رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخط الأحمر

كنت أود أن أوجه كلامى اليوم لوزير الإعلام الجديد بمناسبة توليه هذه المهمة الجسيمة ، ولكن جاءت أحداث رفح المؤسفة لتغير المسار ، فتلك الأحداث تستحق وقفة جادة من كافة طوائف المجتمع المصرى داعمةً للأجهزة المسئولة عن الرد عليها بكل قوة ، ليكون بالفعل " أمن مصر " خطاً أحمر ، لا يجب الإقتراب منه ، ومن يتجاوز ذلك لا بد أن يجد رداً رادعاً له ولغيره ممن تسول له نفسه التجرؤ على مصر وحدودها وأبنائها .

يحاول البعض تفسير ما حدث على إنه عملية إسرائيلية ، ولكن المؤشرات تشير إلى عكس ذلك ، وإن كانت إسرائيل مستفيدة جداً من هذه العملية القذرة ، الوجوه العربية التى شاركت فى تنفيذ هذا العمل الإجرامى ( على الأرجح )  فلسطينية ، والإعلام يشير طبقا لتصريحات المسئولين إلى جماعة الجهاد ، وأياً ما كانت الجهاد الفلسطينية أو الجهاد الدولية ، فالأمر يستوجب الرد السريع القاسى الرادع .
وعلينا أن نبحث فى الظروف التى ساعدت هؤلاء المجرمين على تنفيذ عمليتهم القذرة ، فالإنفلات الأمنى الذى عانت منه مصر الفترة الماضية ، إنعكس بدرجة أو بأخرى على الوضع الأمنى فى سيناء ، ساعد على ذلك البعض الذين يساعدهم هذا الوضع على تحقيق مآرب لهم ، هذا البعض من داخل مصر أو من خارجها ، شارك فى تكريس هذه الظروف التى تساعد كل المجرمين على التجرؤ على مصر ، هذا بالإضافة إلى بعض المستجدات التى قد هيأت الظروف لمثل هذه العمليات ، فمثلاً قرار فتح الحدود المصرية الفلسطينية ، والسماح بدخول الفلسطينيين إلى مصر بدون تأشيرة مسبقة ، هذه القرارت من شأنها أنها تسمح لبعض العناصر الإرهابية التسلل إلى مصر فى وضح النهار وتحت أعين الجميع ، فالتأشيرة بين الدول لا يُراد بها مجرد تحصيل رسوم ولا مجرد إجراء بيروقراطى ، وإنما هى إجراء سياسى يتعلق بسيادة الدولة ،وقد يُدر عائداً إقتصادياً لخزينة الدولة ، بالإضافة إلى هذا فهى رأىٌ أمنى لابد أن يُحترَم وتكون له الغلبة على الشقين الآخرين ، وهذا لا يتنافى مع حقوق التنقل بقدر ما يتواءم مع مصالح الدول وأمنها ، فعندما تريد السلطة السياسية إلغاء التأشيرة  لمواطنى دولة ما ، فلابد من الرجوع إلى الأجهزة الأمنية المسئولة لتقول كلمتها فى هذا القرار ، ولا بد للسلطة السياسية أن تحترم الرؤية الأمنية حتى لو لم تتوافق مع رغبتها .
هذا الكلام لا يتنافى مع تعاطفنا ودعمنا للشعب الفلسطينى الشقيق ، ولكن هذا لا يمنع من رؤية الواقع على الأرض الفلسطينية ، والإنقسامات بين الفصائل ، والصراعات بين القوى ، ولا يخفى علينا أيضاً أن منهم من يهمه الصالح المصرى ومنهم من يسعى إلى عكس ذلك ، لذا كان لزاماً علينا نحن أبناء مصر أن نحافظ على أمنها ونعمل على تحقيق صالحها ، دون الإلتفات إلى غير ذلك من الأمور التى  ــ فى النهاية ــ  تصيبنا بالسوء .
إن هذه العملية القذرة تكرس المقولة

التى يرددها الإعلام الأمريكى والإعلام الإسرائيلى من أن سيناء لم تعد آمنه ، وانها تسبب تهديدات لأمن إسرائيل ــ أمن إسرائيل الغاية الكبرى للسياسة الأمريكية ــ ومن ثم فإن هذه العملية القذرة لن يستفيد منها أحد إلا إسرائيل وعملاؤها من مخططين ومنفذين وبالطبع ممولين ، عملية تعمل على تكريس لأهداف تتمنى إسرائيل تحقيقها ، ولكنها لن تنالها مهما طال الزمان .
فائدة أخرى للكيان الصهيونى ، فبمجرد حدوث العملية ، وتعامل الجيش الإسرائيلى مع هؤلاء الإرهابيين ، وصياح الإعلام الإسرائيلى متواصل بقدرة الجيش الإسرائيلى ، وتفوقه فى هذه العملية التى لم ينجح الأمن المصرى فى التصدى لها ، فرصة لإعلام إسرائيل أن يروج تفوق جيشه على الجيش المصرى !! .
إذن فالعملية مؤداها فى النهاية خدمة إسرائيل ، والعملية أسالت دماءً مصرية غالية ، والعملية أزهقت أرواح مصرية طاهرة ، فلهذا هى عملية قذرة ، خطط لها ومولها ونفذها أعداءٌ لمصر ، وستصل الجهات الأمنية المصرية  ــ برجالاتها وكفاءاتها ــ إلى من يقف وراءها ، ووقتها لا يجب أن تأخذكم رحمة فى العقاب والقصاص ، ولا يجب وضع أى إعتبار لأى شيئ سوى دماء المصريين التى سالت وأرواح المصريين التى أُزهقت ، وأمن مصر الذى إستهان به هؤلاء المجرمون ، وحدود مصر التى تخطاها هؤلاء السفلة ، وقتها لا بد أن يكون العقاب فى أشد درجاته ، ويكون القصاص كما يجب أن يكون .
لِيَعُد أمن مصر وحدود مصر وتراب مصر وأبناء مصر " خطاً أحمر "  للجميع من الأعداء وممن نظن أنهم أصدقاء أو أشقاء ، فدماء أبناء مصر غالية ، ومن يتجرأ عليها يلقى عقابه .
الجيش المصرى الباسل لا تقهره جماعه إرهابية ، والتراب المصرى أغلى من أن تدنسه مجموعة من  المجرمين المأجورين، والدم المصرى أطهر من أن تعتدى عليه عصابة من مليشيات المرتزقة .
ولنتذكر دائما قول الحق جلّ وعلّى " ولكم فى القصاصِ حياةٌ يا أولى الألباب " صدق الله العظيم ...