أمريكا .. العسكرى .. الإخوان : من قتل صاحب الصندوق الأسود؟!
أعتقد أن موت "صاحب الصندوق الأسود" المفاجىء وورود الأنباء المتضاربة حول وفاته وتضارب التصريحات التى خرجت من مستشفى "كليفلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية والتى قالت فى أول بيان لها صدر يوم الخميس الموافق 19 يوليو أن اللواء عمر سليمان توفى نتيجة مضاعفات الداء النشوانى "امايلويدوزيس"، وهو مرض يؤثر على عدد من الأعضاء منها القلب والكلى" !! ثم خرج تصريح آخر على لسان مصدر مسئول بالمستشفى أن جثة عمر سليمان وصلت للمستشفى متفحمة بعد تفجير دمشق أثناء إجتماعه مع المسؤولين السوريين
بافتراض صحة هذا النبأ الخطير وهذا هو السيناريو الأول ماذا كان يفعل اللواء عمر سليمان مع نظيره الصهيوني وباقي رجال النظام السوري الديكتاتوري، فى وقت بات فيه النظام مهددا بالسقوط أكثر من أي وقت مضي؟ سؤال آخرهل كان سليمان، يمثل فى زيارته السرية إن صح هذا السيناريو واجتماعه بقيادات النظام الديكتاتوري: المجلس الأعلي للقوات المسلحة؟ أم المؤسسة الرئاسية؟
فلا أظن أن موت عمر سليمان في الولايات المتحدة، وموت رئيس الشاباك (جهاز أمني إسرائيلي) الغامض في فيينا، بالإضافة إلى موت رؤوس النظام السوري مجتمعة يكون مصادفة ... بل اظن لو صح النبأ أنهم كانوا مجتمعين في مؤامرة لحساب الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وبأوامر أمريكية للتباحث مع اركان النظام المترنح حول عدم وصول السلاح النووى إلى "حزب الله او لحماس" فى حالة سقوط النظام فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا .. هنا من حق الشعب المصري أن يعرف إن كان "عمر سليمان" مات متأثرا بجراحه في عملية سوريا كما أشيع أم لا؟ .. فعمر سليمان كشخص لا يمثل شيئا، ووجوده في مثل هذا الاجتماع يعني أنه يمثل مؤسسة موازية تعمل داخل الدولة المصرية .. بمعني آخر: هل كان الرئيس محمد مرسي على علم بهذه الجهود التى يبذلها أحد أركان المؤسسة العسكرية المصرية لإنقاذ نظام دموي يتهاوي على أيدي الثوار، وذلك على النقيض من التوجه الذي ينتهجه الرئيس وعديد من القوي الثورية والوطنية والدينية فى مصر، تجاه الثورة السورية، وهو يصب باتجاه تأييد هذه الثورة ورفض الجرائم التى ارتكبها النظام السوري ضد مواطنيه، والتى بلغت من الوحشية حد أن أعلن الأزهر الشريف، استنكاره لمذابح الأسد، ومساندته للثوار السوريين؟
السيناريو الثانى هو أن سليمان قد هدد مرارا بفتح الصندوق الأسود، ولأحد يشك إطلاقا فى مصداقية هذه العبارة إذا ماوردت على لسان رئيس أكبر جهاز مخابرات فى الشرق الأوسط من أنه فعلا كان يحمل الصندوق الأسود لمصر وللمنطقة كلها فقد لعب اللواء عمر سليمان دورًا محوريًا في التحضير والتوقيع على إتفاقية تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل .. ولعب دورا محوريا ايضا فى إفشال المصالحة الفلسطينية على مدار سنوات وكان ذلك بالطبع لصالح إسرائيل .. بل كان الفقيد هو مهندس التعذيب بالوكالة لحساب الولايات المتحدة فيما يتعلق ببرنامج الترحيل السري الذي كان متبعا من قبل المخابرات المركزية الأمريكية ودورة فى سحب إعتراف من ابن الشيخ الليبى بان صدام حسين يمتلك سلاح نووى ويقوم بتدريب عناصر القاعدة على
إن الطب الشرعي هو المنوط به الآن تشريح الجثة للتأكد من سبب الوفاة، والأجهزة الأمنية المصرية منوط بها كشف تلك المؤسسة الموازية داخل الدولة إذا سلمنا بالسيناريو الأول، وإلا فهي متورطة في هذا الأمر يشكل أو بآخر ففي مصر ثلاث أجهزة أمنية مختلفة تتولى مثل هذه الأمور، يجب عليها جميعا أن تقدم تقريرا وافيا حول هذه الأزمة، وإن حدث أي اختلاف في الإستنتاجات يجب أن يحاسب المقصر
كما يجب على الدكتور مرسي بصفته رئيسا للجمهورية أن يصدر قرارا بتشكيل "لجنة خاصة" أيضا تتولى التحقيق في هذا الحادث بلا تهاون، فكشف الحقائق هنا يعني بداية تطهير الأجهزة الموازية داخل الدولة والكشف عن الأيدى الخفية التى تعبث بالبلاد داخليا وخارجيا
نعلم أن الإجابات قد تبقي طي الكتمان فليس أفضل من المخابرات العسكرية فى كتمان الأسرار، واسألوا من سلموا مستندات أمن الدولة إلي الجيش بحسن نية، وهي المستندات التى تضم أسرارا رهيبة بشأن جرائم الجهاز السيادي ضد أبناء الوطن، لكي يتم إخفاؤها منذ ذلك الحين ... وربما إلى الأبد