عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جري إيه يا مصر.. عتاب سعودي و«حسرة» على مثقفي المحروسة!

عاد الوفد الشعبي المصري هذه المرة وفي يده السفير السعودي، ولكن من يدري العاقبة لو تكررت الأزمة، فقد يعود الوفد المصري المرة القادمة وفي يده 2 مليون مصري من السعودية. أقول هذا لأن شرر «الفتنة» لا يزال تحت الرماد ويصعب اجتثاثها في ظل الأوضاع المرتبكة التي تمر بها المنطقة، وما يحزنني هنا أن يتنبه مثقفي المملكة إلى حجم الخطر الذي يحيق بالعلاقات المصرية السعودية في الوقت الذي اختفى فيه مثقفينا عن المشهد، بل ساهم بعض إعلامينا في هدم خط الدفاع الأول وربما الأوحد عن قضايا الأمة.

من هنا جاء رد الكتاب السعوديين المشهود لهم بالدفاع عن القومية العربية ممزوجا بالقلق على مستقبل مصر، والحزن من موقف مثقفي المحروسة السلبي واختفائهم القسري منذ اندلاع ثورة يناير، وحتى نضع الأمور في نصابها الصحيح علينا أن نقرأ بعضا مما سطره كبار كتاب المملكة لنعرف كيف تعاملوا مع أزمة العلاقات في وقت كنا نتبارى هنا في هدمها؟
الكاتب خلف الحربي يخرج عن سخريته المعروفة في مقاله المعنون «دعوة إلى حفلة ردح» ويقول: علاقة السعودية بمصر لا تحتاج إلى كلام منمق، حيث يقيم في السعودية أكثر من مليون مصري، بينما يقيم في مصر مئات الآلاف من السعوديين، ويجمع بين السعودية ومصر تحالف سياسي وعسكري غير مكتوب ولا حاجة أصلا لكتابته فهو موثق بالتضحيات المتبادلة من الطرفين، هذا بخلاف أن السعودية أكبر شريك تجاري عربي لمصر وقد تم الإعلان قبل أسابيع عن مشروع جسر يربط بين البلدين برا.
ولكن كل ذلك غاب في غمضة عين بالنسبة لبعض أشقائنا المصريين، فقد انهالت علينا الشتائم من كل حدب وصوب بعد القبض على محام مصري متهم بمحاولة تهريب كمية هائلة من الحبوب المخدرة إلى الأراضي السعودية، ويتحسر الكاتب على المتورطين في تأزيم العلاقات ويقول: لم يكونوا أقلية غوغائية كما يزعم البعض بل أحزاب وصحفاً ومثقفين لامعين، عاد قسم كبير منهم إلى الحق بعد الكشف عن ملابسات القضية ولكن قسما آخر منهم اختار طريق المكابرة وواصل رفع رايات الكراهية ضد أشقائه وجيرانه.
وتحت عنوان «جرى إيه يا مصر» ينوه الكاتب المعروف حمود أبو طالب الى أنه لمس في أكثر من لقاء أن بعض المثقفين والإعلاميين المصريين يتحاملون كثيرا على المملكة، وقال حين نناقشهم لا نجد لديهم أدنى دليل يسند ادعاءاتهم، ولا يتبين لنا أي منطق وراء محاولة تكريس هذه الفكرة الخاطئة ، ومن ثم يتطلب الأمر من المثقفين المصريين الشرفاء أن يكون لهم موقف أخلاقي في هذه المرحلة الحساسة، عليهم أن يقفوا معنا لتوضيح الحقيقة للشعب المصري، وذلك لأهمية مصر وحبنا لها وحرصنا على أن يكون مستقبلها أفضل من ماضيها وحاضرها».
واستطرد: لقد شاهدت أكثر من مرة في زياراتي للقاهرة تجمعات أمام السفارة السعودية ترفع يافطات بشعارات يصعب استيعابها، وها هي حادثة الجيزاوي

تثبت أن ثمة صمتا مريبا مستمرا يمارسه الإعلام المصري وتمارسه نخبة الرأي وكأنها تتعمد ترك الساحة لمثيري الفتنة والبلبلة.
وكعادته في تشخيص الداء واحتواء الأزمات يوجه كبير الكتاب والإعلاميين السعوديين الدكتور هاشم عبده هاشـم رسالة تحذير واضحة لمثقفي وإعلامي الأمة بعنوان «امنعوا الخطر على مصر» مؤكدا فيها أن التصعيد الذي حدث كشف عن نوايا خبيثة.. وأعمال مبيتة.. ولا نستبعد أن يكون كل ذلك نتيجة «طبخة» من نوع أو آخر.. غايتها إلحاق الضرر بالبلدين وتأزيم الموقف بين الشعبين.. والتأثير على روابطهما التاريخية المتينة.. فإنه لا بد وأن نقول إن قلوبنا مع مصر.. وخوفنا يزداد على شعبها العظيم.. وقلقنا يتزايد يوما بعد الآخر على مصير هذه الأمة التي تستهدف بقوة وبعنف.. من خلال الإضرار ببلدين كبيرين.. وشقيقين.. يعرف الأعداء مدى أهمية استمرار قوتيهما في خط المواجهة الأول لكل الأخطار والتحديات التي تحيط بهذه الأمة.
ويضيف: ما نتمناه.. ونتطلع إليه هو أن ينتصر الشعب المصري على عناصر الهدم والتدمير الخفية.. ليس لعلاقات مصر بأشقائها الأوفياء فحسب.. وإنما لأدوارها القومية التي لا يمكن للأمة أن تستغني عنها.
ويذيل هذه الرسالة بقوله : أشد من الخطر.. أن نترك من يعبثون بمصير الدول والشعوب يتصرفون كما يشاءون.
إلى هنا انتهت الرسالة ويتبقى أن أقول إن هؤلاء الكتاب وغيرهم هم رصيد مصر الاستراتيجي في الخارج ، فهذا الجيل الذي يقود منظومة التنوير الإعلامي في المملكة سبق أن امتزجت آلامه وأحلامه مع رفاقه من المثقفين والاعلامين في مصر بصورة جعلت شخصية فكرية في قامة ومكانة الدكتور سعيد السريحي ينسج قصيدة شعر تعبر عن أصالة الشعب المصري، ولولا هذه النخبة المرتبطة بحب مصر والسعودية لأخذت الأزمة منحى سيئاً، وأكثر ما يقلقني فعلا هو التفريط في هذا الرصيد النادر، والرهان فقط على توجهات الاجيال الجديدة في البلدين التي فقدت بوصلة العروبة ولم تجد أمامها سوى ثقافة الاغتراب.

[email protected]