رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصريون للأمريكان وعملائهم .. إنتهى الدرس ياغبى !

قد يتفق معى الجميع أن الأمريكيين عرّضوا أنفسهم لإختبار عملى فى مصر، حينما ظنوا أن اختراقاتهم للثورة المصرية وصلت إلى أهدافها بإطلاق فوضى شاملة فى مصر تؤدى إلى تقسيمها وفق الخريطة التى تمت مصادرتها من إحدى الجمعيات الأمريكية فى مصر فجاء يوم العصيان المدنى المزعوم والذى فشل فشلا ذريعا بمثابة إستفتاء شعبى ضد هذه الفوضى ومن يدعو إليها من المتآمرين والعملاء بالداخل والخارج

إن حراك الشعب المصرى  ووحدة قواه ومقاومته وممانعته الوطنية وتمسكه بشعار(لا الطائفية ولا الأجنبية ولا الإقليمية) النابعة من صميم إرادته القوية وعزيمته التى شكلت وحدها أداة التغيير بعد أن كشف زيف الديمقراطية الأمريكية المعلن وهدفها التقسيمي المنشود وحقيقة مشروعها في مصر والمنطقة العربية والشرق الأوسط الجديد . كان الكلام والحديث عن شعب مطحون ومثقل بالازمات التى ورثها عن النظام الفساد الذى حكمة لعقود طويلة بالعنف والقوة والتفرد والفساد واغلق فى وجهه كل الطرق التى كانت تؤدى إلى التحرر والانعتاق والخلاص من الطغاة والعملاء وغفلوا أن الشعوب لا تقهر والظلم لن يدوم .

إن المتآمرين والعملاء بالداخل والخارج  والمتعلقون بذيل الجلباب الأمريكى من الخلف ظنا منهم أنها الحماية وأنها الضامن الوحيد لهم لتنفيذ مخططاتهم والإنقضاض على إرادة الشعب وباغلبية تجعلهم يفرضون منطق "الليبروعلمانى اواليسارى المتطرف" على البلاد مستخدمين كل أسلحتهم القذرة وصوتهم العالى من خلال فضائيات تعمل بهم ولهم ليل نهار على بث روح الفتنه والشرذمة بين أبناء الوطن الواحد وبين أبناء الوطن ومن يسيرون لهم أعمالهم من مجلس عسكرى وحكومة إنقاذ فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها البلاد وحتى بين أبناء الوطن ومجلسهم البرلمانى بغرفتيه الذى جاء بإرادة شعبية خالصة ومعبرة عن توجهات المرحلة ليس بمصر فحسب بل فى كل بلاد المنطقة العربية .. وأخرها الإنتخابات الكويتية .. إنهم لن يحصدوا إلا خيبة الأمل والمزيد من الفشل، وهم واهمون إذا كانوا يعتقدون ان تشبثهم  بالعلاقات والإملاءات الامريكية ومشروعات التقسيم والأقلمة للخلاص من التهميش خاصة بعد التحولات الجديدة والتقدم بخطوات ثابته نحو الحرية والإنعتاق والتخلص من الأيدزالأمريكى الذى افقدنا المناعه واضعف جسد الأمة لعقود طويلة حتى كادت أن تشرف على الهلاك لكن الله سبحانة "ماانزل من داء إلا وله دواء فاذا صادف الداء الدواء كان الشفاء باذن الله" وكان الربيع العربى هو الدواء للأمة كلها من الفيروس الأمريكى القاتل وهو مازادهم جنونا على جنونهم وجعلهم يهددون ويتوعدون بقطع المعونات ويحرضون عملائهم وذيلوهم من الذين لم تصلهم نسائم الربيع العربى بدول الخليج حتى الآن - "وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"  - على قطع كافة الإمدادات والمعونات عن مصر .. ثم إستخراج مخزونهم الإستراتيجى من العملاء والخونة الذين تم تدريبهم لسنوات طويلة أيام النظام البائد .. ذلك لتركيع الشعب المصرى وعقابه على إختياراته وتوجهاته

إن الشعب المصرى الواعى سرعان ماكشف واحبط مخطط دعاة الطائفية والتقسيم الذى يقوم به حفنه من المتآمرين الذين يريدون أن يؤسسوا لنظاما

تابعا للولايات المتحدة الأمريكية بعد خسارتها المدوية فى كل البلاد التى دخلتها وفجيعتها فى خلع نظام مبارك وفشلها حتى الآن فى صناعة او إستنساخ مبارك جديد .. ذلك لإستكمال مشروع الشرق الاوسط الجديد بتمويل وتوجيه وتشجيع من اللوبى الصهيوأمريكى

لقد حان الوقت أن تضع حرب الهوية بمصر أوزارها خاصة بعد قيام ثورة 25 من يناير بصورتها الجامعة التي بدت عليها خلال الأيام الثمانية عشر المجيدة؛ منذ اندلاعها حتى خلع حسني مبارك. لكن الذي حدث هو العكس؛ زادت الحرب اشتعالا، ووجدنا ونحن نتابع أن هناك جماعات ومنظمات تسير في اتجاه الترويج لطمس الهوية وإضعاف التماسك السياسي والوطني، وكان مشروع 'مركز القاهرة لحقوق الإنسان'، الذي تقدم به لبلورة المبادئ العامة للدستور الجديد مثلا واضحا على ما نقول، وقد أعطى تعريفا لمصر يتناقض مع طبيعتها وتكوينها الثقافي والتاريخي.
عرّف مصر بأنها بلد متعدد الأعراق والطوائف والمذاهب والثقافات؛ متجاهلا تاريخ البلد الجامع المندمج وهو الذي بدأ طور وجوده الأول بمستويين من الوحدة.. الأول سياسي وجغرافي وحد قطري الجنوب (الصعيد) والشمال (الوجه البحري) منذ عصر الملك مينا في 3200 قبل الميلاد. والمستوى الثاني ديني وروحي وبمقتضاه عرفت مصر التوحيد الديني والإله الواحد على يد أمنحتب الرابع (اخناتون)، الذي حكم مصر لمدة 18 عاما من 1372 قبل الميلاد، وأضحى الحفاظ على الوحدة السياسية والسعي للتوحيد الديني أساسا للإندماج والانصهار.

فى هذا الواقع المضطرب الذى اسلفناه غرقت مصر في المياه السامة للتمويل الخارجي ـ صهيوني وأمريكي وأوربي وخليجي ـ يغذي جماعات وأحزابا طائفية وائتلافات مجهولة الهوية، ومصر التي لا تنقصها الأزمات ليست في حاجة إلى كوارث يصنعها ذلك التمويل .. لكن في مثل هذه الظروف يجب على المواطن المصرى الشريف الوطنى ألا يقبل إلا بوحدة البلاد والتماسك الوطني والنسيج الاجتماعي رفضا وباعلى صوته إفتعال الأزمات وإيقاظ الفتن متمسكا بشعار "لا للطائفية . لا للأجنبية . لا للتقسيم" ومصر لن تركع فهى قد تمرض لكنها أبدا لن تموت ..

[email protected]