رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر تنتحب

لا يوجد خطأ في عنوان المقال، فهو بالفعل، مصر تنتحب بالحاء بدون نقطة، لا مصر تنتخب بالخاء، كما تحاصرنا تنويهات الإذاعة والتليفزيون.
مصر تنتحب علي شهدائها وزهرة شبابها منذ «الورد اللي فتح في ميدان التحرير عبوراً بالورد الذي أزهقت روحه أو اقتلعت عينه أو بترت ساقه في مواقع الجمل والبالون وماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود» إلي الورد الأحمر البلدي والورد الأخضر المحلي الذين أوقع بهما في ستاد بورسعيد.

مصر تنتحب علي وقف الحال بسبب الاضرابات والاعتصامات وقطع الطرق، مصر تنتحب علي ضحايا السرقة والضرب والحرق والسطو المسلح علي ممتلكاتهم أو إخراجهم من ديارهم وسلبت سياراتهم ومتعلقاتهم عنوة في شوارع بلا أمن.
مصر تنتحب علي ضحايا الهاربين من السجون وعلي ضحايا طوابير الخبز والأنابيب والبنزين والسولار، مصر تنتحب علي ضحايا وشهداء الجيش والشرطة كما تنتحب علي المدنيين فكلهم أبناء مصر.
ومصر تنتحب علي ثورتها النبيلة التي يحاولون سرقتها، ومصر تقول لأبنائها «أليس منكم رجل رشيد» تتجمعون حوله بدلاً من هذه الانقسامات التي قصمت ظهر الوطن وحرقت خريطة مصر.
مصر تنتحب علي نضوب المدخرات التي تآكلت والمليارات التي هُربت ونزيف مدخرات الأفراد أيضاً الذين أصبح أكثرهم لا يجد قوت يومه، حتي قوت يومه.
مصر تنتحب أمام فضائيات القسوة التي يجدر بها أن تجلل بالسواد لإطفاء ألسنة النيران المنبعثة منها وتلفح وجوهنا وعيوننا كل مساء.. هذه الفضائيات تلطم الخدود التي تسببت في إدمائها وتلفح العيون التي تسببت في قلع نواظرها وتسفح الدماء بابتسامة صفراء ووجوه كالثلج وأكف ممدودة لتقبض

نسبتها من حصيلة الإعلانات.
مصر تنتخب - هذه المرة بالخاء بنقطة - في انتخابات الشوري السرية والكثيرون كتبوا في البطاقة الانتخابية «الشعب لا يريد مجلس الشوري».
مصر تنتخب - بعد حين - رئيساً مدنياً، وهو الأمل الذي نعيش عليه الآن، مهما أخروه ولو إلي حين، آمل أن يأتي رئيس منتخب من الشعب يستعيد الاستقرار المفقود ويغلق سبل الفساد ويفتح سبل الخير ويعيد مال مصر للمصريين، ويضع أسس البناء لمصر الحديثة لتقطف ثمار ثورتها العظيمة في ظل دستور عصري يليق بالثورة.
وكلي ثقة في شعب مصر بجيناته الحضارية العريقة، أنه سيحسن الاختيار من بين المرشحين وأنه سيختار رئيساً جديداً لا رئيساً قديماً في حلة جديدة أو قناع ممسوخ.
مصر تنتخب رئيساً وطنياً لم يتلوث ماضيه بل رئيساً من بين صفوف الجماهير أفرزته الثورة العظيمة وجاء علي مبادئها متشرباً عقيدتها الثورية وشعارها الأول «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».
إذا ما اهتدي الشعب إلي هذا الرئيس المنتظر، حينها فقط ينقلب العنوان من مصر تنتحب إلي مصر تنتخب.
[email protected]