رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الكابوس!

 

أخشي أن نختزل كارثة ستاد القاهرة في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في الراجل »أبوجلابية« الذي ركزت عليه كل وسائل الإعلام وحتي الجهات الأمنية وكأنه وحده فقط الذي اقتحم الملعب، أو هي محاولة جديدة للاستخفاف بعقولنا وإلهائنا بهذه القصة والمنظر الغريب حتي ننسي أصل الحكاية!

ما حدث أشبه بالكابوس لدرجة أنني ظللت عدة دقائق »أفرك« في عيني غير مصدق لما يحدث، لم أصدق أو اتخيل أن يحدث هذا في ستاد القاهرة الدولي أحد أضخم وأجمل الاستادات علي مستوي العالم، الذي حضرت فيه مئات المباريات المهمة علي مدار أكثر من عشرين عاماً، لم أر مهزلة وفوضي وتهريجاً وإساءة وتقصيراً وتسيباً وهمجية وتواطؤاً وإهمالاً بهذا الشكل.

لم أر في حياتي ملعب ستاد القاهرة يتم اقتحامه بمنتهي السهولة والجماهير الغاضبة المدفوعة دفعاً بمجموعة من البلطجية والمرتزقة يعتدون علي كل من يقابلونه ويحطمون المنشآت والإعلانات وغرف الملابس ويسرقون متعلقات اللاعبين، المؤكد أنه »كابوس« اتمني أن استيقظ حتي أتأكد أنها ليست الحقيقة!

ولكن للأسف هي الحقيقة المؤلمة التي يجب أن نتوقف عندها طويلاً لأنها تؤكد أن من وراء القضبان مازالوا يلعبون ويتلاعبون ويوجهون ويأمرون ويدفعون لذوي النفوس الضعيفة حتي يروعوا الناس ويحطموا كل

شيء ماداموا في السجون يحاسبون ويحاكمون!

القضية أكبر من كونها مباراة كرة قدم في بطولة أفريقية ومن عقوبات سيتم توقيعها علي الزمالك أو الأندية المصرية والمنتخب الوطني، القضية تتعلق بالأمن المفقود ورجال الشرطة الذين مازالوا خارج الصورة ،ولا يؤدون واجبهم المفروض عليهم بدون طلب شعبي أو توسل من الناس الذين يروعهم البلطجية في كل أنحاء البلاد، وقد توسلوا كثيراً ولكن يبدو أن الجرح مازال ينزف وأن علي الناس أن يتوسلوا أكثر!

القضية تتعلق بمن سهلوا أو تساهلوا في دخول البطجية واقتحامهم أرض الملعب من البوابات الصفراء التي لم أرها في حياتي مفتوحة أبداً، فجأة انفتحت جميعاً وفي وقت واحد في تواطؤ واضح من أشخاص بعينهم لهم مصلحة في أن تعم الفوضي ويستمر »الخراب«، حتي يرضي عنهم أسيادهم وأولياء نعمتهم!!

[email protected]