عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إفطار على شرف الوطن!

أعترف أننى مقصرفى حق وطنى لأننى تأخرت لأكثر من ثلاثة أسابيع فى كتابة هذا المقال, كان من المفترض أن أقود حملة أدعو كل الإعلاميين للمشاركة فيها قبل حلول شهر رمضان الكريم للوقوف ضد حفلات البذخ الجماعى ـ أقصد دعوات الإفطار الجماعى ـ التى تنظمها الوزارات والهيئات وجميع الجهات الحكومية التى تعودت خلال العصور الماضية على إنفاق

مئات الملايين من الجنيهات على ولائم الإفطار الرمضانية..غريب فعلا ما يحدث لهذا الشعب الطيب, جهات حكومية تعانى عجزا ماديا خطيرا, ولكنها تعودت على إقامة عشرات الولائم خلال الشهر الكريم, واحدة لكبار رجال الوزارة وتانية لرجال الصحافة والاعلام, وثالثة للعاملين فى الاجهزة الرقابية التى تتولى الرقابة على أعمال الوزارة, ورابعة للعاملين السابقين فى الوزارة , وخامسة, وسادسة و«هلم جرا», وتعال نتحاسب فى نهاية شهر الكرم والجود, نجد ان الوزارات المتعثرة بسبب نقص السيولة المالية بقدرة قادر وفرت ميزانيات ضخمة لإقامة حفلات الإفطار الجماعى طوال الشهر, والتى تعتبرها عادة, وربنا ما يقطع لها عادة حتى ولو كانت خزائن تلك الوزارات خاوية وأعمالها شبه متوقفة, إلا أن المصرى يستطيع أن يتصرف, ويخلق بنودا للحفاظ على هذه العادة السنوية المبروكة التى يعتبرونها تضفى على المكان بركة واذا منعوا إقامتها فستكون «فألاً أغبر على الوزارة» ونذير شؤم سيؤدى لانهيار أعمالها.. ياعااااااالم حرام عليكم .. اتقوا الله فى بلدكم واتقوا الله فى المال العام.. أى انهيار وأى شؤم تتحدثون عنه!! إنكم تعيشون فى الانهيار ولا تشعرون بأبطال مسلسل الجوع فى الشارع المصرى الذين ينبشون فى اكوام زبالتكم علهم يجدون بقايا طعام كلابكم ليسدوا به جوعهم, إنها فعلا مأساة تتجسد امامنا يوميا, ولائم خمس وسبع نجوم من اموال الدولة, وجوعى يأكلون من صناديق القمامة.
الأزمة التى أعيشها هى إحساسى بالتقصير لأننى لم أوجه رسالتى قبل بدء شهر رمضان إلى أولى الأمر, لمنع الوزارات والجهات الحكومية من إقامة كرنفالات الإفطار الرمضانى التى تكلفهم عشرات بل مئات الملايين,وأن يتم حساب قيمة ما أنفقته هذه الجهات العام الماضى ويوجه إلى حساب «تحيا مصر» مباشرة ليكون فى مكانه الصحيح.
أوجه ندائى الى المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء

ان يصدر قرارا فوريا بوقف حفلات الإفطار الجماعى الذى تقيمه الجهات الحكومية, وان يعتبر الجهة التى تحالف ذلك تهدر المال العام للدولة وإن كانت هذه الجهة لديها وفرة من المال فيجب ان توجهه الى حساب «تحيا مصر», وليتها تكون قدوة للجهات الخاصة التى تعودت على إقامة حفلات الإفطار لان تحذو نفس الحذو لمصلحة البلد, وان نتعلم ان نبنى وطننا قبل أن نملأ كروشنا بأطايب الطعام والملايين من المعوزين لايجدون ما يجرحون به صيامهم فى نهاية يوم شديد الحرارة واسابيع شديدة القسوة.
ولا يفوتنى ان أذكر الإفطار الذى أقامه الرئيس عبد الفتاح السيسى لنحو 50 من رجال الأعمال فى مقر رئاسة الجمهورية, ورغم أن الصور التى نشرت عن هذا الإفطار تؤكد لنا أنه كان على أعلى مستويات الرقى وإن كانت, نتائجه اكبر بكثير من كل ما نفق على اقامته, فقد تبرع رجال الاعمال بمبلغ 5 مليارات جنيه لصندوق «تحيا مصر», وليت من يقيمون ولائم الإفطار فى الجهات الحكومية او غيرها يضعون صندوقا خيريا قبل دخول مكان الإفطار يضع فيه المدعو مبلغا من المال على ان يوجه المبلغ المجموع الى حساب «تحيا مصر».
والله ما كتبت فى هذه القضية إلا لحرصى على بلدى, وحرصى الأكثر على الذين يرون هذه الحفلات وهم يقومون بدور البطولة اليومية فى مسلسل الجوع والعوز والحاجة, وسوف يأتى اليوم الذى نجد من يساعدنا لنضع نهاية لمسلسل الجوع.

[email protected]