عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مقابر فضائية على الطريق العربية

تفرغنا للعنف والقتل وتفرغ رفاقنا للعلم والعمل فكانت المحصلة أن نجحت الهند في صناعة أول مركبة فضائية، تلك الدولة ذات التركيبة العرقية المعقدة حفرت مستقبلها بحروف من

نور، بينما العرب يتفننون في حفر قبورهم وقبور أولادهم وأحفادهم وليتها مقابر في الفضاء حتى نعى - ولو كذباً - أننا نجاري رفيقتنا الهند في النضال، الهند بدأت من تحت الصفر والعرب أيضاً ورزخت تحت نفس الاستعمار الإنجليزي الذي عانت منه مصر، والهند أيضاً لم تنعم بالاستقرار بل كانت في توتر دائم مع باكستان طيلة العقود المنصرمة، فهناك قضية كشمير التي تستنزف موارد وجهد البلدين مثلما استنزفت القضية الفلسطينية الموارد العربية، ناهيك عن الفقر المدقع الذي ورثه الشعب الهندي عن الاستعمار بينما استيقظ العرب بعد الاستقلال على بحر من النفط والثراء الفاحش.
وللأسف الشديد من يدقق في الواقع العربي الراهن لا يجد سوى بحور من الدماء والعنف الذي يجرنا جراً إلى الخلف، ففي سوريا وحدها سقط أكثر من 93 ألف ضحية، وحسب تقرير الأمم ‏المتحدة هناك 39 ألفاً من قوات الجيش وقوى الأمن واللجان وقوى الدفاع الوطني التابعة ‏للنظام السوري، بالإضافة إلى 13 ألفاً من مؤيديه، أي ما مجموعه 52 ألفاً قتلتهم ‏الثورة، وأما الـ 23 ألفاً من الضحايا المدنيين المتبقين ‏فتسبب المسلحون والإرهابيون بقتلهم بشكل مباشر وغير مباشر،‏ ويبقى الـ 18 ألف ضحية من الـ 93 ألفاً هم من نتاج عنف المجموعات المسلحة.
أما العراق فحدث ولا حرج، فهناك 112 ألف مدني على الأقل قتلوا في البلاد منذ دخول القوات الأمريكية لإسقاط نظام صدام حسين قبل 10 أعوام، فيما بلغ مجموع من قتلوا ومن ضمنهم المقاتلون والعسكريون نحو 170 ألف شخص.
ويقتل كل عام بين أربعة وخمسة آلاف شخص، وهو ما يعادل

تقريباً عدد الجنود الأجانب الذي قتلوا في العراق منذ 2003 الذي يبلغ أربعة آلاف و804 جنود، ويكفي ما أعلنته الأمم المتحدة عن ضحايا العنف في العراق، خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث بلغت الحصيلة 2881 قتيلا ليقفز إجمالي ضحايا العنف إلى 276 ألفاً و664 شخصاً ما بين عامي 2004 و2013.
وبعيداً عن العنف المتكرر في مصر وليبيا واليمن والصومال يوجد في تونس واقع مؤلم آخر يتمثل في حالات الاغتصاب قبل وبعد الثورة، وحسب جمعية النساء الديمقراطيات في تونس، فقد تضاعف عدد المغتصبات بعد الثورة ليصل إلى حوالي 1050 حالة، أي بمعدل 3 حالات يومياً، وتعتبر الجمعية أن هذه الظاهرة تجاوزت الضحايا من بين الشباب والمراهقات لتنتقل إلى الأطفال أيضاً، ناهيك عن ظاهرة جهاد النكاح التي ورثت العار للتونسيات وفتيات العرب.
ألا تتفقون معي في أنه مخطط هدفه شغل شبابنا بالتظاهرات «عمال على بطال» وتوريط فتياتنا في جهاد مشكوك في شرعيته، وتفريغ أوطاننا من العقول والكوادر العلمية التي راحت تطالع هلال الهجرة هرباً من ثورات المقابر الفضائية المنتشرة في المنطقة العربية، ليتها كانت ثورات علمية تنقلنا إلى الفضاء الهندي أو حتى تحمينا من الشبح الصهيوني.


[email protected]