رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر



إن البطل الحقيقي لثورة 25 يناير هو فقط الشعب المصري, تساءلت كثيرا ما هو الاختلاف بين المصريين خلال العقود السابقة ليوم 25 يناير و بعد 25 يناير, او تحديداً يوم 28 يناير 2011 عندما تحولت المظاهرات الي ثورة علي طول مصر وعرضها, وجدت أن الاختلاف قد يرقي لان يكون اننا نتحدث عن شعبين مختلفين تماماً, شعب راضي بما لا يرضي به البشر, فاقد لحريته و كرامته, سلبي كما وصفه الشيخ الشعراوي, و في المقابل شعب له إرادة واضحة, متحد, متناسي لخلافاته, يثور لكرامته مطالب لحريته و حقوقه بشكل سلمي راقٍ و متحضر لاقصي حد .
ما هو السحر الذي حول المصريين من النقيض الي النقيض في يوم و ليلة ؟ اري انها جملة سحرية واحدة من كلمتين ... "الشعب يريد" الكلمتين اللاتي إن وضعت بعدهما اي رغبة مهما كانت  سوف تتحقق و هما حقيقتان كانتا مفقودتين بالكامل, و مجرد ظهورهما يوم 28 يناير في جمعة الغضب كان لهما تأثير لم نحلم به في يوم من الايام
فالشعب لم يكن موجودا, او من سماهم بلال فضل في كتابه "سكان مصر الاصليين", كان يوجد فقط تشرزمات ( الاخوان, السلف, التبليغ, الجماعة الاسلامية, الحزب الوطني, الاقباط, المنتفعين, ........) و غيرهم شرازم لا تحصي.
و بما ان مصر لم يكن لها شعب فبالتبعية هذا الشعب الغير موجود ليس له إرادة موحدة واضحة, بل مآرب و مصالح متعارضة و متضادة وجهود مشتتة تجعل الواقع لا امل في تحسنه, و الظلم و الطغيان له كامل الحرية في ظل غياب الشعب و ارادته.
و في سابقة اظن هي الاولي من نوعها أن يتحد شعب علي طاغية ديكتاتور و نظامه و ليس

علي قائد, و اقتبس في هذا جملة لوائل غنيم "مينا موحد القطرين و مبارك موحد المصريين" و هذا طبعا بسبب ظلمة الذي طال الكل حتي فاض بالكل الكيل.
فوُلد الشعب الواحد من رحم الاستبداد, و كانت له ارادة واحدة خلقها الظلم, فكانت جملة "الشعب يريد اسقاط النظام" ... فسقط النظام بمبدأ ابي القاسم الشابي " اذا الشعب يوما اراد الحياة : فلابد ان يستجيب القدر"
ثم ... لا شيء
رجعنا لتشرزمنا و تحزبنا و خلافاتنا الداخلية, فاختفي الشعب و اختفت ارادته, فرجعنا مرة اخري من خانة الفاعل الي خانة المفعول به, في وقت نبني فيه بلدنا بعد ان كنا غرباء في ارضنا .
انا لا انادي بالخروج ضد المجلس العسكري, بل اني احذر من هذا التهور, و لكن المواقف السابقة من يوم واحد فبراير و حتي الآن تثبت ان المجلس العسكري يحترم و يحسب مائة حساب لارادة هذا الشعب .
يا شعب مصر العظيم, نريد ان نراك من جديد فقد الهمت العالم كله الحرية بإرادتك التي غيرت المستحيل.
اللهم ارجع لمصر شعبها و ارادتها التي إن صحت غيرت العالم كله.