عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أشلاء غزاوية للبيع!

استفزتني صورة الطفل الغزاوي مبتور الذراع وملابسه ملطخة بالدماء المنشورة على صفحة جامعة الدول العربية على الفيسبوك، فهي صورة أبلغ تأثيرا من الاجتماع الوزاري الطارئ الذي عقدته الجامعة وتمخض عن شجب وادانة بينما اطفالنا يذبحون وتقطع اوصالهم جهارا في ربوع غزة باعتراف الامم المتحدة التي اكدت ان ثلث ضحايا العدوان على غزة من الاطفال والنساء.

وفي ظل العجز الفلسطيني والعربي والمتاجرة السياسية الاقليمية والدولية بالدم الغزاوي فقد نصل قريبا الى مرحلة «لحم آدمي سوبر للبيع!»، وهي مرحلة لن تستفز مشاعر المجتمع الغربي الذي استعد لتقبلها قبل 13 عاما عندما دشنت احدى الشركات الاجنبية موقعا على الانترنت تقول فيه: «لدينا لحم آدمي خالص، ومخلص، لا تشوبه شائبة، مائة في المائة آدمي، لا تدخل عليه أية عناصر غير آدمية؛ فنحن نمتاز بالجودة الفائقة.. تعال وجرب عندنا، ولن تندم أبدًا.. تعال واستمتع بأجود أنواع اللحم الآدمي».. هذه ليست دعابة، بل إنها بالنص الدعاية لموقع على الإنترنت اسمه: ManBeef.com، وتلك هي العبارة التي تتصدر صفحته الترويجية.
والعجيب أن حجم الطلب على هذا الموقع ضخم جدًا، حيث يصل إلى الآلاف في اليوم؟! ولضخامة العدد، يضطر الموقع «آسفًا» إلى وضع حد لعدد المتلهفين؛ ومن ثم يمتنع عن بيع منتجاته الآدمية عبر شبكة الإنترنت، وذلك «لندرة» هذا اللحم ذي المؤهلات الإنسانية العالية.
ولذا؛ يذهب الموقع إلى تكوين صلات شخصية مع الزبائن، ومنها توقيعهم على شيك قبل حصولهم على ذلك اللحم الآدمي «الخالص المتميز»، كما يطلب هذا الموقع من المشتري أن يكون عضوًا مؤيدًا لتلك الصناعة، وأن يرتدي قمصانًا تروج لهذه السلعة البشعة.
والحقيقة المؤلمة أن الجريمة الاسرائيلية لا تتوقف عند فرم الاطفال والنساء بل تحويل غزة الى سجن كبير يضم اشباحا وبقايا طفولة مشوهة

حيث أظهرت دراسة حديثة أجراها د.«سمير قوتة» رئيس قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية في غزة أن 51% من الأطفال الذين نجوا من المجازر اليهودية المتكررة لم تعد لديهم الرغبة في المشاركة في أية نشاطات تُذكر، كما أن 47% منهم لم يعودوا قادرين على أداء الواجبات المدرسية والعائلية، فيما بدأت الأوجاع تغزو أجساد 41%، وأصبح 48% منهم يعانون من انخفاض الطاقة لسوء التغذية، ولم تتوقف حدود معاناة الأطفال جراء الحصار عند هذا الحد، فبدت علامات الخوف على 61% منهم، أما مشكلات النوم فيشتكي منها 43% من الأطفال، وكذلك أصبح 63% منهم لديهم أعراض القلق، وبسبب أوضاع الحصار القاسية على الأطفال بلغت نسبة التغيُّب عن المقاعد الدراسية 40%، بينما يعاني 50% من الطلبة غير المتغيِّبين من مشكلات في التركيز خلال الدراسة.
ولوحظ أن أكثر أحداث تعرض لها الأطفال هي مشاهدة مناظر وصور الجرحى والشهداء في التليفزيون وسماع القصف المدفعي للمناطق المختلفة من قطاع غزة بنسبة 95.6% .. ان ما يجري في غزة جريمة دولية بكل المقاييس ان يدفع الصغار ثمن خلافات وصفقات الكبار، فالأشلاء العربية أصبحت تقدر بالاطنان ولا حياة لمن تنادي.

[email protected]