عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصندوق الأسود

إنتهت الإنتخابات الرئاسية ، ولم تنتهِ توابعها ، أُعلنت النتيجة النهائية ، وبدأت التفسيرات والتأويلات حول تلك النتيجة .
حقاً لم تكن إنتخابات عادية بكل المقاييس ، فملابساتها عديدة ، مِن تَقدُم للترشح ، لقانون يتم إعداده وإخراجه فى 48 ساعة ،  لعدم قبول البعض وخروجهم من السباق قبل بدايته ، لجولة أولى أتت بعكس كل التوقعات ، لجولة ثانية صاحبها تطورات قانونية ودستورية ، وصاحبها ممارسات جديدة على الساحة الإنتخابية المصرية ، وصاحبها ملاسنات ومشاحنات .

وجاء الوقت الحاسم ، وقت إعلان " اللجنة المسئولة دستورياً عن الإنتخابات " للنتيجة النهائية ، وبعد بيان طويل جداً ، تُعلن فوز الدكتور / محمد مرسى ، ليصبح أول رئيس لمصر فى جمهوريتها الثانية .
ونهنئ الدكتور / محمد مرسى " فرئاسة مصر شرف يستحق التهنئة " ،  وندعو له بالتوفيق وسداد الخطى " فرئاسة مصر مسئولية تستوجب الدعاء "  .
ونعود للمشهد الإنتخابى لنرصد بعض الملاحظات ، نسوقها ونطرحها ونطلب تفسيرها :
ــ كان هناك إصرارٌ من الدكتور / محمد مرسى ــ خلال فترة الدعاية الإنتخابية ــ  على عدم قبول فكرة إمكانية نجاح منافسه ، هذا الإصرار إمتد إلى كل من ظهر على الفضائيات من هذا التيار السياسى ، حتى الشباب منهم كان لديهم رفض شديد لمجرد إحتمال فوز المنافس ، هذا بالرغم من إقرارهم أنهم فى منافسة مع آخر فى عملية إنتخابية ، إصرار يدعو للتساؤل عن مبعثه : أهى الثقه ؟ كلا ، لاتوجد ثقة بهذا الشكل فى معرض أى تنافس ، فما بالكم بالتنافس حول رئاسة مصر ، وحتى الآن لا ندرى مرد هذا الإصرار العجيب  .
ــ خروج حملة الدكتور / مرسى معلنةً فوزه بعد ساعات قليلة جداً من العملية الإنتخابية ، ثم ظهور المرشح نفسه ليعلن فوزه ويخاطب شعبه ، " عقب آذان الفجر" ، فهل كان هذا التسرع نابعاً من التأكد من النتيجة التى كانت بكل تأكيد لم تنتهِ بعد  ، ولم تقارب على الإنتهاء ؟ كلا ، فلا ندرى أكان هذا إستباقاً ، أم كان توطئةً لإعلان التزوير فى حال مخالفة النتيجة الرسمية لما أعلنوه ، أم حيلة إنتخابية لتحطيم معنويات المنافس فى وقت لايهم فيه ذلك الأمر فالكل فى إنتظار النتيجة والمعنوبات لاتفرق فى هذه اللحظات ، وحتى الآن لم نجد تبريراً منطقياً لهذا التصرف  .
ــ التوجه إلى ميدان التحريرــ عقب ذلك ــ  بحجة الفرحة بالفوز ، والإعلان عن البقاء فى التحرير لحين إعلان النتيجة النهائية ، ثم تحول الوضع فى التحرير إلى رفض الإعلان الدستورى المكمل والضبطية القضائية وحكم الدستورية بحل مجلس الشعب ، ولاندرى كيف تحول التواجد بالميدان ــ لهذا لتيار ــ من فرحة النجاح إلى إرهاصات الصدام مع المجلس العسكرى ، ولم يفسر لنا أحد ماذا حدث ولماذا ؟
ــ قبل إعلان النتيجه النهائية وجدنا حشوداً عسكرية تتحرك فى المدن والطرق الرئيسية ، ووجدنا تأميناً للمنشآت الحيوية فى البلاد ، وكان ذلك يعنى حماية الدولة ومنشآتها من أخطار منتظرة أو على الأقل متوقعة  فماهى هذه الأخطار وما هى مصادرها ؟ لا نعلم .
ــ وفى يوم النتيجة النهائية تُعلن جميع المصالح الحكومية إنتهاء العمل قبل المواعيد المحددة ، وتنتشر شائعات حول فرض حظر التجول بعد إعلان النتيجة ، بما يعنى التخوف من شيئ ما قد يحدث ، فما هو ؟  لاندرى  .
ــ تتأخر اللجنه "المسئولة عن الإنتخابات " حوالى 40 دقيقة عن الموعد المحدد ــ مسبقاً منذ ثلاثة أيام ــ لبدء مؤتمر إعلان النتيجة دون مبرر واضح ،ويمضى المؤتمر وسط عصبية واضحة من مدير المؤتمر وكذلك من الأمين العام للجنة ، ثم يبدأ السيد المستشار / رئيس اللجنة بقراءة تقرير مطول حول الطعون ، ثم يُعلن النتيجة ، ثم يظهر إنفلات الأعصاب بوضوح فى محاولة تحجيم رد

