عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأساليب الشيطانية .. فى إجهاض الحركات الثورية

لعلّ من أكثر الأساليب شيطانية وخبثاً هي محاولة ربط البعض علل المجتمع المصرى  من بطالة وفقر وتردٍّي الخدمات العامة أو إرتكاب بعض مكونات هذه الثورة لبعض الأخطاء  بسبب قلة الخبرة في كثير من الأحيان.. اوغيرها كثيرا، والتي كانت موجودة ومتجذٍّرة في مجتمع

  ما قبل الثورة طيلة سنين وعقود ماضية، بعدم الاستقرار المؤقت وبتراجع بعض الخدمات المؤقت وبالتالي الإيحاء الخبيث بأن الثورة لم تأتى إلاً بالمصائب والمشاكل.. وما إن يحدث حدث حتى يولولوا بالويل والثبور ويتنبأوا بقرب انهيار الثورة ويحاولوا المستحيل لزرع الخوف والشُّكوك في قلوب وعقول أبناء هذا الشعب ؟

دعونا نفند بعض مما تقوله تلك الفئة الماكرة كحجج لتشويه سمعة  الثورة والثوار ، كالهلع الذي يراد للمجتمع المصرى أن  يعيشه كلما تراجعت البورصة فى مصر بسبب عدم اتضاح الرؤية في الفترة الانتقالية للثورة.. لكن لم نسأل انفسنا سؤلا واحدا ألا تتقلًّب أسعار البورصات العربية بل والعالمية ايضا ، نزولاً مفجعاً وصعوداً ليس له مبرر اقتصادي، طيلة العام بسبب الأزمات المالية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والنكبات الطبيعية التي تحدث في العالم. لماذا نتفهّم تلك الظاهرة ونقبلها كشرٍّ لا بدّ منه، ولكننا نرفضها وندينها ونشعر بالإثم تجاهها إذا كانت أسبابها داخلية؟ لماذا نضنُّ على  شعبنا حقه في التجريب وارتكاب الأخطاء  خلال محاولته النهوض من بؤسه الذى فرضه عليه القهر والإستعباد والظلم  من جراء حكم الطغاه منذ مايقرب من 60 عاما ، ولكننا نوجد الأعذار والتبريرات المثيرة للشفقة للأخطاء الفادحة التي ترتكبها الحكومات الآخرى فى الدول الرأسمالية وغيرها؟

ثم  اطرح هنا سؤلا : هل ثروة البورصات هي ثروة وطنية تملكها جموع المواطنين، وبالتالي فان تأثرها السلبي المؤقت يهم الجميع، أم أنها في الأساس ثروة، لعدد صغير من الأثرياء والمغامرين بل المقامرين ، بمن فيهم عدد لا يستهان به من الأجانب الذين جاءوا للكسب السريع وإخراج ثروة البلاد؟

تخويف آخر. فما أن تزيد حرارة الوضع السياسي خلال هذه الفترة الانتقالية المؤقتة للثورة  حتى تنبري المنابر والأقلام إياها لترثي موت الاستثمارات الأجنبية أو جفاف منابعها. ومرة أخرى يطلُّ السؤال: ما نسبة الفوائد المعيشية لتلك الاستثمارات التي تذهب للفقراء والمهمشين من عمال وفلاحي وشباب ونساء الشعب المصرى؟ الم ينتهي القسم الأكبر من هذه الاستثمارات ليد الفاسدين في مؤسسات الحكم أو مؤسسات المال والاقتصاد التي كانت تملكها أقلية متعاونة مع  جماعات السلطة السياسية أو لبعض الشركات الاحتكارية والعابرة للقارات التي من خلال وكلائها المحليين تجني الأرباح، ثم تخرجها لتزيد في توسعها ومضاعفة أرباحها في أماكن أخرى؟

هناك ايضا أمثلة  أخرى كثيرة يلعب عليها هؤلاء الشياطين الخبثاء.. كاضطراب الأمن  خلال هذه الفتره ايضا. لكأن الأمن قبل الثورة  كان أماناً ورحمة للمواطنين، بينما القاصي والداني يعرف أن آلة الأمن تلك كانت ظالمة فاسدة عبدة لأصحاب النفوذ والجاه والاستبداد. ينسى المتباكون الألوف الذين سجنوا بدون محاكمات، عذبوا بدون وجه حق وماتوا ودفنوا وخرّبت بيوتهم خارج القوانين وشرائع السماء. اما انفلات الأمن المؤقت بين الحين والآخر بسبب محاولة أجهزة الأمن القديمة معاقبة الثورة والانتقام منها أو بسبب الفوضى التى أحدثتها تلك

الأجهزة بعد إختفائها المتعمد وإطلاق العنان للبلطجية الذى صنعوهم وربوهم فى كنفهم على مدار السنين الماضية فى كل شارع وحارة وقرية ومدينة بطول البلاد وعرضها لإطلاقهم كالكلاب المسعورة على كل من كان يخالفهم فى الرأى او يخرج عن خط سير القطيع المنساق بعصى الفرعون وجنودة .. فإنه يعتبر الأن مرضاً من أمراض الثورة  التي تستدعي توقفها عن السّير.

ما المشكلة بالنسبة للذين يريدون إجهاض الحركة الثورية المصرية بل والعربية الكبرى؟ احد جوانب المشكلة هو عدم رغبتهم في الاقتناع بأن الغالبية الساحقة من شعب مصر وشعوب الأمة العربية يريدون هذه التغييرات وعلى استعداد للموت في سبيلها أو تحمُّل تكاليفها. ما لا يريد هؤلاء أن يدركوه هو حقُّ الأمة ، بقيادة شبابها الثائرين، في التجريب وارتكاب الأخطاء، ثمُ تعديل المسار، حتى نوصل ثورات الربيع العربي الى بّر الأمان. هذا الطريق سلكته الأمم الأخرى وستسلكه هذه الأمة التي أخرجها الظلمة والمتخلفون عبر القرون من دروب تاريخ الإنسانية.

إن هؤلاء لا يريدون أن يفهموا  أن زوابع الثورات والحراكات قد تهدأ قليلاً إبان فترات الانتقال والاستعداد لصعود جديد غير أنها إذا أصبحت سكوناً تاماً بانتظار أن يمن عليها أحد من الخارج والداخل بالمساعدة فإن الثورات ستموت، السكون التام في أية فترة يتناقض ومستقبل الثورة.

من هنا، مطلوب من شباب الثورة ألا يصغوا لكثير من  الخزعبلات التي نسمعها ونقرأها في أيامنا هذه ويعوا بأن الطريق إلى الحرية والمساواة والعدالة ذاخر بالحفر والأعاصير والدموع. لكنهم ايضا لابد أن يفرحوا ببشائر اولى ثمار الثورة الشعبية وتضحيات مئات الشهداء الذين سقطوا في مسيرة اسقاط نظام ديكتاتوري قمعي فاسد مرهون الارادة لقوى خارجية قزمّت دور مصر، وانتهكت سيادتها، ووظفت قدراتها الهائلة في خدمة مشاريع الهيمنة الاستعمارية.

واعتقد أن الانتخابات البرلمانية التي بدأت اولى مراحلها سوف تعزز هذا الانجاز، وترسخ هذا التحول، ومن المؤكد ان البرلمان الذي سيكون ثمرتها الأولى ، سيؤسس لمصر جديدة، تنهض من ركام الفساد والقمع، لتقدم نموذجا مشرفا لكل الشعوب العربية في الديمقراطية والحريات والنهوض السياسي والاقتصادي والعدالة الاجتماعية

[email protected]