رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عام الرقص على الحبال

لن أجد أفضل من الوصف الذي أطلقته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية علي الوضع العربي خلال عام 2014 من أنه عام «الرقص على الحبال» بعد أن تم «تجريف» العديد من النظم الحاكمة في المنطقة وانهالت معها الصروح الثقافية والحضارية، كما طمست الحدود الجغرافية وأيضاً الأخلاقية بصورة أعادت لنا الاستعمار الأجنبي في ثوب جديد وخلعت عنا رداء الوحدة المهلهل ووضعت أطفالنا ونساءنا وشيوخنا لقمة سائغة أمام ميليشيات الموت ومخيمات الخوف.

وعام الرقص على الحبال العربي كما صورته صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية بعنوان: هو عام تراجعت فيه الآمال. وسيتذكره العرب بالعام الصاخب الذي لم تشهد فيه بقعة من العالم العربي حالة من السلم والهدوء، بل على النقيض عاش فيه العرب حالة من التراجع السياسي وتحطمت فيه الأوهام، خاصة أن ما جرى في العالم العربي كان مجموعة من الأزمات التي تمس وجوده، حيث تم إلغاء الحدود بين الدول التي رسمتها الدول المنتصرة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهزمة في الحرب العالمية الأولى، وتحطمت آمال الجيل الشاب بظهور نظام ديمقراطي سياسي.
والوضع الذي آلت إليه الدول العربية في نهاية عام 2014 يتلخص في حروب مستمرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن وإرهاب أسود في مصر وقطاع غزة الذي لا يزال يترنح من عدوان إسرائيل في الصيف. أما لبنان والأردن، فيكافحان لمواجهة متطلبات اللاجئين السوريين، وما ساعد على هذا هو استمرار الخلافات العربية العربية والمشاحنات بينها وغياب الرؤية الجامعة.
ويعد تنظيم داعش أكبر امتحان للعالم العربي في عام 2014. فالتنظيم الذي برز من ركام الحرب الأهلية السورية وتوسع بسبب السياسات الطائفية في العراق، والتي انتهجتها حكومة نوري المالكي، يمكن أن يتحول إلى تهديد لكل المنطقة دون أن تلمس تحركاً عربياً جماعياً أو رؤية موحدة للتعامل مع هذا الخطر في 2015.
ولايزال العجز العربي واضحا رغم أن سياسات داعش التي استهدفت الشيعة والأقليات الأخرى، خاصة المسيحية والأيزيدية ترتب عليها تدخلات أجنبية وإيرانية وتركية سافرة ومغرضة في الشأن الداخلي العربي، نعم لقد اضطرت أقليات عدة للهرب أمام تقدم تنظيم داعش، ولكن أيضا العمليات التي تقوم بها ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا والعراق دفعت هي الاخرى إلى موجات تهجير أخرى، ووصلت في بعض المناطق إلى حد التطهير العرقي. ومن أهم مصادر القلق التي نتجت عن عام 2014 هي موجات اللجوء التي لم تتوقف، فاستمرار الحرب في سوريا خلق طوفاناً من اللجوء لم يتوقف.
انشغلنا بداعش وأهملنا الأقصى، فكانت المحصلة انهيار حائط البراق في غفلة من العرب والمسلمين الذين تجاهلوا شبكة الأنفاق اليهودية المترامية الأطراف أسفل المسجد الأقصى، كما تم هدم ألف بيت في النقب خلال عام 2014 لتهجير الفلسطينيين من الأراضي المحتلة.
حقاً إنه عام «الرقص على الحبال المشدودة بين جماعات الإرهاب والميليشيات المسلحة والأطماع الإقليمية وسحب البساط من تحت أقدام الدول النفطية العربية حتى تكتمل أبعاد المؤامرة الدولية بنسف المخزون السياسي والاحتياط الاستراتيجي والإطار الجغرافي باعتبارها الأبعاد الثلاثة للقومية العربية قبل دخول المنطقة عام الحسم في 2015.. فماذا نحن فاعلون؟!
[email protected]