عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

القيادة العبقرية .. ( 2 )

تساءلنا الأسبوع الماضى عن تلك القدرة العبقرية لقيادة الهيئة العامة للإستعلامات ، والتى تمتعت بعلاقات "وطيدة " مع أركان النظام السابق أدت إلى إعتلائها كرسي رئاسة الهيئة ، ثم تمتعت بعلاقات   " تبدو وطيدة "  مع النظام الحالى بما أبقى عليها فى نفس الكرسي ، لتكون تلك الشخصية هى القيادة الإعلامية الوحيدة التى لم تتغير بعد الثورة .

وقد وصلنا إلى التساؤل عن الخدمة الجليلة التى قدمتها تلك القيادة الإعلامية للنظام الحالى حتى يتم الإبقاء عليها ولاتغادر موقعها كبقية القيادات الإعلامية كافةً ، فحتى رئيس أحد القطاعات بإتحاد الإذاعة والتلفزيون وبعد الكشف عما أداه من دور إيجابى تجاه الثورة إبان الأحداث ، فلم يستطع النظام الحالى الإبقاء عليه سوى لفترة وجيزة بعد الثورة ثم غادر موقعه ليلحق بمن سبقوه من قيادات الإعلام فى النظام السابق  .
وبالطبع لم نجد رداً على تساؤلاتنا ، لذا نتوجه اليوم بالسؤال إلى رئيس الهيئة نفسه ، لنستوضح منه بعض الأمور التى تخص الهيئة فى عهده ، لعله يجيبنا بحكم منصبه ومسئوليته عن هذا الكيان الإعلامى ، وأسئلتنا تهدف لإستيضاح بعض الأمور التى يكتنفها شيئاً من الغموض ، و فى محاولة لإقرار الشفافية التى يجب أن تتسم بها المرحلة .
وتساؤلاتنا اليوم تدور حول " مركز القاهرة للإعلام الدولى " ، وهو المركز الذى أقامته الهيئة العامة للإستعلامات ليكون مركزاً إعلامياً للإنتخابات البرلمانية " 2010 " ، والتى حقق فيها الحزب الوطنى نتائج أدت إلى سرعة تداعى النظام بأكمله، وكان هذا المركز هو الذى يتابع إعلاميا كل ما يتعلق بتلك الإنتخابات ، وكذلك كان المسئول عن تقديم المكون الإعلامى حول هذه الإنتخابات وتقديم وجهة نظر النظام (الحزب الوطنى) لوسائل الإعلام الدولية والقومية ، وكان هذا كله يتم تحت الإشراف المباشر لرئيس الهيئة (السابق/الحالى) ووفقا لتعليمات وزيره آنذاك (وزير الإعلام الأسبق) .
ومن غرائب الزمن أن يكون هذا المركز هو أيضا المركز الإعلامى للإنتخابات البرلمانية " 2011 " ، نفس المكان ونفس الأشخاص (بخلاف الذين غادروا المركز بعد الثورة لأسباب لانعلمها ، وسنعود لهذه النقطة بعد قليل ) ، وبالطبع تحت إشراف نفس رئيس الهيئة (السابق/ الحالى) أيضاً ، فكيف يتسنى لنا إستيعاب ذلك ؟! و حول هذا المركز نتساءل :
ما هو مصدر تمويل هذا المركز ، مرتبات / مكافآت / معدات وتجهيزات / مطبوعات /....؟
ما هو الفارق المعنوى بين طبيعة عمل هذا المركز، والمركز الصحفى التابع للهيئة صاحب الخبرة الكبيرة فى التعامل مع المراسلين الأجانب ووسائل الإعلام الدولية ؟
ماهى القيمة المضافة التى حققها هذا المركز للهيئة متميزاً عن بقية إدارات وقطاعات الهيئة ؟
ونعود الآن للذين غادروا المركز وعلى رأسهم السيد " م . ف " ، ذلك الشاب الذى كان يعمل بمكتب رئيس الهيئه بنظام العقد ( هكذا يُشاع ) ، ثم غادر هذا العمل ( كيف يكون بعقد ـ منقطع وليس دائم ـ  ويحصل على أجازة طويلة ) إلى واشنطن ، ليتم التعاقد معه للعمل (كعمالة محلية) بالمكتب الإعلامى هناك ، وهو مالايجوز إلا مع المقيمين إقامة دائمة بدولة المقر ، ولم تدم تلك التجربة طويلاً فعاد إلى أدراجه سالماً ، وبعد فترة أخرى من العمل بمكتب رئيس الهيئة ، إذا بنا نجده " مديراً عاماً لمركز القاهرة للإعلام الدولى " ، ليمارس عمله بصلاحيات المدير العام وهو بعقد ، و فى هذا الصدد يجب أن نعرف : ما هو المؤهل العلمى الحاصل عليه السيد المذكور ؟ وهل هو مؤهل معادل للدرجة الجامعية المصرية ، أم أنه لايعادلها ومن ثم لايجوز له العمل كإعلامى أصلاً ؟ ثم .. ما هو مصدر مرتبه ومكافآته ، من ميزانية الهيئة أم من ميزانية وزارة الإعلام ؟ وكم هى المبالغ

