رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أعياد العرب المؤجلة

باعتراف الامم المتحدة و«اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا» (الإسكوا) بات اللاجئون العرب يشكلون أكثر من نصف عدد اللاجئين في العالم، فهناك

«أكثر من مليون لاجئ ونازح عراقي انضموا مؤخراً إلى قوافل المهجرين والمشردين في المنطقة العربية التي باتت تضم أكثر من تسعة ملايين سوري، وخمسة ملايين فلسطيني، ناهيك عن الفارين من ليبيا واليمن ومن قبلهم الصومال ودارفور، ملايين العرب يقضون عيدهم في الشتات وفي خيام المهجرين.. فرحتهم زائفة.. وأحزانهم متجددة على فقد احبابهم وترك ديارهم، وإذا حاولت أن تفتش على مظاهر العيد في مخيمات اللاجئين فسرعان ما تصطدم بدموع الثكالى وأوجاع الجرحى ونظرات أطفال لم تجن من الربيع العربي سوى لقب ابن مفقود أو شهيد».
ولا شك ان تفاقم الحرب في سوريا والعراق وانعدام الاستقرار في مناطق أخرى من الدول العربية دفعت مزيدا من مواطنى تلك الدول إلي طلب اللجوء إلي دول غنية وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن الطلبات بلغت عام 2014 رقما قياسيا لم يحدث منذ 20 عاما. وذكرت أن نحو 330.700 شخص طلبوا اللجوء إلي 44 دولة صناعية في النصف الأول من العام وهو ما يمثل زيادة بنسبة 24 في المئة تقريبا مقارنة بنفس الفترة في عام 2013. وأفادت المفوضية في تقريرها أنه إذا استمر هذا المنوال يمكن أن يصل عدد طالبي حق اللجوء إلى 700 ألف عام 2014 «وهو أكبر رقم إجمالي بالنسبة للدول الصناعية وهو ما لم يحدث من قبل منذ التسعينات خلال الصراع في يوغوسلافيا سابقا».
صحيح أن موضوع اللجوء يحتل أهمية كبيرة ومتزايدة لاسيما في السنوات الأخيرة بسبب تزايد حجمه وانتشاره في قارات مختلفة من العالم والأسباب التي تدفع إلى اللجوء عديدة منها الحروب الأهلية

والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار السياسي والأمني في بعض البلدان، وانتهاك حقوق الإنسان في العديد من دول العالم سواء كانت موجهة إلى جماعات عرقية أو أثنية أو دينية أو سياسية أو كانت موجهة إلى كل المعارضين لنظام حكم معين أو اتجاه سياسي أو بسبب الخلافات العقائدية، ما يضطر العديد من الأفراد إلي الفرار واللجوء إلى دول أخرى طلباً للحماية أو اتقاء للاضطهاد أو التعسف، إلا أن مؤشره في المنطقة العربية ليس فقط أنه بات خارج الاطر المتعارف عليها دوليا، بل أيضا ينذر بكارثة قومية تهدد مستقبل الوجود العربي نفسه، إذ إن معنى لاجئ في مختلف المعاجم اللغوية هو من لَاذَ بِغَيْر وَطنه فِرَارًا من اضطهاد أَو حَرْب أَو مجاعَة، وما أدراكم بعاقبة من يلوذ بغير وطنه والضغوط التي تمارس عليه كي ينسى أرضه وربما عرقه.
وإذا كانت أعياد ملايين اللاجئين العرب مؤجلة بحكم الظرف التاريخي الذي يعصف بالمنطقة، فكل ما أخشاه أن تكون أحلامنا بالاستقرار أيضاً مؤجلة بحكم «التكالب» الدولي الجديد، ليس فقط على وحدتنا بل أيضا على مصيرنا.. إذن فلنؤجل أعيادنا لحين لم شملنا وفرض إرادتنا ووجودنا على الآخرين.
[email protected]