رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الموت «العربي» المفاجئ!

منذ هبوب رياح الربيع العربي والموت المفاجئ يلاحقنا في كل مكان، من ثوار الى ميليشيات وصولا الى شياطين «داعش» وبوكو حرام حتى أصبحت منطقتنا العربية توصم بمنطقة «الموت المفاجئ» فمن لم يمت بسلاح الميليشيات تتنظره حوادث الطرق التي تنتشر مثل نيران الهشيم في المنطقة، لقد حاولت مرارا

الابتعاد عن الحديث في هذا المضمار متمسكا بتلابيب الأمل في شروق غد طال انتظاره إلا أنني فوجئت وسط هذا الإعصار بوفاة صديقي الخلوق وزميل مهنة المتاعب «محمود فرج»، ذاك الملاك الذي كان يتهادى بيننا والذي رحل في ركابه باعث الابتسامة كاتبنا الكبير «أحمد رجب».
والغريب أن هيئة الأمم المتحدة تطالعنا كل عام بإحصائية جديدة عن عدد الذين يموتون بنتيجة السكتات الدماغية والقلبية، وتقول لنا هذه الإحصائيات: إن أمراض القلب هي السبب الأول لحالات الوفاة في العالم هذه الأيام، ولكن مرض القلب لم يقف يوما حائلا بين ابتسامة زميلنا محمود فرج ، كما ان المرض لم يمنع كاتبنا الساخر احمد رجب من تسطير انتقاداته ورفضه الوضع الاجتماعي .
صحيح أن السبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة الأمريكية هو أمراض القلب أي الجلطة القلبية، وتبلغ النسبة 28٪ من حالات الوفاة..
وصحيح أنه يموت في الولايات المتحدة كل عام أكثر من 300 ألف إنسان موتاً مفاجئاً بسبب أمراض في القلب. وتؤكد الإحصائيات أن نسبة الموت القلبي المفاجئ تزداد بشكل عام على مستوى

العالم. وأن الرجال من الممكن أن يتعرضوا للموت المفاجئ أكثر من النساء بثلاثة أضعاف، ومعروف أن الضغوط النفسية تؤثر في زيادة احتمال الموت القلبي المفاجئ، ولكن ألا تدرك الأمم المتحدة أن الضغوط العصبية التي تمارسها تزيد من التوتر في المنطقة العربية؟ وانها ستزهق أرواحا غير معلومة لنا ولها جراء هذا الطيش العسكري؟
وليس مصادفة أن تتكتل جيوش الغرب لإراقة دمائنا واستباحة أراضينا في الوقت الذي تروج فيه شبكة الانترنت بين الشباب لـ «منطقة الموت» أو لعبة الدفاع عن الكوخ لعبة أكشن تقوم على مدى براعتك في القنص وحماية كوخك من هجمات الزومبي!
وعلى أية حال، ليس أمام حكامنا سوى مزيد من اليقظة السياسية والاستراتيجية تجاه ما يحيكه لنا الغرب، وعلينا أيضا أن نستخلص رحيق الحياة من الموت الذي يتربص بنا وأن نستنبط الأمل من الموت في أحلامنا، فالموت في الأحلام هو بداية ميلاد حياة جديدة حسب إجماع المفسرين.

[email protected]