التى تحصل عليه أثناء عمله بالمركز وبالهيئة ؟ ومن الذى أجازــ قانونياً وإدارياً ــ شغل موظف بعقد غير دائم إدارة مركز تابع للهيئة ، وأين المسئولون الإداريون والماليون الذين غضوا البصر عن ذلك ، والذين غضوا البصر أيضاً عن تعاقد المكتب الإعلامى بواشنطن معه ؟ وما هى المكافآت التى كانت تصرف من مبنى إذاعة الشريفين للعاملين بالمركز ومديره العام ؟
وبعد .. إذا كانت أمور هذا المدير العام منضبطة قانونياً وإدارياً ، ولاغبار حوله ، وكانت إجابات الأسئلة السابقة لاتحمل أى مخالفات إدارية أو قانونية ، فما الذى دفعه إلى مغادرة عمله بالمركز وبالهيئة كلها بعد فترة وجيزة بعد الثورة ، ومع أول وقفة إحتجاجية لموظفى الهيئة ضد رئيسها ، وهل هو الذى طلب إلغاء تعاقده ، أم ان رئاسة الهيئة هى التى ألغت التعاقد ، وما هى الأسباب فى الحالتين ؟
إن توضيح تلك الأمور من جانب رئاسة الهيئة يسهم بشكل كبير فى إستجلاء الحقائق وكشف الغموض .
وبمناسبة الحديث عن مركز القاهرة للإعلام الدولى ، فهل لنا أن نستكمل تساؤلاتنا حول العاملين السابقين به ، فنسأل عن السيدة (ن) ، والسيد (الأجنبى) ، وهما من كانا متواجدين بشكل دائم بالمركز وكانا لهما عمل مباشر مع المدير العام المشار إليه سابقا ، فلا أحد يعلم من هما ، وما هى طبيعة عملهما بالمركز ، وماهى المبالغ التى تحصلا عليها نتيجة عملهما بالمركز ، وماذا يعنى وجود شخص أجنبى بمركز مسئول إعلامياً عن الإنتخابات البرلمانية المصرية ، وهل هذا مقبول امنياً ، وهل مقبول إدارياً وقانونياً ؟ ومن هى تلك السيدة ، وما طبيعة عملها بالمركز ؟
ونصل لنفس النقطة الهامة وهى لماذا غادرا المركز بعد الثورة عندما غادر المدير العام وفى نفس التوقيت ، وهل الهيئة هى التى أنهت تعاملها معهما ولماذا ، أم انهما اللذان قررا إنهاء عملهما بالمركز بعد سقوط النظام السابق ، وهل يعنى هذا إرتباطهما أساساً بهذا النظام ؟
كل تلك التساؤلات لايعلم إجاباتها سوى رئيس الهيئة (السابق/الحالى) ، فهل له أن يحل لنا هذه الطلاسم التى لانجد لها مبرراً منطقياً ، مثلها فى ذلك مثل أشياء عديدة فى الإعلام المصرى لاتتفق والمنطق العام للعقل البشرى ، بل تحتاج إلى عبقرية لاتتوافر إلا لشخصيات معينة .
إن مركز القاهرة للإعلام الدولى يمثل حقيقة نموذجاً " لعبقرية المكان " ، وذلك ليس بفضل المكان ذاته  بقدر ما هو بفضل " عبقرية مديرى المكان مع إختلاف الزمان " ....