رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فلسطين ليست عربية؟!

 

هل نصحو من نشوة ثورات الربيع العربي التي تجرف المنطقة منذ ثلاث سنوات ونجد أنفسنا بلا عروبة أو غطاء قومي يجمع شعوب المنطقة؟.. هذا ما أخشاه حقاً، الأمر ليس له علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل بقدر ما هو قراءة متعمقة للواقع، أو بمعنى أدق قراءة في فكر الأعداء والمتآمرين الذين يحيكون المكائد مستغلين حالة التوهان والتشرذم التي تمر بها البلدان العربية مثلما فعلوا في مرحلة الاستعمار باختطاف فلسطين ثم إعادة ترسيم حدود المنطقة بما يلبي مصالح القوى الاستعمارية قبل الرحيل وبعده.

أقول هذا لأنه في الوقت الذي تتصاعد فيه صيحات الثوار وتسبقها رصاصات المنتفعين في عواصم الربيع العربي تتبارى في نفس الوقت أقلام الكتاب اليهود لتوجيه ضربة قاضية، وربما أخيرة، لفكرة العروبة وخلع هذا الرداء بلا رجعة عن منطقة الشرق الأوسط، وصلت إلى حد الطعن في مصطلح الوطن العربي من أساسه؟.. فالحملة اليهودية المنظمة والنشطة في الغرب حالياً التي تنفي أي وجود «للشعب العربي» تدعي أن أرض النيل (مصر اليوم) مروراً بأرض إسرائيل (دولة إسرائيل وغربي الأردن اليوم)، ومنطقة الشام (سوريا ولبنان اليوم) وصولاً إلى بلاد ما بين النهرين (العراق وكردستان اليوم لم تشهد يوما دولاً عربية كما أنها لم تتعرف على الحضارة العربية «البتة».
ويستغل الكتاب اليهود جهل المجتمع الغربي بفكرة «العروبة» زاعمين أن العروبة تبلورت على يد مثقفين من الشرق الأوسط أبناء الأقليات: مسيحيون، علويون وغيرهم من مَن تلقى علومه في الغرب لا سيما في فرنسا، إذ رأى هؤلاء أنه لابد من فكرة «الهوية المشتركة» بين شعوب وطوائف الشرق الأوسط المتعددة قوامها اللغة العربية «الفصحى»، التي كانت في تلك الفترة «لغة ميتة» – يتحدثها فقط رجال الدين الإسلامي وثلة من الأدباء فقط.
و«العروبة» كـ «أيديولوجية سياسية» صُدّرت إلى الشرق الأوسط في القرن العشرين على يد الإمبراطورية البريطانية والفرنسية كأداة فعالة في إسقاط الإمبراطورية العثمانية والسيطرة على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها.
كل ما جرى هو مقدمة يهودية لإجهاض مصطلح

القضية الفلسطينية, معتبرين أن هذه التسمية (القضية الفلسطينية), جاءت في حقيقتها, من رحم المجتمعات العربية حديثاً بعد إعلان قيام الدولة الإسرائيلية عام 1948 حيث يعتقد الكثير من العرب والمسلمين بأن فلسطين هي أرض عربية, لا يمكن أن ينازعهم فيها أحد, وما زال هذا الاعتقاد راسخاً حتى يومنا!
ويستطرد الإعلام اليهودي ادعاءه بأن كلمة فلسطين, هي أصلاً ليست كلمة عربية من الناحية اللغوية, وإنما جاءت هذه التسمية من الاحتلال الروماني في ذلك الزمن, ولا ننسى في نفس الوقت بأن الكنعانيين الذين يدعون الفلسطينيين, بأن أجدادهم هم أقوام ليست عربية أيضاً, ومن يرد أن يعرف ذلك عليه أن يرجع إلى التاريخ القديم.
من هنا يجب أن نعي جيداً أن موجات العنف التي تضرب العراق وليبيا وسوريا بقوة حالياً وتتنقل ما بين اليمن وتونس ومصر لا تتوقف طويلاً في محطة الديمقراطية والحرية وربما لا تلتفت إليها وإنما تتمركز وتتغلغل في مفاصل التكوين العرقي لهذه لهذه الدول بهدف تغيير هوية المنطقة من عربية إلى شرق أوسطية يسهل تشويه قضاياها و«تمييع» حدودها والاستفراد بكياناتها وتوظيف إمكانياتها ومواردها بما يخدم المصالح الغربية والأطماع اليهودية، الأمر الذي يتطلب استنفار جموع المثقفين العرب ضد هذا المخطط وعدم الاكتفاء بدور المتفرج السلبي الذي طالما عانينا منه منذ الترويج الأمريكي لمصطلح «الفوضى الخلاقة».


[email protected]