ماتخافوش!
أسعد كثيراً بحواراتى مع شباب ثورة 25 يناير المجيدة سواء كانت حوارات ولقاءات شخصية أو عبر الفيس بوك أو التويتر.
وألاحظ، من خلال هذه الحوارات، نبرة من التشاؤم ومسحة من الإحباط فى الأيام الأخيرة من هؤلاء الثوار، فهم يتسمون بالبراءة والمثالية التى لا تقبل أنصاف الحلول، وهم يرون أن الثورة تعود إلى الخلف وأن هناك من يتعمد سرقتها وإفراغها من طاقتها الثورية لصالح النظام البائد وفلوله المنتشرة فى جسد الوطن ومؤسساته التى مازالت تحتاج أن تصلها الثورة لتطهرها من أدرانها.
لكل هؤلاء أقول: «ماتخافوش».. الثورة قامت ونجحت وانتصرت، لقد أزاحت رئيساً وحكومة وحزباً حاكماً ونظاماً فاسداً.. وصلت مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية، وسجنت رموز النظام الفاسد والباقى منهم الآن يمثل للمحاكمة العادلة.. كما بدأ الإصلاح والتغيير فى النقابات والمؤسسات وغيرها والعجلة تدور، وهذه كلها خطوات واسعة وحثيثة نحو الاستقرار والتغيير الحقيقى الذى قامت الثورة من أجله.
إن قراءاتى فى تاريخ مصر تجعلنى أكثر اطمئناناً منكم على مستقبل هذه الثورة، وبالتالى مستقبل مصر، وإذا كانت مصر قد مرت فى أعقاب الثورة ببعض القلاقل والهزات التى أسفرت عن تراجع الإنتاج والسياحة والبورصة بسبب مظاهر الانفلات الأمنى الذى نتج عن غياب الشرطة بعد تفكيكها، فإننى أؤكد أن هذا الانفلات تم بفعل فاعل وهذا الفاعل ليس فرداً بل عناصر نظام سقط ويلملم أشلاءه يتكون من رموز الحكم البائد داخل وخارج طرة، والمنتفعين منهم من رجال الأحزاب ــ الحزب الحاكم وأيضاً بعض أحزاب المعارضة الكارتونية ــ ورجال أعمال فاسدين، وأراجوزات يحتلون شاشات القنوات الفضائية، وبعض غير المحترمين فى مؤسسات محترمة مثل الإعلام، فضلاً عمن أضيروا من قيام الثورة ممن خرجوا
ورغم كل هذه العقبات والتحديات فأنا واثق أن الثورة مستمرة ولن تنتكس، ولنا فى ثورة 1919 مثل، فرغم صراع الثورة مع احتلال أجنبى ونظام فاسد نجحت الثورة بقيادة سعد زغلول، ورغم انشقاق رفاقه عنه استمرت الثورة، لذلك أرجوكم يا ثوار أن تعوا الدرس وأدعوكم إلى التوحد والصبر والصمود وعدم إفراغ شحنتكم الثورية فى هذه الموجات من الإحباط والتشاؤم والخوف على الثورة وعلى مصر، أقول لكم لقد انطلقت الرصاصة من ماسورة البندقية وهيهات أن تعود! ماتخافوش!!
[email protected]