رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جامعة «اللاجئين» العرب!

لم يخمد لهيب الحرب العالمية الثانية حتى ظهر للوجود كيان جامعة الدول العربية لمواجهة الأطماع الاستعمارية بالمنطقة، ومع هبوب الموجة الثالثة للاطماع الغربية المحمولة جوا برياح ثورات الربيع العربي الاخيرة أخشى أن نجد أنفسنا امام كيان سياسي واجتماعي إقليمي جديد اسمه «جامعة اللاجئين أو المشردين العرب» بعد التقرير الاخير للامم المتحدة الذي كشف عن وجود اكثر من 13 مليون مشرد عربي بسبب اعمال العنف المتفاقمة في سوريا والعراق وحدهما، فما بالنا لو اضفنا لهما مشردي العنف في ليبيا واليمن ومن قبلهما الصومال والسودان والمهاجرين من تونس ومصر.. وهلم جرا.

ويكفينا هنا ما ذكره كريستيان شنايدر، المدير التنفيذى لمنظمة «يونيسيف» فى ألمانيا، من أن العالم أصبح الآن فى إطار «سباق مع الزمن» للتعامل مع مشكلة اللاجئين، خاصة العرب، وأعقب ذلك تحذير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» ووزير التنمية الألمانى غيرد مولر، من أن اللاجئين السوريين والعراقيين يواجهون وضعا مأساويا بحلول موسم البرد والأمطار.
والشهادة الأخرى جاءت من قبل «اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا» (الإسكوا) التي قالت إن اللاجئين العرب باتوا يشكلون أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم.
ولفتت اللجنة إلى أن «أكثر من مليون لاجئ ونازح عراقي انضموا إلى قوافل المهجرين والمشردين في المنطقة العربية، التي باتت تضم أكثر من 9 ملايين سوري، و5 ملايين فلسطيني».
وأدانت الإسكوا ما يتعرض له «أكثر من مليون عراقي، من تهجير وإكراه وتشريد، في استباحة لحقوقهم الإنسانية، ولحقهم في العيش بحرية وكرامة، في إطار من المواطنة المتساوية بين جميع أبناء البلد الواحد».
ويتضح حجم المعاناة اذا علمنا أن «نسبة واسعة جدا من اللاجئين والمشردين العرب غير مسجلين ضمن المفوضية العليا للاجئين، ولهذا فهى لا تذكرهم فى إحصائياتها، لأن كثيرا منهم وصلوا عبر طرق وممرات تهريب عبر الحدود، خوفا من عدم استقبالهم، بينما هناك أعداد أخرى تم استقبالهم لدى أقربائهم».
ويشكل السوريون الآن أكبر عدد من اللاجئين في

العالم ممن ترعاهم المفوضية، ويأتون في المركز الثاني من حيث العدد بعد الأزمة الفلسطينية المستمرة منذ عقود طويلة، وأن عمليات المفوضية الخاصة بسوريا تعتبر «الأضخم حتى الآن في تاريخ المفوضية منذ نشأتها قبل 64 عاماً».
الأمر الذي دفع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إلى القول: «لقد أصبحت الأزمة السورية أكبر حالة طوارئ إنسانية في عصرنا الراهن، ورغم ذلك، فإن العالم يخفق في تلبية احتياجات اللاجئين والدول المضيفة لهم».
وهو ذات الأمر الذي دعا المفوضية العليا إلى المطالبة بتوفير أكثر من ملياري دولار قبل نهاية هذا العام وحده لتلبية الاحتياجات الملحة للاجئين السوريين، كما يتوقع أن يكون أكثر من 2.4 مليون شخص بحاجة إلى دعم عاجل في الأسابيع المقبلة استعداداً لفصل الشتاء المقبل.
ومن سوريا إلى العراق، يتخوف النازحون العراقيون الذين تركوا منازلهم هربا من المعارك ضد تنظيم «داعش»، من تفاقم أوضاعهم خلال فصل الشتاء بسبب عدم جاهزية خيامهم للظروف الجوية الماطرة، فى ظل نقص واضح فى الخدمات المقدمة لهم، وحاجتهم الماسة للدعم المحلى والدولى.
ومن العراق إلى ليبيا، لم يتغير الأمر كثيرا، فهناك عشرات الآلاف من الليبيين عالقون على حدود البلدان العربية، هربا من القتال الدائر هناك، وما بين لاجئ ومشرد تظل حدودنا مهددة ومستقلنا غامضاً ومؤلماً.
[email protected]