رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إرادة الشعب ويوم الفصل

ثلاثة أسابيع وما قبلها شهدنا وسمعنا خلالها كلاماً كثيراً من كافة المرشحين للرئاسة ، الذين ملأوا شاشات الفضائيات وأثير الإذاعات وصفحات الجرائد ومساحات المواقع الإلكترونية وحوائط التواصل الإجتماعى ، بإختصار حوصرنا بصورهم وأصواتهم ، وشعاراتهم ولافتاتهم ، مؤتمراتهم وأنصارهم ، تنافس الجميع ،

وتنابز البعض ، وتلاسن آخرون ، البعض تحدث بالحقائق ، والبعض جمّل الحقائق ، والبعض قفز على الحقائق ، قدموا مشروعاتهم ، وطرحوا رؤاهم ، وأعلنوا برامج عظيمة  " لو تحققت " ، الكل كان لديه الحلول ، بل والبعض يمتلك حلولاً سريعة وآنية لأخطر المشاكل ، إستخدموا كافة أساليب الإستمالة ، العاطفية والمنطقية ، بل والدينية ، خاطبوا كافة الفئات ، كل على قدره ، البعض خاطب الناس على قدر عقولها مستخدماً مفرداتها ومنطقها ، والبعض تعامل مع الناس على قدر إحتياجاتها مستغلاً عوزها وحاجتها ، وهى أسوأ الأساليب الإنتخابية ، حتى لوكانت قد حققت بعض النتائج فى الإنتخابات البرلمانية .
والآن إنتهى كلام المرشحين  ، بينما يتواصل حوار الناخبين فيما بينهم ، الآن أخطر الأوقات  فى العملية الإنتخابية ، فهى لحظات التفكير والمقارنة ، وتقييم مادار الفترة السابقة ، والوصول إلى القناعات وتحديد الرأى .
علينا جميعا ألا نتأثر بالكلمات المعسولة ، وألا ننبهر بالأداء الإعلامى ، وألا تخفينا الحشود البشرية ، وألا تخدعنا الشعارات الرنانة .
علينا جميعا أن نُعمل عقولنا ، وأن نُحكّم ضمائرنا ، وأن نُرجح إحتياجات الوطن ، وأن نُعلى الصالح العام ، وأن نستشرف المستقبل .
علينا جميعاً أن نرفض إستغلال البعض لإحتياجات الفقراء ، والتحايل على البسطاء ، والمتاجرة بالآلام ، والعبث بالأحلام .
علينا جميعاً ألا ننخدع فى برامج فضفاضة ، ولا مشروعات عملاقة ، بل لابد أن نكون واقعيين فى نظرتنا وموضوعيين فى تقييمنا .
علينا جميعاً أن نرفض مايسعى إليه البعض من ربط إختيارات معينة بديننا أو عقيدتنا أو وطنيتنا . 
علينا جميعاً أن نرفض شراء الأصوات أيا ما كان شكل هذا الشراء ومهما كان الثمن ، علينا أن نواجه عمليات تزييف الإراده ، بحفنة من المال أو بعض من السلع اليومية .
علينا جميعاً أن نجابه تشويه الإختيار ، وأن نعمل على تنقية القرار من أى شوائب تعكر صفوه ، وتنال من إرادته وكرامته .
ليس هذا فحسب بل علينا ان نساعد ذوينا على كل ذلك .
إن غداً يوم الفصل للشعب المصرى ــ حتى

لوكانت كل التوقعات تشير إلى إجراء إعادة الشهر القادم ــ  الشعب الواعى بكل مادار حوله الأيام السابقة من دعايات إنتخابية قانونية أو غير مسموح بها ، الشعب الناضج القادر على الفرز لكل ما سمعه وما شاهده ليفصل الحقائق عن أشباهها ،  ويكشف صدق القول من إفكه ، الشعب الأمين فى إختياراته وقراراته ،والأمين على وطنه وأهله .
أدِ ما عليك ، وإحرص على المشاركة ، وإختر بإرادة حرة ، ولا تقبل أى تدخل فى قرارك ، ولا تخضع لأى تأثير على إرادتك ، إذهب وأنت حاسم أمرك ، إقضِ على ترددك ، وإحسم أمرك ،  وإعلم يقيناً أن صوتك يصنع الفارق ، وأن إختيارك يساهم فى صنع المستقبل  .
علينا جميعا أن نفعل ذلك ، ولكن الأهم هو قبول النتائج أياً ما كانت ، فعلينا جميعا أن نقبل إختيار الشعب ، وليأتِ من يأتى ،من أى إتجاه ، ومن أى فكر وتوجه ، فطالما كان هو إختيار الشعب فعلينا قبوله وإحترامه ، وأتمنى أن أرى بقية المرشحين هم أول المهنئين للفائز ، وأتمنى أن تلتف الإتجاهات المختلفة حول الإتجاه الذى يختاره الشعب ، وأتمنى أن أرى الفائز وهو يعتمد على  أصحاب الخبرات والكفاءات من التيارات الأخرى ، ولعل ذلك كله لايقف عند حد الأمانى .
إن الرئيس القادم هو أول رئيس مصرى مُنتخَب إنتخاباً حراً وبإرادة شعبية مطلقة ، لذا يجب علينا جميعاً إحترام تلك الإرادة ، وتقدير نتائج ذلك الإنتخاب ، ولتكن تلك هى أولى خطواتنا على طريق المرحلة الجديدة من عمر هذا الوطن الغالى .