رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل نحن كفار قريش أم منافقو يثرب؟!

الخديو اسماعيل مهد لثورة 25 يناير، هل أبالغ؟ بالعكس فلولا أنه أنشأ ميدان الاسماعيلية، الذي أصبح اسمه بعد ثورة يوليو ميدان التحرير، لما تمكن ثوار يناير من الاحتشاد بالملايين والثورة على النظام.

ولكن شتان الفرق بين الخديو اسماعيل وبين حازم أبو اسماعيل الذي يعتصم مؤيدوه في التحرير مصرين على إعادته لسباق الرئاسة، فالخديو اسماعيل حاكم صاحب مشروع للنهضة، مازالت آثارها شاهدة عليها الى الآن، مدن وأحياء وميادين وقصور وترع وتوسعات عسكرية وصلت الى إعلان مديرية خط الاستواء مصرية ومدينة في جنوب السودان اسمها الاسماعيلية وبحيرة من منابع النيل اسمها «ابراهيم» على اسم والده، ومدارس ومجامع علمية وجمعيات تاريخية وفنية وجغرافية «منها المجمع العلمي والجمعية الجغرافية اللذان أحرقهما البلطجية المندسون في العام الماضي»، بل هو الذي أنشأ كوبري قصر النيل بأسوده الشهيرة، الذي شهد أكبر موقعة بين ثوار يناير وبين جنود النظام السابق، كان الخديو اسماعيل يحلم بوطنه مصر ندا لدول أوروبا وبالقاهرة ندا لباريس ودار الأوبرا كانت رمزاً لذلك التحدي، ولأنه هو نفسه كان أحد أفراد البعثة الخامسة من البعثات التي أوفدها جده العظيم محمد علي الى باريس، فقد كان يؤمن بحرية الفكر وبالديمقراطية التي ازدهرت بمجلس شورى النواب، كما احتضن الفنانين والعلماء والأدباء والمفكرين، كما تبلورت الإرادة الوطنية بتبلور وتقوية جيش مصر الوطني الذي أصبح ضباطه من أبناء الفلاحين فبسطوا سلطان مصر ورفعوا قدرها على كل المنطقة، كما ازدهرت الصحافة والتعليم وانتشر العلم في مواجهة الخرافة والتنوير في مواجهة الجمود فتم إلغاء نظام العبودية و... و... وكل هذا غيض من فيض سيرة هذا الرجل العظيم الخديو اسماعيل، الذي تناوشته دول أوروبا لاستشعارها خطره عليها فأوقعته في مشكلة الاقتراض والديون الى أن تنازل لابنه توفيق.
أما الشيخ حازم صلاح أبو اسماعيل فمشروعه هو تطبيق الشريعة الاسلامية أو «الحكم بشرع الله»

وكأننا كنا نعيش عصراً من الجاهلية ولا نطبق شرع الله! وبأي حق يفرض فصيل من المسلمين رؤيتهم على بقية المصريين؟ هل نحن كفار قريش أو منافقو يثرب؟!
ولماذا يعمد البعض الى شرخ هارمونية الجماعة الوطنية؟ إن قوة مصر تكمن في تنوعها مع وحدتها.. تنوع ديني وثقافي وجغرافي ولغوي وعرقي وجنسي الخ.. انه تنوع في اطار الوحدة يقويها ويزيدها ثراء لقد كانت مصر دائما وعاء حاوياً للعديد من الفروع والروافد التي تضمها الى أصولها، وامتازت بصهرها جميعاً في بوتقة الجماعة الوطنية المصرية، وهذا هو سر قوة مصر، فلا تضعفوها.
لقد غيرت ثورة 23 يوليو اسم ميدان الاسماعيلية الى ميدان التحرير، وجعلت التحرير عنواناً لأول تنظيم سياسي بعد الثورة «هيئة التحرير» وأصدرت مجلة التحرير وأنشأت مديرية التحرير وبنت مجمع التحرير، وهو نفس ما جرى بعد ثورة يناير 2011 إذ خرجت تنظيمات سياسية وائتلافات وقنوات فضائية وصحف يومية باسم التحرير، فهل تحررنا من الخوف ومن الزيف ومن النفاق ومن تزوير التاريخ وتصفية الحسابات؟ وهل كان يعلم الخديو اسماعيل ما ستفعله ثورة يوليو 52 ثم ثورة 25 يناير 2011 بميدانه؟ وهل كان الخديو اسماعيل يعلم أن أبا اسماعيل سيحتل أتباعه ميدان الاسماعيلية - آسف - التحرير؟!!
[email protected]