فعل بعض الإعلاميين الموجودين بالقاعة بعد إعلان الفائز ، فلماذا هذه العصبية ؟ لا نجد لها مبرر .
ــ لم تقدم اللجنة فى إعلانها ما يشبع الفضول الإعلامى ــ المشروع ــ فى معرفة حقيقة ماأثير حول موضوع " المطابع الأميرية " ، وموضوع " منع قرى بالصعيد من التصويت " وهى موضوعات تتعلق بالنتيجة النهائية ، فلماذا لم يتم توضيح الأمور بالشكل الكافى ؟ لا نجد إجابة .
ــ مع الساعات الأخيرة من يوم السبت والساعات الأولى من صباح الأحد ، كانت كل التسريبات تؤكد فوز الفريق شفيق ، فكيف تتبدل الأحوال ؟ لانعلم .
ــ بعد إعلان النتيجة وفرحة أنصار الدكتور / مرسى ، وصدمة وذهول أنصار الفريق / شفيق ، بدأت الأقوال تتناثر حول موضوعات عدة : زيارة السفيرة الأمريكية لمنزل الفريق / شفيق ، وجود الدكتور / مرسى ببيته وقت إعلان النتيجة ، اللقاءات المتتالية لأعضاء من المجلس العسكرى مع قيادات من الأخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة  وبعض الشخصيات السياسية الأخرى خلال اليومين السابقين لإعلان النتيجة ، تزايد ضغوط  ميدان التحرير والتأكيد على مطالبه والهجوم اللفظى الشديد على المجلس العسكرى ،الحديث فى بعض وسائل الإعلام عن خطط لتدمير البلاد وتحركات خارجية ضد مصر فى حال فوز الفريق شفيق ، تصريحات مسئولين " أجانب " حول نتائج الإنتخابات بما يُعد تدخلاً فى الشأن المصرى ، ثم ماتناقلته المواقع الألكترونية ومواقع التواصل الإجتماعى حول بعض التقارير الخارجية التى تؤكد وجود مخطط لتدمير البلاد فى حال فوز "الفريق" وضغوط وتهديدات خارجية بشكل لم يستطع المجلس العسكرى معه سوى القبول بإعلان فوز "الدكتور" حفاظاً على هذا البلد !!!
كل هذه الأمور يتداولها الكثير من أبناء هذا الشعب ، البعض متيقن من صدقها والبعض يشكك فى صحتها ، وكثير بين هؤلاء وهؤلاء يصدقون أموراً ويشكون فى أخرى .
فهل من أحد كريم فى هذا البلد الأمين  يتفضل علينا ويقول لنا ماذا حدث وماذا يحدث ؟  وما صحة هذه الأقاويل ؟ الصورة فى حاجة إلى توضيح بدلاً من أن نترك الناس أسرى لما يسمعون ويقرأون من مصادر قد تكون مغرضة أو على الأقل غير دقيقة .
إننا نحتاج إلى معرفة نتيجة فرز " الصندوق الأسود " لتلك الرحلة الإنتخابية ، ذلك الصندوق الذى يحمل أسرار وتفاصيل تلك الرحلة الهامة فى تاريخ مصر ، فجميع صناديق العملية الإنتخابية تم فرزها ، ماعدا  هذا "الصندوق الأسود "، ويبدو أن نتيجة فرزه ستتأخر ، ونرجو ألا يكون التأخير كثيراً ..
حفظ الله مصر من كل سوء  ....