عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتخبوا مصر

أيها الإخوة المواطنون.. ما رأيكم أن نتوحد جميعاً تحت راية واحدة لوطن واحد اسمه مصر؟ ما رأيكم أن ننزع عنا خلافاتنا التى مزقت ثيابنا وتركتنا عرايا نتوارى خجلاً أمام العالم بعد أن كنا نعتز ونفخر أمامه ونحن نهتف: ارفع راسك فوق انت مصرى، ما رأيكم أن ننسلخ من صراعاتنا التى انفجرت فتحولنا إلى شراذم متباغضين متحاسدين نازلين إلى حلبة التحدى بشعار يا قاتل يا مقتول؟

أدعوكم إلى التصالح والتسامح وقبول الآخر حتى لو كان هذا الآخر منافساً على كرسى الرئاسة، وهذه الدعوة مستمدة من روح مصر الحضارية الوسطية المعتدلة التى امتدت مع ثقافة المصريين فتعايشوا معاً أدياناً ولغات وأعراقاً سبعة آلاف سنة وأكثر، أيها المصريون انتخبوا «مرسى» أو انتخبوا «شفيق»، لا يهم، ولكن قبلهما.. انتخبوا مصر.
إن الشعب المصرى تحول فى الشهور الأخيرة ـ بفعل فاعل شرير ـ إلى عدة أقوام وشيع وفرق وائتلافات وأحزاب وجماعات تتناحر وتتفاخر بأنها يفنى بعضها بعضاً، غاب النظام وتراخت قبضة الأمن وضعفت هيبة الدولة بعد اختفاء الشرطة ـ عمود أى مجتمع ـ فأصبح كل فصيل بل كل مواطن يأخذ حقه أو غير حقه بيده، مصر الدولة المركزية الأولى فى العالم فقدت مركزيتها وأصبح لكل شارع فيها قانونه الخاص، استعان الجميع بالبلطجية الذين وصل عددهم إلى ما يقرب المليون، يقطعون الطرق، يقتلون ويعتدون ويخطفون ويسرقون ويخربون ما شاء لهم التخريب ثم يهربون إلى جحورهم، وبلطجية آخرون محترفون تحت أمر بعض الساسة وغيرهم يخرجون فى المواعيد المحددة، فيندسون بين متظاهرين، تارة يحرقون مصنعاً أو يقطعون طريقاً أو سكة حديد أو يقتحمون نقابة أو يقتلون مواطناً، ثم يختفون فى لمحة عين لا يطالهم قانون، بل يعودون إلى من مولهم ليقبضوا مؤخر الأتعاب بعد أن أنهوا المهمة وألصقوا التهمة بالثوار.
وآخرون يتسلطون على مقدرات وأرزاق الشعب لخلق سوق سوداء مفتعلة، فيسببون أزمات الخبز والتموين والبوتاجاز والبنزين والسولار، يكنزونها أو يتخلصون منها، المهم ألا تصل إلى الناس الذين يكادون يموتون صبراً من الجوع والعطش وذل الحاجة فى طوابير ثعبانية فيلقوا باللوم على الثورة.
دعوتى اليوم لكل مصرى ومصرية، تعالوا نتوحد من جديد تحت راية وطن واحد ظل موحداً لمدة

سبعة آلاف سنة تحت اسم واحد هو مصر وشعب واحد هو المصريون، ما الذى جرى حتى نترك أمرنا للفوضى تمزقنا جغرافياً إلى دلتا وصعيد ونوبة وسيناء وسواحل وصحراء غربية؟! وتمزقنا دينياً ومذهبياً إلى مسلمين وأقباط وشيعة وسنة وسلفيين وصوفيين وبهائيين.. إلخ، وفكرياً إلى ليبراليين وعلمانيين واشتراكيين.. إلخ، وسياسياً إلى ثوار وفلول ومرسيين وشفيقيين وعسكريين ومدنيين.. إلخ، حتى المحافظات تم تقسيمها بعد الانتخابات إلى محافظات فلول ومحافظات ثورية! يا الله.. كم تمزقنا!
رغم ذلك أنا متفائل! ومعى كل قارئ فاهم لتاريخ شعب مصر العظيم الذى عاش على ضفتى النيل لآلاف السنين متماسكاً رغم المحن متوحداً رغم الحروب متآلفاً رغم الكوارث والنوازل، تعلم قبول الآخر منذ فجر التاريخ، وغير لغته مرتين وغير دينه ثلاث مرات لكنه ظل هو هو شعب مصر الأصيل.
دعوتى اليوم لكم أيها المصريون أن نعود إلى روح مصر الخالدة وأن نرفض التمزق بين الفصائل والائتلافات (بل الاختلافات) وأن نعود إلى التسامح والتنازل عن تعصبنا حتى وإن أتى الصندوق بما لا تشتهى السفن! دعونا نخلع سلاسل العبودية سواء لرئيس أو لحزب أو لجماعة، ونتحد جميعاً من أجل وطن فى محنة، فليتنازل كل فصيل عن تعصبه وليعقدوا اتفاق جنتلمان ألا يعتدى أحدهما على الآخر ولا ينتقم منه أو من ناخبيه، بعد فوزه، لنتصالح ونتقارب فإننا مصريون قبل أن نكون تبعاً لرئيس من الماضى ولا لرئيس يسلبنا حقنا فى أخوة تراب الوطن ليمنحنا أخوة جماعته.
[email protected]