رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محاكمة سماسرة التعذيب

شكرا للإدارة الأمريكية التي كشفت عن وجهها الحقيقي وأعادت البشرية الى حقبة العصور الوسطى التي شهدت أبشع أنواع التعذيب، وهذا ليس بغريب على مصاصي الدماء الأمريكان الذين أنشأوا دولتهم على أشلاء الهنود الحمر، ولكن الغريب حقا هو أن تتورط 13 دولة عربية في التعذيب بالنيابة عن المخابرات الأمريكية للمعتقلين بعد احداث 11 سبتمبر، للاسف الشديد أغلب الحكومات العربية لعبت دور «سماسرة التعذيب» في مشهد يلطخ سمعة العرب الدولية أكثر كما هي عليه.

ونصف الدول العربية المتورطة في هذه الجريمة الشنعاء عصفت بها رياح الربيع العربي واقتلعت الانظمة والحكومات ذائعة الصيت السيئ في فضيحة التعذيب لحساب الغير، ومع ذلك لم نسمع صوتا عربيا رسميا واحدا في هذه الدول بفتح باب التحقيق مع هذه الأنظمة رغم أنها سقطت، فما بالنا ببقية الأنظمة التي لا تزال على رأس السلطة؟!
أقول هذا رغم ما أكده بين اميرسون، المقرر الخاص لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب بالأمم المتحدة، من أن عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ممن شاركوا بعمليات التعذيب التي كشف عنها تقرير مجلس النواب الأمريكي، يمكن محاكمتهم بأي دولة في العالم.
هل يعقل ان تكون الحكومات العربية أقل نخوة من الحكومة الإيطالية التي أقامت دعوى قضائية بحق 22 من عناصر الـCIA بمن فيهم مدير محطة ميلان وأرسلتهم لمدد سجن طويلة في العام 2009 على خلفية اتهامات إلقاء القبض على رجل دين مسلم في شوارع ميلان وتم إرساله إلى دولة عربية حيث عُذب؟!.
لقد فعلتها شرطة اسكتلندا، الأربعاء الماضي بفتح تحقيق ‏منفصل عما تم الكشف عنه مؤخرا من استخدام «سي آي ايه» مطاراتها لنقل المتهمين بالإرهاب لسجون ‏سرية ومراكز تعذيب‏ فعلتها اسكتلندا لمجرد استخدامها «ترانزيت» لعبور المعتقلين لأجوائها، بينما التزمت الحكومات العربية الصمت رغم تورطها الفعلي في استضافة المعتقلين وتعذيبهم بما لم يقدر عليه الأمريكان أنفسهم، من إيهامهم بالغرق إلى تركهم لأيام في ظلام دامس إلى وضعهم في مواجهة الحائط أو وضعهم في مياه مثلجة إلى حرمانهم من النوم لأسبوع كامل.
وغير ذلك من صنوف التعذيب الواردة في التقرير الامريكي نفسه التي شملت «تزويد بعض المعتقلين بالسوائل عن طريق الشرج»، وفي إحدى الحالات تم إدخال الطعام إلى جسم المعتقل عن طريق

الشرج، وما خفي كان أعظم.
حقا لقد عدنا الى عصر محاكم التفتيش، ذلك العصرً  الذي شهد فتوحات التعذيب البشري! لكم أن تتخيلوا ما الذي حدث لبعض عرب الأندلس الذين وقعوا في يد محاكم التفتيش بعد سقوط الأندلس تستخدم لصنع خدوش بظهر المتهم أو
أطرافه ثم يتم تركه في الشمس حتي تنال منه الحشرات والطيور والحيوانات.
وهناك ايضا التعذيب بالفئران حيث كان المتهم يجبر علي النوم علي المائدة وفوق بطنه فأر ثم يوضع قفص حديدي ساخن فوق الفأر كدافع للفأر للهرب فلا يجد الفار طريق للهرب سوي عبر بطن الرجل، ناهيك عن «السلخ» أبشع وسائل التعذيب والإعدام المستخدمة منذ آلاف السنين وطبقت ضد المجرمين والجنود الفارين من المعركة والسحرة وفيها يتم ربط اليدين والأقدام بقوة ويبدأ الجلاد ومساعدوه تقشير الجلد عن الضحية ببطء.
وصولا الى «المطحنة» التي تم استخدامها على نطاق واسع في العصور الوسطى وفي فترة محاكم التفتيش حيث توضع الذقن على العارضة الحديدية السفلية والجمجمة الى أعلى المكبس ثم يقوم الجلاد بضغط المكبس ببطء شديد ليتحطم الفك والاسنان ثم محاجر العيون و الجمجمة وقد استخدم هذا المكبس أو الملزمة لانتزاع الاعترافات من الضحايا وتعذيبهم لفترات طويلة والضحية التي تنجو من الموت ستصاب بأضرار بالغة وكثيراً ما كانت العيون تقفز من محاجرها أثناء جلسات التعذيب.. إذا كان الأمريكان قد قبلوا على أنفسهم هذا الوضع المهين، فهل تكتمل ثوراتنا العربية بمحاكمة حكوماتنا المتورطة وتصحيح صورتنا الدولية قبل فوات الأوان؟.

[email protected]