رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماتخافوش!

أسعد كثيراً بحواراتى مع شباب ثورة 25 يناير المجيدة سواء كانت حوارات ولقاءات شخصية أو عبر الفيس بوك أو التويتر.

وألاحظ، من خلال هذه الحوارات، نبرة من التشاؤم ومسحة من الإحباط فى الأيام الأخيرة من هؤلاء الثوار، فهم يتسمون بالبراءة والمثالية التى لا تقبل أنصاف الحلول، وهم يرون أن الثورة تعود إلى الخلف وأن هناك من يتعمد سرقتها وإفراغها من طاقتها الثورية لصالح النظام البائد وفلوله المنتشرة فى جسد الوطن ومؤسساته التى مازالت تحتاج أن تصلها الثورة لتطهرها من أدرانها.
لكل هؤلاء أقول: «ماتخافوش».. الثورة قامت ونجحت وانتصرت، لقد أزاحت رئيساً وحكومة وحزباً حاكماً ونظاماً فاسداً.. وصلت مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، وسجنت رموز النظام الفاسد والباقى منهم الآن يمثل للمحاكمة العادلة.. كما بدأ الإصلاح والتغيير فى النقابات والمؤسسات وغيرها والعجلة تدور، وهذه كلها خطوات واسعة وحثيثة نحو الاستقرار والتغيير الحقيقى الذى قامت الثورة من أجله.
إن قراءاتى فى تاريخ مصر تجعلنى أكثر اطمئناناً منكم على مستقبل هذه الثورة، وبالتالى مستقبل مصر، وإذا كانت مصر قد مرت فى أعقاب الثورة ببعض القلاقل والهزات التى أسفرت عن تراجع الإنتاج والسياحة والبورصة بسبب مظاهر الانفلات الأمنى الذى نتج عن غياب الشرطة بعد تفكيكها، فإننى أؤكد أن هذا الانفلات تم بفعل فاعل وهذا الفاعل ليس فرداً بل عناصر نظام سقط ويلملم أشلاءه يتكون من رموز الحكم البائد داخل وخارج طرة، والمنتفعين منهم من رجال الأحزاب ــ الحزب الحاكم وأيضاً بعض أحزاب المعارضة الكارتونية ــ ورجال أعمال فاسدين، وأراجوزات يحتلون شاشات القنوات الفضائية، وبعض غير المحترمين فى مؤسسات محترمة مثل الإعلام، فضلاً عمن أضيروا من قيام الثورة ممن خرجوا

أو أخرجوا من الشرطة وأمن الدولة، ويأتمر بأمرهم ثلاثمائة ألف من البلطجية الذين يعملون بالقطعة ويقبضون باليومية من هؤلاء ومن رجال الأعمال والأحزاب الساقطة، ناهيكم عن أصحاب المصالح الذين انقطع رزق بعضهم جراء غياب الأمن وكثرة التظاهرات والاعتصامات والوقفات والإضرابات، فهذا تم توفيره من شركته وذاك أغلق محله، يضاف إلى كل هؤلاء المناوئون للثورة المهاويس والملاحيس من عينة «عبده مشتاق» وآلاف المتطرفين الذين لا يفهمون جوهر الدين الذين كان للثورة الفضل فى إخراجهم من جحورهم فكانوا أول من حاولوا ركوبها وتسخيرها لتحقيق فتنة طائفية لا تبقى ولا تذر!
ورغم كل هذه العقبات والتحديات فأنا واثق أن الثورة مستمرة ولن تنتكس، ولنا فى ثورة 1919 مثل، فرغم صراع الثورة مع احتلال أجنبى ونظام فاسد نجحت الثورة بقيادة سعد زغلول، ورغم انشقاق رفاقه عنه استمرت الثورة، لذلك أرجوكم يا ثوار أن تعوا الدرس وأدعوكم إلى التوحد والصبر والصمود وعدم إفراغ شحنتكم الثورية فى هذه الموجات من الإحباط والتشاؤم والخوف على الثورة وعلى مصر، أقول لكم لقد انطلقت الرصاصة من ماسورة البندقية وهيهات أن تعود! ماتخافوش!!
[email protected]