رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خطة كماشة!

باق من الزمن أسبوعان.. فلماذا ننحرف بمقود سيارة الوطن فجأة إلى هذه التفريعة المجهولة المنتهى، التى قد تعطل الوصول إلى خط النهاية الآمن، هذا إذا لم تنقلب السيارة؟

لا أبرئ أى طرف من المسئولية، ولا أجرم أى طرف أو أجرده من الوطنية.. كلهم مصريون وكلهم وطنيون، ولكنه اختلاف رؤى، وصل إلى حد الخلاف وكانوا يحتاجون جميعاً إلى صوت موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب الذى جرت موقعة العباسية الدموية فى ذكراه (4 مايو) وهو يغنى: إلام الخلف بينكمو إلاما.. وهذا الضجة الكبرى علاما؟!
إنى أعذر الثوار لافتقادهم الثقة فى الخطاب الرسمى للمجلس العسكرى بتسليم السلطة آخر يونيو، فهم لم يعرفوا إلى الآن أى معلومة رسمية عن نتائج التحقيقات السابقة، فلماذا يصدقون ما هو آت من تحقيقات أو تصريحات من المجلس الأعلى الذى مازال يتعامل إلى الآن من عل، للأسف تحول شعار «الجيش والشعب إيد واحدة» الذى كان يرمز لحماية الجيش للثورة والثوار إلي شعار «نحن اليد العليا» الذي يرفعه الطرفان، بل كل الأطراف.
فى الوقت نفسه، أرفض الاعتصام فى محيط وزارة الدفاع، فالثائر الحق هو الثائر العاقل الذى يحسن اختيار المكان والزمان المناسبين لأى معركة ولا ينساق وراء دعوات الانتقام المحموم من بعض التيارات أو من شذاذ الآفاق. حين نزلنا إلى التحرير كان نزولنا مبرراً والعالم كله احترمنا وأصبح ميدان التحرير أيقونة الدنيا، وكانت أيام التحرير أيام تحضر وزهو وطنى وإرادة شعب تفرض وجودها وليست إرادة حزب أو تيار ولهذا نجحنا، وقد ساندتنا القوات المسلحة لشرعية مطالبنا، ورصع الثوار دبابات الجيش بالورود والرياحين، ولكن.. وآه من لكن! للأسف استعجلنا قطاف ثمار الثورة قبل نضوجها، وتصورنا أننا قضينا على النظام، بينما كان للنظام فلوله وخططه وأمواله، فبدأت مؤامرات الثورة المضادة التى حاولت الانقضاض على الثورة الوليدة الطاهرة قبل أن يشتد عودها، ودخلنا فى مسلسل المعارك وأنهار الدم حتى وصلنا

بفضل أرواح الشهداء ودماء وعيون المصابين والجرحى إلى خارطة الطريق التى تنتهى آخر يونيو بتسليم الجيش السلطة إلى رئيس منتخب فلماذا نفتعل أزمات ومواجهات قد تعطل خارطة الطريق؟
وإن كنت أعتب على الثوار هذا العنف والاستعجال فاقد الكوابح الذى يؤدى بهم إلى مواجهات دموية حتى مع الجيش ـ ناهيك عن البلطجية ـ فيسقط الشهداء من الثوار ومن الجيش أيضاً ويفر البلطجية! فإننى فى الوقت نفسه أعتب على المجلس الأعلى للقوات المسلحة إفراطه فى العنف المضاد، خاصة فى موقعة العباسية ووضع خطة كماشة لحصار المتظاهرين وكأننا فى حرب بين أعداء.
وأكثر ما أدينه هو هذا الفيديو الذى انتشر على المواقع والقنوات لأحد ضباط الجيش وهو يرقص مختالاً فخوراً على أنغام طبول الأهالى وتصفيقهم وكأنهم يحتفلون بتحرير مستعمرة من ربقة المحتلين الأعداء! ونسى الجميع أنهم كلهم مصريون.. وأن الدم الذى سال دم مصرى، وأنه لا غالب ولا مغلوب فى قتال غبى بين أبناء وطن واحد، ولا فرق فى الدم بين الثائر والجندى اللذين استشهد كلاهما.
أدعو الله عز وجل أن يفوّت الأسبوعين الباقيين على خير.. وألا يستغل أحد ما حدث للدعاية لرئيس أو لحزب فما أفشله من رئيس وما أرخصه من حزب الذى يزايد على دماء المصريين.
[email protected]