رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قراءة الطالع في المخابرات الأمريكية

لا أدري هل هو من حسن الطالع أم سوء البخت أن تكشف لنا المخابرات الأمريكية عما ينتظرنا من شرور وحروب في المستقبل، ولا أدري هل هو من سوء النحس ان نعيش في منطقة لا تتعامل أنظمتها مع هذه الشرور المعلنة والمعدة سلفا،

خاصة أن ما تخفيه وتضمره المخابرات الأمريكية أكثر بكثير مما تعلنه، أقول هذا لأنني ببساطة توقفت أمام تقرير اختزنه في قاعدة معلوماتي الشخصية منذ 14 عاما، وبالمناسبة هو تقرير خطير وكان معلنا لجميع المهتمين، ولكن حكوماتنا وأنظمتنا العربية للأسف تعاملت معه آنذاك على أنه «قراءة طالع» يستوجب التجاهل والتكذيب رغم أنه ليس كذلك لأنه يصدر عن «إمبراطورية الشر» فكان الحصاد المر الذي تتجرعه المنطقة العربية الآن.
الموضوع باختصار انه في فبراير 2001 أشرفت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية علي دراسة تستشـرف أحـوال العالـم في عـــام 2015 انتهت إلى:
< تكنولوجيا="" المعلومات="" سيكون="" لها="" أثر="" كبير="" أشبه="" بما="" تركته="" الثورة="">
< معظم="" أنظمة="" منطقة="" الشرق="" الأوسط="" ستقاوم="" عمليات="" التحول="" وستنظر="" إلى="" العولمة="" كتحدٍ="">
< الحروب="" الداخلية="" قد="" تتحول="" إلى="" حروب="" مدمرة="" لتوفر="" تقنيات="">
< إيران="" تقتحم="" عالم="" الفضاء="" في="" القريب="">
< تصاعد="" حدة="" التوتر="" بين="" الولايات="" المتحدة="" وأوروبا="" قد="" يؤدي="" إلى="" انهيار="">
عملية السلام منطقة الشرق الأوسط تشهد في أفضل الأحوال حالة «سلام بارد» بين إسرائيل وخصومها بحلول عام 2015. كما توقعت حدوث تحولات اجتماعية وسياسية في المنطقة نتيجة للآثار السلبية للعولمة ولعدم اهتمام بعض دول المنطقة الجاد بقضايا الاصلاح.
وجاء في الدراسة ان النفط سيواصل الاحتفاظ بأهميته كمصدر رئيسي للطاقة رغم انحسار أهميته كمصدر رئيسي لدخل بعض الدول التي تنتجه.
وأشارت الدراسة الى عدة عوامل أعتبر أنها ستحدد ماهية الأوضاع التي سيكون عليها العالم في عام 2015، وهذه العوامل هي: السكان والموارد الطبيعية والبيئة وتطور العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد العالمي والعولمة والسياسات الوطنية والدولية والنزاعات المستقبلية ودور الولايات المتحدة كقوة عظمى، مشيرة الى أن حدة الجدل بشأن تأثير «الهيمنة الأمريكية» على سياساتها الداخلية والخارجية ستتصاعد في العديد من الدول.
كما تناولت الدراسة قضايا ومناطق النزاع المحتملة، اضافة الى انتشار المعلومات وتعاظم النفوذ الصيني وانحسار النفوذ الروسي.
وبخلاف التنبؤات المتعلقة بالغذاء والطاقة، ستمثل تحديات المياه شأنا عظيم الأهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط

وشبه الصحراء الأفريقية وجنوب آسيا وشمال الصين. حيث يتوقع التقرير أن تشتد حدة الخلافات الإقليمية بشأن المياه مع حلول عام 2015.
وتوقعت المخابرات الأمريكية ظهور بوادر نزاع في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط، وأن تتواصل النزاعات الداخلية لأسباب دينية أو عرقية أو اقتصادية أو سياسية خلال عام 2015 بمعدلاتها الحالية.
وخلصت الدراسة في فصلها الأخير الى التنبؤ بأربعة بدائل لما سيشهده العالم بحلول عام 2015، وهي:
< السيناريو="" الأول="" ويتمثل="" في="" عولمة="" شاملة="" حيث="" تتحد="" العوامل="" المتعلقة="" بالنمو="" الاقتصادي="" والسكان="" والادارة="" الفعالة="" مجتمعة="" لتمكين="" غالبية="" سكان="" العالم="" من="" الاستفادة="" من="">
< السيناريو="" الثاني="" ويتمثل="" في="" عولمة="" مؤلمة،="" حيث="" تستفيد="" النخبة="" من="" ظاهرة="" العولمة="" في="" الوقت="" الذي="" تستمر="" فيه="" معاناة="" أغلبية="" سكان="" العالم.="" وهنا="" سيكون="" للنمو="" السكاني="" ولشحة="" الموارد="" دور="" كبير="" في="" تثبيط="" همم="" العديد="" من="" الدول="" النامية،="" كما="" ستصبح="" ظاهرة="" الهجرة="" مصدراً="" للتوتر="" بين="" الدول.="" ولن="" تتمكن="" التكنولوجيا="" من="" حل="" مشاكل="" الدول="">
< السيناريو="" الثالث،="" ويتمثل="" في="" ازدهار="" التنافس="" الإقليمي،="" حيث="" ستبرز="" الهويات="" الإقليمية="" في="" أوروبا="" وآسيا="" والأمريكتين،="" نظرا="" لتزايد="" المقاومة="" السياسية="" في="" أوروبا="" وشرق="" آسيا="" لنفوذ="" الولايات="" المتحدة="" وللعولمة="" التي="">
< السيناريو="" الرابع="" ويتمثل="" في="" عالم="" ما="" بعد="" هيمنة="" القطب="" الواحد،="" حيث="" يتصاعد="" النفوذ="" الأمريكي="" الخارجي="" ولو="" على="" حساب="" استقرار="" الدول="" النامية..="" ولعل="" ما="" نحن="" عليه="" في="" الشرق="" الأوسط="" خير="" شاهد="" على="" ما="" لم="" ننتبه="" اليه="" في="" دراسة="" المخابرات="" الأمريكية،="" ولكن="" من="" يقرأ="" ويهتم="" قبل="" ان="" تقع="" «الفأس="" في="" الرأس».="">

[email protected]