عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أم ابراهيم عيسى!

أزعم أنني كنت من أوائل - إن لم أكن أول - من قدم الكاتب الصحفي والاعلامي الرائع ابراهيم عيسى على موجات الاذاعة المصرية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وقد ظللت أتابعه وأتفاعل بإعجاب

مع مواقفه المعلنة وتمرده ومعارضته الصريحة لنظام مبارك، سواء في روز اليوسف أو في أدبياته المنشورة ثم في صحيفة الدستور التي رأس تحرير إصدارها الأول في منتصف التسعينيات، فأحدث ثورة تحريرية مدوية.

وبعد قيام ثورة 25 يناير العظيمة، والتي يعتبر أحد أبرز المشاركين فيها من يومها الأول بميدان التحرير، ألاحظ أن ابراهيم عيسى وكأنه قد نال منه الاجهاد، وبدأت تغلب عليه مسحة من اليأس والاحباط لعدم اكتمال الثورة والمقاومة الشرسة لها من فلول النظام البائد، وتنعكس هذه المسحة عليه سلباً فتظهر علي شكل سخرية تقترب من العبثية التي تدفعه الى الضحك العصبي والافيهات الساخرة، وكأني به فقد الجدوى واستسلم لمتناقضات الواقع المصري المعاصر، وأنا بدوري أنشاده ان ينفض عنه «ترف» الاحباط وراحة أو استراحة اليأس، فإن ثورة 25 يناير تحتاج إليه والى رفاق دربه لكي تكتمل وتؤتي ثمارها المباركة.

وأعود الآن الى منتصف التسعينيات حينما كنت - مثل عادتي في رمضان من كل عام - أقدم برنامجاً ساخناً قصيراً عقب اذان المغرب في البرنامج العام، كان اسم البرنامج في ذلك العام «1996» «لجنة تحكيم» وقد استضفت فيه باقة من ألمع الشخصيات العامة، لأسأل كلا منهم عن اختياراته للأفضل في كل المجالات لو أنه رئيس لجنة التحكيم.

ومن بين الاسئلة لضيف البرنامج «من ترشحها للفوز بلقب السيدة الاولى» وطبعاً خمسة وعشرون ضيفاً من

الثلاثين رشحوا سوزان مبارك، وهذا متوقع! وأربعة ضيوف اختاروا شخصيات نسائية عالمية مثل بناظير بوتو.. أما ابراهيم عيسى فحينما سألته: «ومن ترشح للفوز بلقب السيدة الأولي؟» اجاب بكل ثقة «أمي»!! هكذا كانت شجاعة وجرأة ابراهيم عيسى في عز سطوة النظام البائد.

أذيعت الحلقة بلا حذف، ولم يعترض مسئول، ولكن الغريب والمذهل ان الاعتراض جاء من بعض زملاء - أو أساتذة - ابراهيم عيسى في مهنة الصحافة! اتصل بي صحفيون كبار وعاتبوني ليس فقط على ما ذكره ابراهيم عيسى، وانما على  استضافته في الاذاعة المصرية أصلاً!

وقد تكرر هذا الاتصال الرافض مرات عديدة حينما كنت استضيف الأستاذ مصطفى بكري أيضاً في نفس توقيت منتصف التسعينيات، من صحفيين كبار كانوا يودون وأد مصطفى بكري وابراهيم عيسى في المهد، ورغم ذلك لم أتوقف عن استضافة أيهما، وورث مني ابني شريف المذيع بإذاعة الشرق الأوسط هذه العادة السنوية في برامجه الرمضانية، وهي عادة ادعو الا تنقطع، وأدعو لصديقي ابراهيم عيسى ألا ييأس، واستحلفه بغلاوة ومكانة السيدة الاولى في حياته: أمه!

[email protected]