عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صاروخ لكل مواطن و«آر بى جى» لكل زوجة بعد الثورة!

قبل أسابيع تقدمت بطلب لترخيص سلاح رغم رفضى المطلق للاقتراب من هذا الأمر طيلة السنوات الماضية، ويبدو أننى سأعدل عن السير فى إجراءات الترخيص هذه المرة أيضا، أو أننى سأطلب فى خطاب الترخيص الحصول على «دبابة» لأنه لا معنى ولا جدوى من حملى مسدسا بينما غيرى انتقل إلى مرحلة الصواريخ العابرة للمدن، تماما كما انتقل الصبية من مرحلة «النبلة»

إلى السلاح الآلى، وكما هجر البلطجية المطواة ودخلوا عالم الـ «آر بى جى».
بالله عليكم هل هذه هى العدالة الاجتماعية التى كنا نفتقدها قبل ثورة يناير وراح كل منا يطبقها بطريقته بعدما تحولت الثورة الى فوضى تعربد فيها البلطجية والانتهازية السياسية؟ لقد انشغلنا جميعا بـ «فزورة» الانتخابات الرئاسية ومليونيات المرشحين ومليشيات المستبعدين وتركنا البلاد لمهربى المخدرات والسلاح العابر للمدن والمضاد للطائرات فمنذ أن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية وكل يوم نسمع عن قوافل الأسلحة الثقيلة التى يتم ضبطها وما خفى كان أعظم.
وبإطلالة سريعة - وليست حصرية - على ما تم ضبطه خلال الأسابيع الأخيرة يتبين لنا حجم الخطر الذى يحيق بالبلاد (وإلى أى منقلب نحن منقلبون)، حيث تمكنت قوات حرس الحدود من إحباط تهريب 2.5 طن من الحشيش وعدد من الأسلحة الآلية والطلقات كانت بحوزة المهربين على الحدود المصرية الليبية عند منطقة الربضة جنوب منفذ السلوم البرى بحوالى 90 كيلو مترا.
وفى واقعة أخرى ضبطت أجهزة الأمن، ٤٠ صاروخاً عابراً للمدن وجهاز إطلاق صواريخ و١٣ ألف طلقة نارية و١٧ قذيفة «آر بى جى» ومدفعاً و٣٠٢٠ طلقة «جرينوف» داخل ٣ سيارات، أثناء محاولة عدة أشخاص العبور بها بأحد الأكمنة بطريق «إسكندرية - مطروح».
وفى غضون ذلك قضت محكمة جنايات جنوب سيناء، المنعقدة بمحافظة الإسماعيلية استثنائيا، بالسجن المؤبد على كل من إدوارد بافلوفيتش، أوكراني، ومعاذ زهير زحالقة، إسرائيلي، محبوسين، ومأمون العليمي، إسرائيلى هارب، بتهمة تهريب سلاح آلى وذخائر من إسرائيل إلى مصر عبر معبر طابا داخل هيكل خشبى على شكل صليب.
يتواكب ذلك مع ما تناقلته صحيفة ''الشرق الأوسط'' اللندنية عن مسئول مصرى قبل أيام بأن القاهرة تلقت فى الأسابيع الأخيرة إشارات من إسرائيل ومن دول غربية حول سيناء، وذكرت الصحيفة أن مصدرا أمنيا مصريا قال إن الأجهزة المختصة ترصد نشاطا متزايدا لجماعات جهادية تستهدف الحدود المصرية مع غزة وصولا إلى حدود مصر مع إسرائيل وإن أسلحة مهربة من الجيش الليبي، منها صواريخ غراد وقذائف أخرى.
كما كشفت الصحيفة عن أنه توجد شكوك لدى أجهزة أمنية فى القاهرة حول تمويل إيرانى محتمل لعمليات تهريب أسلحة من مخلفات الجيش الليبى السابق إلى سيناء، ونوهت إلى أن دولة مثل إيران ربما كانت تواصل محاولاتها بالفعل لخلق جبهة جديدة ملتهبة مع إسرائيل، وأنه تم رصد تحركات فى القاهرة لرجال أعمال إيرانيين وإيرانيين يحملون جوازات سفر غربية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وتلتقط صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية هذه الخيوط لتنسج منها ما يلبى المخطط الاسرائيلى

والغربى وتروج أن هناك شكوكا وتخوفات لدى الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تهريب صواريخ مضادة للطائرات من مخازن السلاح للجيش الليبى الى قطاع غزة، وتدور هذه الشكوك حول صواريخ «كتف» متقدمة من انتاج روسى، وبحسب الصحيفة الاسرائيلية فإن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تتابع عملية تهريب صواريخ متقدمة مضادة للطائرات، وهذه الصواريخ كانت بحوزة الجيش الليبي، وسبق وأعطتها روسيا الى ليبيا، حيث استغل حماس الثورة فى ليبيا وتم تهريبها إلى الأراضى المصرية ومن ثم إلى قطاع غزة.
ولا يخفى على أحد أن كل ما يهرب ليس بالضرورة هو ما يتم ضبطه، خاصة فى ظل حالة الانفلات التى تمر بها المنطقة فالتهريب قد يتخذ من الدروب الصحراوية مسلكا، ثم يدفن السلاح فى الصحراء فى مغارات معروفة لهم ويتم نقله تدريجيا، وهناك التهريب عن طريق النيل فيكون بواسطة الصنادل ويتم تفكيك السلاح وتخبئته فى قيعان الصنادل ويقومون بتسليمه للمشترين فى عرض النهر.
أيضا تأتى الاسلحة عبر البحر الأحمر من السودان وإريتريا وبعض البواخر الأمريكية وتتوقف وسط المياه فى عرض البحر وتقوم بإنزال حمولتها من صناديق الأسلحة على لانشات صغيرة، وبعد إنزال الحمولة عليها تتجه اللانشات إلى الشاطئ أمام «درب الاربعين»، ثم يتم تحميلها على السيارات وتخزينها فى الصحراء بمنطقتى حلايب وشلاتين.
يبدو أن هناك من يجهز الشارع المصرى لحرب أهلية بأن تصبح الأسلحة الثقيلة المهربة فى متناول كل مواطن ينشد الحماية، وكل زوجة تطلب الخلع، وأيضا كل فصيل يتشبث بالسلطة، وقد تدخلنا هذه الحالة فى نفق انهيار الدولة على غرار ما حدث فى الصومال، أو تفتيت المجتمع كما يجرى فى العراق أو حرب شوارع تهدد الاستقرار والتنمية لسنوات عديدة كما حدث فى الشقيقة لبنان.
وما أخشاه حقا أن يشغلنا الصراع على تقسيم الكعكة وتوزيع الغنائم السياسية والحقائب الوزارية وحتى الانتخابات الرئاسية ونصحو بعد كل ذلك ولا نجد الدولة التى نتصارع عليها.. ولنا فى التاريخ العربى الحديث دروس وعبر يا أولى الألباب.

[email protected]