رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحل الفساد وجاء وقت الإصلاح

نجح الشعب المجروحة كرامته النقية ضمائره  الفارغة جيوبه المريضة أجساده  المسرطن طعامه علي يد شباب مصر وبدماء الشهداء في إسقاط النظام  الفاسد الكاذب  بإصرار وتنظيم وباتحاد كل فئات الشعب المصري سياسيون وفنانون  وأدباء وصحفيون  وشيوخ في مشهد تاريخي في ميدان  التحرير  مليء بالمشاهد الحضارية والإنسانية  كالصلاة جماعة في الميدان ورفع علم مصر وسط أغان حماسية.

 

رحل الفساد وسقطت الأقنعة وظهرت الحقائق  وفتحت ملفات ظلت سجينة في أيادي الفاسدين  سنوات  كثيرة، وأصبحت مطروحة للنقاش قصص وأسرار عن فساد وسرقة ونهب و تدليس وتآمر وخيانة  لوزراء وشخصيات تشرف علي نتائج وتقارير مهمة ولذلك أتوقع أن تتحول مصر إلي ويكيليكس آخر في الأيام القادمة.

هذه الثورة أظهرت المنافقين ولصوص الثورة ومحبي الظهور الإعلامي وكنت قد توقعت  في مقال سابق عقب تزوير انتخابات 2010 أن الشعب سيرد  بثورة شعبية، وكان هذا التوقع محل نقاش مع هيئات التحرير رفضته صحف وقبلته صحف ولذلك كنت أول المهللين والمؤيدين لهذه الثورة، لأنني شاهدت حلمي يحدث علي أرض الواقع.

رحل  عهد الرئيس مبارك بحلوه ومره وتشكلت مصر دستورياً وسياسياً من جديد وسط آمال كبيرة للمصريين في مستقبل أفضل، شباب يحلم بالوظيفة والزواج  وأسرة تحلم بمسكن وموطن آمن  جيد الخدمات والمرافق  ومواطن يحلم أن تصان كرامته  خارج مصر، ولكن كما كان الفساد في عقود لا يكون الإصلاح في شهور فعلينا العمل والاجتهاد فقد غابت مصر طويلاً عن التطور، وعن الدور السياسي والثقافي والفكري والعلمي الذي يليق بدولة  بتاريخ و قدرات مصر صفحة جديدة في تاريخ مصر، ينبغي أن نسطرها بحكمة  فيا أيها المصلحين والمثقفين والثوار  رحل الفساد  ورحل مبارك وجاء وقت الإصلاح ونعلمكم أن  مسيرة التغيير والتنمية  لم تنته، بل بدأت وعليهم دور أهم وأنبل وأعظم مما تحقق لذلك نطالبكم ونحن معكم باستثمار مكاسب الثورة وتوجيه القوي الآن للإصلاح الاجتماعي والمحلي بجانب

السياسي بنفس التوحد والإصرار ليتحقق التوازن والتنمية والاستقرار  بشكل  سلمي متحضر وليكن بوسائل مثل مناقشة و تقديم التقارير والشكاوي والدراسات والإحصائيات التي ظلت سجينة الأدراج والعقول بشكل مرتب وآمن وقانوني وتحديد مشاكل واحتياجات المصريين في القري والمدن المختلفة وفي النقابات والهيئات المختلفة في محاولة لعمل دراسة لعوامل الضعف حتي يصبح لدينا خطة مدروسة عند البداية في الإصلاح الاجتماعي في الفترة القادمة  فأمامنا فاسدون كثيرون غير هؤلاء  فليس الفساد في مصر فساداً سياسياً ورئاسياً فقط، بل هناك المدير الفاسد والصحفي المدلس والمراقب المزور والمدينة التي تشرب مياهاً ملوثة والمريض الذي يموت  لعدم توفر تكاليف العلاج، فالشعب والثوار خاصة الشباب أصبحوا قوة  لابد أن تستخدم في تنمية هذه البلاد، فنحن نريد إصلاحاً بإرادة الشعب يشمل جميع القطاعات لا إصلاح مصبوغ بأجندات خارجية ومصالح شخصية، وعلي الجيش أن يكون مسانداً لعملية الإصلاح والتنمية فهي لا تقل أهمية عن الجهاد والدفاع عن الوطن، وأن يمهد لانتقال آمن ومنظم  للسلطة وأن يشرف علي محاكمة كل الفاسدين. فتحية لثوار ومفكري مصر  ورحمة علي شهداء الحرية والكرامة، وعلي من يتهاون أو يتكاسل في المشاركة في التنمية فعليه هو أن يتنحي عن منصبه وعن مصريته  كما تنحي مبارك.