عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جيل بلا أساتذة

كثر الحديث عن الفضائيات الخاصة والتجاوزات التي ينزلق إليها بعض الاعلاميين المحدثين، مع استثناء عدد لا يزيد على أصابع اليد الواحدة يعتبرون متميزين، وهذه التجاوزات تبعد أقصى البعد عن الضوابط الاعلامية التي تلقيناها منذ التحاقنا بمدرسة الاذاعة المصرية الرائدة.

ويمكن تلخيص تجاوزات الاعلام المعاصر على بعض الفضائيات الخاصة فيما يلي:
- تحول الاعلام المستجد الى زعيم يقود ويريد من الجماهير أن تتبعه، وأحياناً الى محقق ووكيل نيابة، وأحياناً أخرى الى قاض يحكم بالبراءة او الادانة في قضايا لا تزال منظورة أمام القضاء.
- افتقاد الحياد بزعم جديد فرضوه علينا ان الاعلامي لابد أن يكون صاحب موقف في أي قضية يعرضها، وأن الحياد عيب وأنه صفة الاعلامي الموظف فقط!
- النزوع الى الغوغائية والصوت العالي والشخط والمقاطعة والغلوشة على الضيف ومصادرة رأيه أو القطع على أي مكالمة لا تعجبهم ولا تأتي على هواهم، فضلاً عن تدني لغة الحوار.
- تلوين الفضائية الخاصة طبقاً لاستثمارات ومصالح مالك القناة وطموحاته السياسية اذا كان طالب رئاسة أو منصب او نفوذ، او توجهاته الدينية او الايديولوجية.
- تقديس الاعلانات واعطاؤها الأولوية على أي برنامج أو حوار أو مسلسل، والقطع على أي مادة اعلامية من أجل البقرة المقدسة.
- المبالغة والتهويل في عرض الوقائع بغرض الفرقعة الاعلامية، والايقاع بين الخصوم ومواجهتهم ببعضهم البعض فجأة على الهواء دون استئذان من أجل السخونة التي تجلب المشاهدين ومن ثم الاعلانات المقدسة.
- هذا عدا الوقوع في العديد من الأخطاء بسبب عدم اتقان اللغات ربما أحياناً بسبب ضعف ما حصله الخريج من التعليم، أو عدم استكمال التعليم أصلاً، فضلاً عن عدم خوض دورات التدريب المهني الضرورية، وضعف القدرات اللغوية والمعرفية والثقافية بشكل عام.
وكنا - زمان - وقبل أن يسمحوا لنا بنطق كلمة أمام الميكروفون يتم اخضاعنا لدورات تدريبية جادة يحاضرنا فيها نظرياً وعملياً رواد الاذاعة والاعلام والفكر، واساتذة متخصصون من مجمع اللغة  العربية والجامعات في الصحافة ونظم الاعلام وتشريعات النشر وقانون المطبوعات واللغة والإلقاء والموسيقى والهندسة الاذاعية وأنواع الحوار «رأي - معلومات - شخصية» وقواعده.. الخ وكانت توزع

علينا ورقة عمل بعنوان «اخلاقيات الاذاعة» تضم حوالي أربعة وعشرين بنداً فيما لا يصح تناوله عبر الأثير، وكنا نحفظ هذه البنود عن ظهر قلب.
ولسبب ماتبددت ورقة العمل ضمن ما تبدد في عقول التحلل وإن كان التدريب قد استمر ولكن بشكل أضعف، كما قل تواصل الاجيال، ووفدت اجيال شابة يمكن تسمية كل جيل منها بالاسم الشهير الذي كنى به ادباء الستينيات الشبان أنفسهم «جيل بلا اساتذة» في اشارة منهم لادانة الجيل السابق عليهم لأنه لم يأخذ بيدهم!! وبالنسبة لهؤلاء الاعلاميين في الاعلام الرسمي فقد نجح منهم من نجح باجتهاده الشخصي دون استاذ، إلا فيما ندر من بعض الكبار الذين واصلوا نقل خبرتهم الى الأجيال الشابة على قدر ما وسعتهم الحيلة، كان ذلك في ماسبيرو، فما بالكم بالفضائيات الخاصة؟
لذا، واحياء لتقليد ورقة عمل اخلاقيات الاذاعة، حرصنا في أول أعمال لجنة جودة المحتوى والمهنية بمجلس امناء الاذاعة والتليفزيون، على تقديم ورقة عمل جديدة، تعتبر تحديثاً للورقة القديمة وتضميناً لمستجدات الاعلام، بعنوان «الضوابط المهنية الاعلامية» تعتبر نواة لميثاق الشرف الاعلامي، وقد نشرت معظمها في هذه المساحة وملخصا لها في صحف أخرى، وكذلك قمت بتحويلها الى قصيدة شعرية على غرار «ألفية بن مالك» ليسهل حفظها، أعتقد أنها جديرة بالنشر أيضاً مستقبلاً في هذه المساحة لكي تتاح لجميع أبناء المهنة، بمن فيهم الاعلاميون المستجدون، وليتهم لا يستكبرون!
[email protected]