رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطاب من طرة

في عام 2006 وبعد أن تم استبعادي من تقديم برنامجي الرمضاني السنوي بقرار غير معلن من أنس الفقي فوجئت بإذاعة نجوم f.m تتصل بي وتعرض عليّ أن أقدم برنامجي الرمضاني علي موجاتها، وطبعاً وافقت حتي قبل أن أعلم بالأجر المجزي الذي حددته لي هذه المحطة وكان يساوي أجري في الإذاعة المصرية مضروباً في عشرين.

وفعلاً قدمت علي موجة نجوم f.m برنامجاً بعنوان «أدعية شخصية» وهو مجموعة من الأدعية الشعبية الطريفة أطرحها علي ضيف البرنامج وأطلب منه أن يوجه كل دعاء منها إلي شخصية عامة محددة في مجالات السياسة والفن والرياضة.. إلخ.

وكانت الأدعية كثيرة ومنوعة وطريفة، مثل مين اللي تقوله «ربنا ينفخ في صورتك»، أو مين اللي تقوله «ربنا يهديك».. إلخ، ولكن كان هناك دعاء ثابت أوجه سؤاله إلي كل ضيوفي تقريباً وهو «مين اللي تقوله ربنا يفك سجنك».

وفوجئت أن خمسة وتسعين في المائة من ضيوف البرنامج أجابوا عن هذا السؤال إجابة واحدة: «أيمن نور»!

كان المناضل السياسي الكبير د. أيمن نور نزيلاً في سجن طرة ولم يجل بخاطري أنه يمكن أن يستمع إلي حلقات البرنامج الذي استضفت فيه باقة من ألمع نجوم السياسة والصحافة والفن والرياضة علي موجة شبابية خفيفة لم تتعود علي هذا الزخم السياسي الساخن حتي لو كان مغلفاً بابتسامات وقفشات.. مثل الطبقة المسكرة التي تغلف حبة الدواء المر أو البرشامة لكي تسهل ابتلاعها.

وفور انتهاء شهر رمضان فوجئت بالمناضلة جميلة إسماعيل «زوجته حينئذ» تطلب عنوان منزلي وأخذته وبعدها بيومين فقط أبلغني أمن العمارة التي أسكن فيها أن لديهم خطاباً مغلقاً، أحضره شخص ومضي، وأمسكت بالخطاب

فإذا به من د. أيمن نور!! كتبه لي من خلف أسوار السجن علي ضوء شمعة في صفحتين، يسرد لي فيهما مشاعره حينما كان يستمع بالصدفة من راديو ترانزستور صغير وفوجئ ببرنامجي.. وفوجئ أكثر بهؤلاء الضيوف من خيرة عقول مصر نساء ورجالاً يتمنون له السلامة ويدعون الله عز وجل أن يفك سجنه ويمنحه حريته التي استلبت منه علي يد النظام الاستبدادي الديكتاتوري السابق في عز سطوته.

وقال إنه لا يدري هل سيصل خطابه لي أم لا.. لأنه سيقوم بتهريبه مثلما كان يهرب مقاله اليومي في الدستور إلا أنه يحتسب عند الله ثواب ما سمعه في البرنامج من أدعية قصرت وهونت عليه سجنه وأكدت له يقينه في أصالة وعظمة الشعب المصري.

واليوم أنا أعلنك يا صديقي أيمن أن الخطاب لدي.. وأنه وصل وقرأته واحتفظت به ودعوت لك أنا أيضاً مع زمرة من دعوا لك.. وقد رأيتك تتحدث في برامج كثيرة ولم تأت علي ذكر هذا الخطاب التاريخي، لأنك ربما اعتقدت أنه لم يصلني.. وأؤكد لك أنه معي وسأنشره قريباً جداً جداً.

obattisha@yahoo.com