رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد رفح.. نيران الثورة المصرية تحرق إسرائيل!

لم تمر أيام على نشر مقالي السابق بعنوان «جبل الحلال بين الطعم الإسرائيلي والفخ الأمريكي» وحذرت فيه من السيناريو اليهودي الذي يحاك بين تل أبيب وواشنطن بخصوص سيناء، حتى تفاجأت بالمواقع الإعلامية الإسرائيلية تطير تقريرا يحمل أجنحة الغدر المبيت لأرض الفيروز المصرية ، وظهرت نوايا الغدر من عنوان التقرير الإسرائيلي «مصر تحاول تصدير نيران ثورتها الى اسرائيل» وتزعم فيه تل أبيب أن مخربين فلسطينيين تمكنوا من دخول السيادة الإسرائيلية مستخدمين أرض مصر، مما يؤكد أن العملية تمت بتغطية وتعاون الجنود المصريين.

وفور وقوع حادث رفح يدعي التقرير أن قوات جيش الدفاع الاسرائيلي والشرطة قامت بملاحقة الخلية الإرهابية، إلا أن نيران الجنود المصريين كانت لهم بالمرصاد، مما أدى إلى استشهاد اثنين من أفراد الأمن الإسرائيلي.
كما قام حامية الموقع المصري بعد ذلك باطلاق النار باتجاه الاراضي الاسرائيلية مما أسفر عن جرح عدد من المواطنين.
وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نقلت عن شخصيات سياسية أن إسرائيل تعتبر انتهاك المخربين سيادة الدولة العبرية مسألة في غاية الخطورة، داعية مصر لأن تتحمل وحدها مسئولية سفك دماء المواطنين الإسرائيليين وأفراد الأمن الذين قتلوا في حادث رفح.
الخطير في الأمر ما تحاول الدوائر الإسرائيلية ترويجه دوليا بأن مصر، بهذا العمل، نقضت اتفاقية كامب ديفيد، وأنها خرقت واجباتها في الحد من العمليات الإرهابية وإطلاق النار على الجانب الإسرائيلي من اراضيها وفق الفقرة 3 من المادة 3 التي تنص على:
«يتعهد كل طرف بأن يكفل عدم صدور فعل من أفعال الحرب أو الافعال العدوانية أو أفعال العنف أو التهديد بها من داخل اقليمه أو بواسطة قوات خاضعة لسيطرته أو مرابطة على أراضيه ضد السكان أو المواطنين أو الممتلكات الخاصة بالطرف الآخر، كما يتعهد كل طرف بالامتناع عن التنظيم أو التحريض أو المساعدة أو الاشتراك فى فعل من أفعال الحرب أو الافعال العدوانية أو النشاط الهدام أو أفعال العنف لمواجهة ضد الطرف الآخر فى أى مكان كما يتعهد بأن يكفل تقديم مرتكبى هذه الافعال للمحاكمة».
وفي إطار التشويش الإسرائيلي المتعمد تروج المواقع الاخبارية اليهودية أن السلطات المصرية منعت وسائل الإعلام من نشر حقيقة مقتل الجنود المصريين على يد المنظمات الإرهابية المتواجدة داخل الاراضي الفلسطينية، لتحميل المسئولية لإسرائيل في محاولة لاستغلال هذا الحادث الأمني سياسيا وصرف الأنظار عن تداعيات الثورة المصرية والمشاكل التي يتخبط به الداخل المصري.
ويتلخص الموقف الاسرائيلي في مطالبة مصر بوقف التهديدات والتصريحات المؤدية إلى إشعال التوتر بين الدولتين، ومحاولة ملء النقص المتمثل بعدم قدرتها في فرض سيطرتها المطلقة على شبه جزير سيناء ومواجهة مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والمالية.
كما تطالب الجهات الإسرائيلية السلطات المصرية بتحمل مسئولية قتل المواطنين المدنيين وقوات الشرطة والجيش الاسرائيلي وإجراء تحقيق للكشف عن ابعاد مشاركة الجنود المصريين بإطلاق النار، بل والاعتذار بشكل رسمي لدولة وشعب اسرائيل.
ولأن النوايا الإسرائيلية غير خالصة لم تقف القضية عند حد

استغلال حادث رفح ، بل راحت الدوائر اليهودية تفتش في دفاترها القديمة لإقناع المجتمع الدولي أن الحادث ليس عابرا أو فرديا ، وإنما ممنهج ولا يخرج عن كونه ارهاب «حماسي» يضرب أمن مواطني دولة اسرائيل بتعاون مصري؟!.
وتستند اسرائيل في حجتها هذه إلى حادث مشابه جرى قبل عام بتعرض ثمانية مواطنين اسرائيليين لعملية إجرامية على الطريق رقم 12 المؤدي إلى إيلات قرب الحدود المصرية الاسرائيلية، عندما أقدمت مجموعة إرهابية تضم مخربين يتراوح عددهم ما بين 15 الى 20 شخصا، أتت من قطاع غزة عبر سيناء المصرية حسب زعم اسرائيل.
وفي صباح اليوم التالي (أي الجمعة 19 – 8 – 2011) استمر اطلاق الصواريخ من قطاع غزة ، «عاصمة سيناء الارهابية»، وهو المسمى الذي يحاول اللوبي اليهودي ترديده في وسائل الإعلام الغربية.
ورغم قدوم المخربين من قطاع غزة، باعتراف إسرائيل إلا أنهم ينبشون القبور ويسعون إلى تحميل السلطات المصرية مسئولية هذا العمل الإرهابي ضد مواطني دولة إسرائيل لأسباب توردها الدوائر اليهودية على النحو التالي:
- المخربون الفلسطينيون استخدموا السيادة المصرية عبر سيناء.
- مصر تسهل نقل الوسائل القتالية إلى قطاع غزة مقابل صمتها المشين على سلوكيات المنظمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، بشكل يخرق الاتفاقيات الموقعة بينها وبين دولة إسرائيل.
- تظهر مصر بمظهر الدولة الضعيفة غير القادرة على السيطرة على أراضيها وبالتالي تبدو عاجزة عن فرض قوانينها على سيادتها.
- التهاون المصري والتخاذل في قمع الارهاب كانا سببا في قتل المئات من المواطنين الاسرائيليين وسقوط الضحايا نتيجة الأعمال الإرهابية المنطلقة من قطاع غزة.
إلى هنا انتهت التقارير الإسرائيلية ، ولكن لم تتوقف محاولات تل أبيب لتأجيج التوتر على الحدود مع مصر لأغراض جميعنا يعلمها، وللأسف لا نتحرك في الوقت المناسب لإحباط التحرك اليهودي الساعي إلى تدويل المشكلة، ذلك التدويل الذي يهدف إلى إجهاض مشروع و ثورة المصريين حتى لا تتطاير نيران هذه الثورة وتحرق تل أبيب.

[email protected]