على إطلاقها، من خلال شاشة تدعى أنها تدعو إلى الله، رغم أن رسولنا الكريم قال «ليس المسلم بالسباب, ولا باللعان , ولا بالفاحش ولا بالبذيء».
لقد قال هذا الرجل، الذى اغتصب الدعوة، وأهان معنى الداعية، قال كلاماً كذوباً عن الزعيم مصطفى النحاس، وتحدث عن مهنة الدعارة فى مصر، مشيراً إلى أنها كانت مهنة رسمية، وأن أول بيت للدعارة فى مصر ، كان بيت أسماء فهمى زوجة النحاس باشا!
وأنا أقول له:
يا جاهل ..إن النحاس باشا لم يتزوج إلا من السيدة الفاضلة زينب هانم الوكيل، بعد أن وصل إلى سن كبيرة، كان يحتاج فيها للمساندة والرعاية، ولم يتزوج غيرها طوال حياته، حتى بعد

اعتزاله العمل السياسى مضطراً ليترك هذه الدنيا فقيراً معدماً لايملك إلا نضاله وتاريخه وشرفه الذى تطعن فيه بحقدك وجهلك ومدادك الأسود.
يا جاهل .. عندما تتحدث عن الزعماء، انظر إلى نفسك وقامتك قبل أن تتحدث، وابحث عن تاريخهم قبل أن تذكرهم بالسوء، واعرف حجمهم قبل أن تتكلم ، وقارن ما قدموه للوطن بلا مقابل، وما دفعوه من أثمان فى سبيل حرية هذا الوطن، وأنظر إلى نفسك وما حصلت عليه من الفضائيات مقابل شتائمك وطعناتك فى أشراف الناس والقامات.
يا جاهل .. أنصحك بالتوقف عن هذه المهنة التى تشبه أكل الميتة ، فأنت تسب الناس مقابل الشهرة والمال، وتقدحهم بما ليس فيهم، ونستطيع أن نردك عند حدك، بنفس الطريقة، ونستطيع أن نذكرك بتاريخك فى مؤسسة روز اليوسف، ونستطيع أن نقول كلاماً يؤذيك، ولكننا سنردك بالقضاء والقانون والعدل، لأنك لا تستحق أكثر من ذلك.
ياجاهل.. إن النحاس باشا هو سيد المناضلين، وعميد الوطنية، وسوف نتركك لما هو أسوأ من الرد، سنتركك لمواجهة اللعنة التى أصابت كل من تجاوز فى حقه، وسوف نتركك لانتقام الله الواحد القهار الذى لا يرضى برمى الشرفاء بالباطل.
يا جاهل.. اقرأ تاريخ مصر، لتعرف  أن حكومة الوفد برئاسة النحاس هى التى الغت بيوت البغاء عام 1936، اقرأ لتعرف أن أصدق ما توصف به مكانة النحاس باشا فى عصره أنه كان أكبر وأعظم مما يحتاج إليه عصره، فقد كان يتمتع بمثل خلقية وسياسية تفوق ما هو مطلوب من رئيس وزراء أو رئيس جماعة وطنية كالوفد، فقد كتب عنه الأدباء والساسة «أنه المحب لوطنه والزاهد والعاشق للشرف والمبادئ»، وكتب عنه المحبون والكارهون بأنه «سياسى لن يتكرر». لقد كان النحاس زعيم الأمة الوحيد الذى انصفه خصومه قبل احبائه، بل حفظ أعداؤه حقه، وقالوا عنه «لقد  خدم مصر كما لم يخدمها أحد».
وأخيراً ياجاهل.. يكفى للرد عليك أن ندعوك لمراجعة مشهد وداع الملايين من شعب مصر لزعيمهم، فقد ردد المشيعون للنحاس يوم وفاته عند ضريح الحسين ـ رضى الله عنه .. «يا ابن بنت الزين جالك الحبيب الزين».
سكرتير عام الوفد