الشعب هو الوطن
ذات يوم و هى بالصف الاول الإعدادي أخرجتها مدرستها من الفصل بحجة انها تتحدث مع زميلتها التى تجلس إلى جوارها ولكونها قد تربت على طاعة مدرسيها خرجت ووقفت
بالطرقات تنتظر عفو المدرسة الا انها فوجئت بمن يقودها الى السيدة الفاضلة المربية وكيلة المدرسة من قِبل المسئولة عن الخدمة الاجتماعية وجلست ليتم التحقيق معها فى أوراق رسمية لانها خالفت القوانين واللوائح بادعاء من المدرسة للفصل كونها تحدثت مع زميلتها. وبدأ التحقيق س/....... ج/....... الى نهاية التحقيق الهام والعاجل و فى أثناء التحقيق جاء السؤال الذى قلب الموازين وهو س/ ماذا يعمل والدك ....ج/ يعمل مستشار . وكانت الفاجعه قول السيدة الفاضلة المربية وكيلة المدرسة بالنص ( كده كملت عليكى ). وبدأت لهجة التهديد والوعيد والإلزام بالتوقيع على إقرار . ولكونها قد تربت على طاعة مدرسيها رغم طلبها عدم التوقيع الا بعد حضور والدها إليها الا أن السيدة المربية الوكيلة أصرت على ان توقع على الإقرار . وللأسف بسبب الوعيد والتهديد وقعت الطفلة ذات الثلاث عشرة ربيعاً على ورقة لا تعرف مضمون ما سُطر بها و رغماً عن إرادتها بل اعتبر هذا إقرار منها للأسف بل يالحسرة . وبعد دقائق معدودة جاء والد الطفلة وجدها منهارة فى بكائها تجلس على الأرض فى احد جوانب المدرسة والذى تحولت من وجهت نظرها فى ذلك اليوم وكأنها احدى زنازين معتقل او سجن تفترش ارضه لأنها مذنبة . ودخل الوالد الى السيد المربى مدير المدرسة وبعد نقاش هادئ متزن طالب الوالد توضيح الأمر وبهدوء كامل بل ببرود من القائمين على هذا المعتقل او هذا السجن اتضح للجميع خطأ السجانين فى حق الطفلة ذات الثلاث عشرة ربيعاً . الا ان إقرارها مازال فى السجن تحت يد الوكيلة . ماذا سُطر به ؟ لا أحد يعلم ، ماذا أوردت به هذه السجانه فى حق تلك الطفلة ؟ لا أحد يعلم ، ماذا يمكن ان تفعل به ؟ أسئلة كثيرة ظلت بلا إجابة . و لم ينتهى الموقف عند هذا الحد حيث ان الوالد عندما هم بالخروج بإبنته من هذا المعتقل وقعت عينه على جملة توقف عندها قلبه عن دقاته ولأنه مشتغل بالقانون ولكونه مصرى أصيل يقيم فى هذا الوطن بما يحمله من عناصر متعارف عليها فى الأوطان من مقومات ثلاث لوجود الوطن و هى ( شعب .. سلطة ... وإقليم....) إلا ان الجملة فى هذا المعتقل كانت بالنص ( الشعب هو الوطن ) . ورغم وقوع تلك الجملة عليه كالصاعقة الا أنه خرج و هو يراجع نفسه فيما تعلمه ويعلمه لأبنائه فى معنى الوطن وكان حديث المساء بيننا وانا احاول أن أهدئ من روعه فى صدمته لما وصل إليه حال التعليم والمؤسسات التعليمية فى بلادنا . تلك كانت قصة ابنة صديقى الطفلة "ميسون" فى سجنها عذراً فى مدرستها . الا أننى لم اقدر على النوم فى هذا اليوم من هذه القصة وقررت ان اكتب وسوف أظل اكتب لصالح مصر ما دمت حيا . وجدتنى ابحث عن خطأ "ميسون" تلك الطفلة التى تمت معاملتها كمجرمة خارجة عن كل قواعد العملية التعلمية وخطأ والدها "المستشار" وكان عمله اصبح سبة لأبناؤه . ومن ناحية اخرى ابحث عن محاسن هذه المدرسة بوكيلتها ومدرسيها وحتى الشعارات التى ترفعها ( الشعب هو الوطن ). وهنا كان السؤال الهام بل والهام جدا جدا (