رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة «المورينجا» في مصر

ما أحلى العودة إلى الكتابة بعد عبور الحاجز النفسي المرتبط بارتباك المشهد السياسي والانفلات الاخلاقي في العديد من معاملاتنا الحياتية، وللخروج من هذه الشرنقة الكئيبة فكرت اليوم

الغوص بعيدا عن العراك السياسي وحالة التوهان العربي التي لا تنتهي، وبينما أتلمس رحيق كتابة هذا المقال إذ بي اصطدم بشجرة «الحياة» التي يتجاهلها الإنسان المصري والعربي في زمن الرصاص والأمراض والفيروسات التي تفتك بنا من جانب، وإذا قدر لثورة يونية ومثيلتها من ثورات التصحيح العربي أن تكمل مسيرتنا بنجاح فأعتقد أن هذا يتطلب وقوداً من نوع خاص تتركز مادته الفعالة في «الصحة» بمفهومها الشامل لكل المصريين، ولا يوجد في برامجنا المعروفة ما يحقق المعادلة الصعبة للصحة الغذائية والعلاجية للجميع بأقل التكاليف إلا بالعودة إلى «شجرة الحياة»، تلك الشجرة العجيبة التي عانقها الفراعنة فملكوا الأرض وما عليها وأهملناها نحن الأحفاد فاهتزت من تحت أقدامنا الأرض بعدما استنزفتنا سرطانات الكبد والكلى وغيرها من الأمراض الخبيثة.
وشجرة الحياة هذه تعرف علميا باسم «المورينجا» وتعالج نحو 300 مرض بخلاف قيمتها الغذائية العالية للإنسان والحيوان، ويكفي أن نعرف أن هذا النبات يسـاعد على علاج أنيميا الدم وأمراض القـلب والمخ والأعصاب والسرطان والسكر إلى جانب مفعوله فى الوقاية من الإصابة بفقدان البصر الناتج من نقص فيتامين (أ) فيما أجمع عدد من الأطباء على القيمة الفعالة للنبات فى علاج أمراض التهاب المثانة والبروستاتا والسيلان والزهرى والحمى الصفراء والروماتيزم.
ويمكن تجفيف الأوراق والأزهار للاستخدام كإضافة غذائية أو شاى ويستخدم الزيت المستخلص من هذا النبات كمنتج مرتفع القيمة كمنافس لزيت الزيتون، فضلاً عن أن لهذا الزيت قدرة تخزينية طويلة لا تضاهى بالإضافة لقدرته على الاحتفاظ بالروائح العطرية المضافة له فيمكن تحميل الزيت ببعض الزيوت العطرية مثل: الياسمين واللافندر.
ما جذبني إلى الغوص في أعماق هذه الشجرة العجيبة عدة أمور، أولها ورشة العمل التي تنظمها الجمعية

العلمية المصرية للمورينجا اليوم في المركز القومي للبحوث للوقوف على النتائج البحثية الحديثة لهذا النبات في مجالات الطب والبيئة والزراعة والصحة العامة، والأمر الثاني هو إجماع الدوريات العلمية الدولية ومن قبلها الطب الشعبي العربي الموروث على الفوائد غير الحصرية لهذا العقار النباتي الغريب الذي يحتوي على عدد من المضادات الحيوية والأحماض الأمينية الطبيعة التي لا تتوافر في غيره من النباتات.
الأمر الثالث الذي جذبني بشدة إلى هذه الشجرة هي أنها يمكن تعمير سيناء وصحرائنا الشاسعة بها كونها تتحمل العطش وتزرع فوق أسطح المنازل وهناك تفكير لدي العديد من الدول النامية التي تتشابه ظروفها الاقتصادية معنا لاعتماها كمشروع قومي، ليس فقط لأن قيمتها على المدي الطويل يمكن أن تنافس عائدات النفط، وإنما أيضا لأنها تعالج الاكتئاب والتوتر الاجتماعي اللذين أفرزتهما مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج العراك السياسي المصطنعة.
ومثل هذا المشروع القومي يقتضي منا جميعاً أن نمد له يد العون، إعلامياً وعلمياً واجتماعياً، بل سياسياً من خلال مؤسسات الدولة المعنية لدعم الجهود التي يبذلها الدكتور أبوالفتوح عبدالله رئيس الجمعية العلمية المصرية الذي يناضل منفردا لتعميم هذا البرنامج الضخم لعله يقينا من طوفان فيروس c الذي ينهش أكبادنا.. ولنعتبر أنفسنا أمام ثورة علمية اسمها «ثورة المورينجا».

[email protected]