رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان بلعت الطعم بتحريم نقد مرسي فقامت مظاهرات 24 أغسطس

من حق الجميع أن ينتقد الرئيس وحكومته ومن حقهم أيضاً أن يطالبوا بحل مشاكلهم ولكن ليس من حق أي مخلوق مهما كان أن يجعل طاعة الرئيس من طاعة الله وفرض كالصلاة والصوم وهو ما قاله الشيخ المحلاوي  لإجبار البسطاء على طاعة مرسي فالرئيس ليس نبياً أو  صحابياً ليطاع طاعة عمياء وفي نفس الوقت أرفض القفز على شرعية رئيس منتخب لم يمر على توليه إلا شهور قليلة  فقد أوقع الإخوان أنفسهم في مأزقين في منتهى الصعوبة الأول عندما حرم أنصارهم الخروج على الرئيس مرسي وجعل طاعته فرضاً على الجميع والثاني عندما أفتى أحد الشيوخ  بإهدار دم  متظاهري 24 أغسطس لمجرد انتقادهم لمرسي وللجماعة ولم تدين أو تمنع الإخوان هذه الفتاوى  ثم أيد الفتوى الشيخ وجدي غنيم ليشعل نار الفتنة

فقد بلع الإخوان الطعم الذي وضعه لهم الفلول في محاولة أخيرة  لانتزاع السلطة من الإخوان ونجح استفزاز المعارضين لهم كل يوم في ايقاعهم في الفخ  مما اضطر المتعصبين للتيار الإسلامي إلى المبالغة في نقد من ينتقد الرئيس لدرجة جعلت البعض يقول أن طاعته من طاعة الله بالإضافة إلى  وقف اصدار صحف ومنع مقالات تهاجم الإخوان  وهذا  ما تريده الفلول لتقول "هذا هو شكل الدولة القمعية  التي يجهزون لها يحرمون ويكفرون من ينقدهم " ليجدوا مبرراً وهمياً للتظاهر يوم 24 فثورة 24 أغسطس هي ثورة  الفلول ومعارضي الإخوان لمصالح شخصية اعدت لتجميع شتات الفلول وإيهام الرأي العام بأن الشعب يرفض الرئيس المنتخب
وبهذا سيضرب الطرف الثالث عصفورين بحجر واحد ثم يستغل الطرف الثالث هذه الفتاوى وهذه الانقسامات والصراعات لإحداث شغب وأعمال عنف يوم 24 أغسطس وفي مظاهرات أخرى تالية  ثم  تتهم الإخوان بإهدار دمهم  لأنهم عصوا مرسي الذي يقولون عنه ان طاعته من طاعة الله فقد فتح أنصار الإخوان  بهذه القرارات و الفتاوى  الباب أمام هذه التظاهرات  ليضع الإخوان أنفسهم  امام مأزق

كبير واختيار صعب  ما بين انتظار مصير مبارك لو قتل المتظاهرين  و بين فقد ثقة الشارع  ومن ثم انتزاع السلطة منهم  ولن يخسر من ذلك كله إلا المواطن البسيط  فالحذر من الطرف الثالث أن يستغل  تلك القرارت  لاسترجاع عرش الفلول من قبضة الإخوان
وهذه الآراء التي تقول أن انتقاد الرئيس محرم شرعاً وفرض كالصلاة والصوم  يرسخ أصحابها بدون أن يقصدوا مفهوم  الدولة الدينية الديكتاتورية بمفهوم القرون الوسطي التي ادعى الحكام  وقتها أنهم يحكمون باسم الرب ولا يجوز انتقادهم فنحن مع الدولة الدينية المدنية القائمة على المؤسسات بإشراف المتخصصين وليس الدولة الدينية بمفهوم القرون الوسطى  ولهذا يستغل اعداء التيار الإسلامي هذه النقطة لنقد التجربة الإسلامية والإخوانية  بأكملها.  والجدير بالذكر أن كثير من المفكرين بل ومن الشيوخ يرفضون الدولة الدينية بمفهوم القرون الوسطى وأشهر الرافضين لها هو الشيخ العلامة  أبو اسحاق الحويني
فعلى الإخوان حسن التعامل مع معارضيهم ومنع تلك الفتاوى التي تثير الفتنة  وعدم استخدام الدين لحشد المؤيدين وعلى متظاهري 24 اغسطس الالتزام بالسلمية وأن يكون  غرضهم مصلحة مصر  لا القفز على الشرعية  وانتزاع السلطة من الإخوان فمرسي يحاول اصلاح ما أفسد خلال ثلاثين عاماً فالحذر الحذر من الطرف الثالث الذي يجهز  لوقيعة بين الإخوان والمتظاهرين والشعب مرة أخرى