رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سلمني.. شكراً!

أبدأ مقالي بتعزية أسر الشهداء الأربعة والسبعين ومواساة أسر المصابين والجرحى، الذين راحوا جميعاً ضحايا جريمة مكتملة الأركان وليسوا ضحايا شغب ملعب أو نتيجة مباراة.
لقد خرج النادي المصري فائزا على الأهلي 3-1 فلماذا تثور جماهيره عقب المباراة وتعتدي بهذه الوحشية على جماهير الأهلي؟

غير معقول أنها مؤامرة دبرت بليل للانتقام من التراس الأهلي وعقابهم جماعياً على مشاركتهم الفعالة مع التراس الزمالك في ثورة يناير وما تبعها من مليونيات، ولكني لن استبق تحقيقات النيابة العامة التي أرجو أن تأتي قراراتها شافية للغل في صدورنا المكلومة في فقد زهرة شبابنا كما فقدنا من قبلهم من شهداء ولعل ممارسة مجلس الشعب لدوره في جلسته التاريخية تداوي بعض جراحنا وإن كان يؤخر الشفاء ممارسات بعض فضائيات الفتنة التي ينطبق عليها المثل الشعبي «يقتل القتيل ويمشي في جنازته»!
ولكني أتوجه اليوم بكلماتي الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأقول له قول صديق محب: ان مسئوليتكم التاريخية تحتم عليكم الآن الاسراع في تسليم سلطة الحكم الى رئيس مدني منتخب، فقد ثبت ان هذا المجلس لا يجيد ادارة دولة مدنية قدر إجادته لإدارة حروب شهدنا له فيها بالبطولة والجسارة والفداء، فالإدارة المدنية لشئون الدولة تخصص لا يجيده قادة عسكريون لا يجيدون إلاّ تكتيكات الحروب والمواقع الحربية.. أما دهاليز السياسة ومناورات الساسة وصفقات الأحزاب فهى بعيدة عنهم، وقد وقع المجلس في اخطاء عديدة على مدى سنة اسفرت عن مئات الشهداء والجرحى والمسجونين، وانفلات أمني جعل معظم المصريين يتربصون في بيوتهم حذر السطو او الاختطاف.. وانفلات اعلامي ألب المصريين بعضهم على بعض وفرقهم شيعا وأحزابا بلا ضمير، وانهيار اقتصادي جفف منابع الدخل لدى الدولة ولدى الأفراد الذين تحول أكثرهم الى «عزيز قوم ذل».. فمد يده من لم يمدها من قبل، واحتقان لدى معظم المصريين بسبب بطء وطول المحاكمات مما أضر الحكم الذي كان سيشفي الصدور ويعيد أموال مصر المنهوبة والمهربة لتساهم في انعاش اقتصاد مهترئ، وهكذا ظل الوطن كله معطلاً ومعلقاً «في

انتظار جودو»!
كل هذا وأسوأ منه وقع في ظل حكم العسكر.. وهو المصطلح الذي لا يحبه المجلس الأعلى، ولكني أقوله وأنا متألم، فلا أحد ينكر انحياز الجيش الى الثورة وحينها هتفنا «الجيش والشعب ايد واحدة» ولكن ماذا حدث بعد أيام الثورة الأولى؟ هل شعر أعضاء المجلس بالخجل من رئيسهم الأعلى واركان نظامه بسبب انحيازهم للثورة؟ لا أدرى.. لقد جمعتني الظروف في اجتماع مع بعض اعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أعقاب الثورة، ووجدتهم يرفضون بشدة أن يشكرهم أحد على حمايتهم للثورة وأكدوا ان هذا واجبهم قاموا به عن ايمان ومن أجل مصر، وفي نفس الوقت وجدتهم يعربون عن شعورهم بالمرارة من هجوم البعض عليهم وتحميلهم مسئولية التدهور مع أنهم تسلموا البلد وهو متدهور فعلاً اقتصادياً وأمنيا وأنهم يجتهدون للوصول بمصر الى بر الأمان.
ولكني اليوم أصارح المجلس العسكري الحاكم أنه آن الأوان لأن يعدل خارطة الطريق والمواقيت البعيدة السابق اعلانها لتسليم الحكم الى رئيس مدني، فالوطن لم يعد يحتمل، ولابد من اسراع الوتيرة والايقاع لتسليم الحكم باعلان فتح باب الترشح لرئيس منتخب في يوم ذكرى تنحي الرئيس السابق يوم 11 فبراير القادم وذلك ان حدث سيكون قراراً صائباً من المجلس سيقابله الشعب كله بالامتنان والعرفان ان يستلم حكم نفسه.
أيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. الشعب يقول:
«سلمني.. شكراً»!
[email protected]