عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذباب

الذباب هو أرذل مخلوقات الله، فالذبابة تهاجمك فتطردها فتطير بعيداً لثوان معدودة، لتعاود الهجوم مرة ومرات بإصرار رذيل علي مضايقتك ولا ينقذك من هذه الرذالة إلا أن تقتلها أو أن تقوم من مقامك، وهذا هو الحال مع إعلانات الفضائيات المصرية الخاصة!

لقد تحولت الإعلانات علي معظم فضائياتنا المصرية الخاصة إلي ذباب يهاجمك ويحاصرك ليل نهار.. وتفر من قناة إلي قناة فتفاجأ بنفس الذبابة هي هي بعينها بغباوتها ولماضتها ولا ينقذك منها إلا أعظم اختراع الآن بين أيدينا وهو الريموت كنترول! فإما أن تغلق التليفزيون وتستريح أو تتحول إلي القنوات الأجنبية التي تحترم مشاهديها.
لقد تحولت كل حلقة في أحد المسلسلات في حد ذاتها إلي مسلسل مكون من عدة حلقات داخل نفس الحلقة، تفصل بين الحلقة والتي تليها فواصل إعلانية وتنويهات تزيد علي الثلث ساعة في كل مرة، حتي إن الحلقة التي مدتها لا تزيد علي 43 دقيقة أصلاً تذاع علي مدي ساعتين، هل هذا معقول؟.. حتي إن رائد الدراما التليفزيونية الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة وصف مسلسلاته ذات مرة بأنها «إعلانات متعاصة شوية دراما»، كما اشترط الفنان الكبير محمد صبحي عدم وضع أي فواصل إعلانية في مسلسلاته بتاتاً.
ويتحجج أصحاب هذه القنوات بمشاكل التمويل واقتصاديات السوق والأجور الباهظة للنجوم والأسعار الفلكية للمواد الحصرية، ولكننا نرد عليهم أنهم يعلمون قبل غيرهم أن معظم هذه القنوات هي مصرف لغسيل الأموال وتبييض سمعة ملاكها، وأنه بشيء من حسن الإدارة يمكن توفير هذه الملايين المهدرة، إنني ألاحظ أن بعض رؤساء هذه القنوات يفاخرون بكثرة إعلاناتهم ويعتبرونها شهادة نجاح، وأقول لهم: لا.. إنها شهادة مضروبة، فنحن نعلم أن بعض رؤساء الفضائيات يقبل بث إعلانات مجاناً لمدة تزيد علي ثلاثة شهور جذباً للمعلنين، وبعضهم يقبل أقل سعر لعرض الإعلانات علي شاشته من أجل الظفر بهذا السباق المحموم الذي استهدف أولاً التليفزيون المصري، وفعلاً نجح في إقصائه عن سوق الإعلان، واستهدف ثانياً القنوات الأخري المنافسة، مع أن المؤكد أن حوالي ثلثي دخل الإعلانات يذهب إلي الوكالات الإعلانية الكبري ولا يذهب

للقنوات العارضة إلا حوالي الثلث أو أكثر قليلاً.
وفي النهاية تحولت الإعلانات علي فضائياتنا الخاصة إلي بقرة مقدسة تقطع الطريق علي أي حوار أو مسلسل، مثلما تقطع البقرة في الهند الطريق العام فتجبر السيارات علي الانتظار في طوابير حتي تمر «قداستها» ولو بعد نصف ساعة!
بينما قناة مثل MBC حصيلتها من الإعلانات توازي حصيلة قنواتنا مجمعة لا تسمح بأكثر من ثلاثة فواصل في الساعة، مدة كل منها لا تزيد علي ثلاث دقائق.
وإذا كنت أعتب علي رؤساء فضائياتنا تحويل قنواتهم الناجحة إلي قنوات إعلانية تتخللها بعض الجزر المتناثرة من الأخبار والبرامج والدراما فإنني أعتب أكثر علي بعض نجماتنا المحبوبات كيف أنجرفن إلي حرق أنفسهن في إعلانات السمن ومساحيق الغسيل وما إليها من هذا الحد المزري؟.. وكيف تسمحن لأنفسكن يا نجماتنا بالتحول إلي ذبابات نهشها فتعود وتطاردنا.. ليه يا نجمة؟
وأرجو أن ينتبه ملاك هذه القنوات إلي أنهم خسروا معظم الجماهير التي التفت حولهم في البداية، وأنهم في طريقهم السريع لخسارة باقي الجماهير لو ظلوا يسمحون لذبابهم الرذيل بمطاردتنا علي شاشاتهم، لأننا تعبنا من الفرار من قناة إلي أخري أثناء الفواصل لأننا اكتشفنا أننا نفر من فاصل إلي فاصل ومن إعلان إلي نفس الإعلان ومن ذبابة إلي نفس الذبابة.
وآخر تنبيه لدي أوجهه إلي أصحاب الشركات المعلنة: كلما كثفتم من إعلاناتكم قلت رغبتنا في شراء سلعكم.
[email protected]