رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصدّي بوسنّة الأعرج!

الوفاء يقتضيني أن أقطع تسلسل شهادتي السياسية والإعلامية هذا الأسبوع للاحتفاء والمشاركة في إحياء ذكري الفنانة الكبيرة فايزة أحمد، غنت لي فايزة عشرات الأغنيات الكلاسيكية الطويلة والحداثية القصيرة،

ولا أضيف جديداً في امتداح قدراتها الصوتية والتطريبية الفائقة، فقد كان صوتها من خامة متفردة شديدة الحساسية والقدرة علي التعبير، فضلاً عن مميزات حنجرتها الذهبية في استيعاب المقامات والنقلات والقفلات الاحترافية التي افتقدناها منذ رحيلها.

ولكنني سأتناول اليوم جانباً من شخصيتها كإنسانة وقد أغناني أصدقائي الناقد الكبير طارق الشناوي والناقد الكبير محمود معروف عن سرد الكثير عن طيبة قلبها و«جدعنتها» وكرمها، كما أفاض معروف في عشقها للمرح والمقالب البريئة هي وزوجها الموسيقار الكبير محمد سلطان!

فكثيراً ما كان يرتبان المقالب لضيوفهما وأصدقائهما، وكان يشاركهما في هذه الهواية الفنانان الزوجان عادل مأمون وهدي زايد اللذان لم يتورعا عن نصب مقلب لكبير الأسرة الفنية الموسيقار محمد عبدالوهاب، حيث قاما بدعوته علي العشاء وأثناء دخوله من الباب فوجئ بقفص فيه ببغاء في البهو فقالا له: «سلم عليه يا أستاذ ده لطيف خالص» فقال له بصوته الوهابي الرخيم «إزيك» وإذا بالبغاء يرد علي الموسيقار الكبير بشتيمة مصرية شعبية فولكلورية مشهورة! فاحمر وجه موسيقار الأجيال خجلاً ، وقال له: «ياه.. ده  انت أبيح قوي» بينما المضيفان يقهقهان.

أيضاً كانت فايزة وسلطان يدبران المقالب، وقد نلت شخصياً نصيباً منها، فذات مرة أوقفا لي الشغالة في الحمام وهي ترتدي هيكلاً عظمياً وجمجمة في الظلام، وكثيراً ما كانا يضعان صفافير وزمامير تحت شلت فوتيهات الإنتريه لاصطياد الضحكات والقفشات مع ضيوفهما.

ولكني أحكي اليوم عن مقلب شربه علي أيديهما زميل إذاعي راحل

هو فيكتور الملاخ، كان قد عين في منوعات البرنامج العام بالإذاعة كمقدم برامج «صامت»(!) حيث إن صوته كان به بحة واضحة، ولكنه كان إذاعياً مجتهداً ودؤوباً، فاكتفي بالتسجيل للضيوف دون صوته وإخراج البرامج، وكان محبوباً من الجميع لدماثة خلقه وطيبته.

ولم يسلم فيكتور قدس الله روحه من مقالب فايزة وسلطان، فذات مرة كانا في المغرب لإحياء حفل غنائي، وهدتهما نزعتهما «المقلبي» لعمل مقلب في الإذاعي الصامت، فأرسلا برقية إعجاب من الدار البيضاء إلي فيكتور الملاخ بالإذاعة بالقاهرة وكل البرقية إعجاب به وبصوته وبرامجه وموهبته وأن له جمهوراً كبيراً جداً في المغرب، أما أغرب ما في المقلب فهو أنهما وقعا البرقية باسم المستمع مصدي بوسنة الأعرج من الدار البيضاء!! ولكم أن تتصوروا فرحة فيكتور بهذه البرقية التي أكدت له أن شهرته طبقت الآفاق وأن مستمعيه بالملايين من شرق العالم العربي إلي غربه أو من الخليج إلي المحيط! وظل يطوف علينا في الإذاعة حاملاً برقية الإعجاب التي لم ينكشف سرها إلا بعد عودة فايزة أحمد ومحمد سلطان من المغرب وإقرارهما بالحقيقة!

Obattisha@yahoo.com