رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نكبة غزة

لو حدث ونفذت اسرائيل تهديدها باجتياح غزة بريا، او حتى أقدمت على احتلال اي مدينة او عاصمة عربية في هذا التوقيت، لو حدث هذا لن يكون رد الفعل العربي اكثر من الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لا يسمن ولا يغني من جوع، وربما تأخذنا النخوة وندعو لقمة عربية عاجلة على غرار القمة التي عقدت في اعقاب الغزو العراقي للكويت وكانت نتائجها كارثية بتسليم مفاتيح المنطقة للامريكان أصحاب شعار الفوضى الخلاقة لهدم وتمزيق دول المنطقة.

كل رمضان نستيقظ على العربدة الاسرائيلية، تارة في غزة واخرى في لبنان وثالثة في سوريا وهلم جرا، وفي كل مرة تثور ثورة العرب وكنه ضجيج بلا طحن فمنذ القمة العربية التي انعقدت في بيروت عام 1956 وصولا الى اجتماعات وزراء الخارجية امس والعدو الاسرائيلي لم يرتعد فقد شهد الشرق الاوسط عددا من الحروب وخطط السلام بدون ان يتوصل مطلقا الى تسوية للصراع العربي-الاسرائيلي الذي بدأ عام 1948 مع قيام اسرائيل.
ولعلنا نذكر قمة «النكبة» عندما اجتمع القادة العرب في لبنان بعد ثماني سنوات من التحضير بهدف دعم مصر في مواجهة الاعتداء الثلاثي الذي شنته عليها اسرائيل بمساعدة بريطانيا وفرنسا وذلك اثر قيام جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس. لكن العرب لم ينفذوا تهديداتهم بتطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك. ومما هو أسوأ اختلافهم، على هامش هذه القمة، بشأن قطع العلاقات مع بريطانيا وفرنسا مما ادى الى قسمة العالم العربي الى قسمين اولهما معتدل موال للغرب وثانيهما راديكالي يسانده الاتحاد السوفييتي.
وبعد هزيمة الجيوش العربية في مواجهة الجيش الاسرائيلي عام 1967 رد العرب بعقد قمة الخرطوم (1968) التي خرجت بلاءات ثلاث: «لا للاستسلام، لا للصلح، لا للمفاوضات مع اسرائيل». وشكلت هذه القمة رفضا عمليا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي نص على انسحاب اسرائيل من

أراضي (او من ارض) عربية محتلة (بدون تحديد) مقابل إنهاء حالة الصراع وحق كل دول المنطقة بالعيش في سلام.
وتوالت الاحداث على ارض الواقع بين العرب أنفسهم في اعقاب العمليات التي شنها الفدائيون الفلسطينيون ضد اسرائيل عبر الحدود العربية والتي أدت الى مواجهات بين منظمة التحرير الفلسطينية والاردن ، ثم كانت الحرب العربية-الاسرائيلية عام 1973 التي تبعها زيارة السادات للقدس عام 1977 والتي أسفرت عن توقيع معاهدة سلام بين مصر واسرائيل.
وشكل وجود الفدائيين الفلسطينيين في لبنان شرارة تفجير الحرب الاهلية (1975-1990) التي أدت تطوراتها الى اجتياح الجيش الاسرائيلي لبنان عام 1982 وصولا الى بيروت، اول عاصمة عربية  يجتاحها الجيش الاسرائيلي.
والغريب ان كل عدوان اسرائيلي على الفلسطينيين كان يصاحبه اجتماع عربي سواء على مستوى المندوبين او الوزراء او القادة، ولكن هذا التحرك لم يصاحبه اى نوع من انواع الردع  الجماعي المؤثر، بل إنه في افضل حالات العرب لم نشهد اجتماعا لمجلس الدفاع العربي او قطعا للعلاقات مع حلفاء اسرائيل ، فما بالنا وحالنا حاليا لا يسر عدوا ولا حبيبا!! نرجوكم كفانا شجبا وإدانة فآلة الكفن لا تتوقف وبحور الدماء لا تجف.. والاجتماعات العربية لا تتوقف عن إصدار بيانات عنترية؟!

[email protected]