رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفرحة الغائبة!

برغم فوز مصر علي زيمبابوي 4/2 في الجولة الرابعة للتصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل لكرة القدم، إلا ان الفرحة دائماً منقوصة، فلم تعد مباريات كرة القدم كما كانت تشفي غليل الكثيرين، وتشد انتباههم، فالهموم كثيرة جداً، والأزمات خانقة.

أثناء المباراة حاولت التركيز في الخطة التي وضعها برادلي المدير الفني فوجدت سيلاً من الأفكار في رأسي كلها بعيدة عن الكرة وتكتيك المباراة.
وعندما تقدمت مصر بثلاثية واقتربنا من الفوز علي زيمبابوي في عقر دارها، تمنيت ان يكون الفوز علي أثيوبيا بالحوار وبالتفاوض الجاد المبني علي المعلومات الصحيحة والوعي السليم في أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي الذي سيؤثر علي حصة مصر من مياه النيل.
ومع صفارة الحكم وإعلان فوز مصر 4/2 واقترابنا خطوة نحو التأهل وحلم الوصول لمونديال البرازيل وبعد غياب 24 عاماً، شعرت ببعض السعادة باعتبارات ما حققه منتخب الكرة هو الخبر الوحيد السعيد الذي رسم الابتسامة علي وجوه المصريين، وسط أخبار كلها تدعو إلي الخوف والقلق وتنذر بأزمات أكثر ومستقبل غامض.
وأعجبني برادلي عندما اعترف رغم الفوز بالأخطاء الدفاعية التي كانت سبباً في هز شباك الحارس شريف إكرامي مرتين، ولولا توفيقه لتأزم الموقف أكثر وفقدنا فوزاً مستحقاً ومهماً.. وعلي النقيض تماماً لا يعجبني أي مسئول في الوقت الحالي لتعمدهم جميعاً عدم الاعتراف بالأخطاء الكثيرة التي تعاني منها مصر

في جميع المجالات، كلهم يضحكون علي أنفسهم وعلينا في محاولة للتشبث بالكرسي والبقاء في أماكنهم حتي لو كان ذلك علي حساب الحقيقة.
من قبل كنت أسمع ضجيجاً وصخباً مع كل هدف يسجله المنتخب المصري في أي مباراة يفوز فيها، والغريب ان هذه الظاهرة اختفت تماماً، الجماهير لم تعد تفرح ولم تعد تتحدث عن المباراة بعد انتهائها ولا عن حلاوة وجمال فاكهة الكرة المصرية أبوتريكة، ولا عن ذكاء ومهارة العالمي الصاعد بسرعة الصاروخ محمد صلاح صاحب الأهداف الثلاثة في شباك زيمبابوي.
الهموم كثيرة، ولقمة العيش والبطالة والبنزين وسد النهضة ومحور قناة السويس وقانون السلطة القضائية، وتمرد وتجرد، وحد الحرابة، والثانوية العامة وتسريب الامتحانات، و30 يونيو، وتصويت العسكريين، وانقطاع الكهرباء والاختناق المروري، وأزمة الخبز، ونقص الأودية، والاشغالات والتعديات في الشوارع والميادين، وأمن سيناء، وخسائر البورصة، وأزمة الثقافة، كل هذه الهموم تجعل دائماً الفرحة غائبة!
[email protected]