رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اعتذار واجب

في‮ ‬مقال الأمس الذى تناولت فيه خطاب القارئ عدلي‮ ‬حسن بغدادي‮ ‬محمد،‮ ‬الذي‮ ‬أرسله من الضيعة قبلي‮ ‬بمحافظة الأقصر،‮ ‬ورشح فيه بعض الأسماء لتولى حقائب وزارية ومنصب محافظ في‮ ‬التغييرات القادمة،‮ ‬أشرت إلى أن الأسماء خلت من اسم أحد المسيحيين،‮ ‬واعتذر عن هذا الخطأ لأن الأسماء كانت تتضمن رجل الأعمال نجيب ساويرس،‮ ‬وقد كتبت هذه الجملة بدلا من القول إن الأسماء خلت من النساء،‮ ‬حيث كانت ترشيحات القارئ جميعها من الذكور،‮ ‬كما كانوا جميعا‮ ‬يشغلون مناصب حكومية،‮ ‬وجميعهم من أبناء الحزب الوطني.

‮ ‬وللأسف تنبهت لهذا الخطأ في‮ ‬وقت لا‮ ‬يمكن تداركه،‮ ‬ولا أخفى عليكم أن هناك أخطاء كثيرة نقع فيها خلال الكتابة ونتدارك بعضها قبل تسليم المقال،‮ ‬أو‮ ‬يتداركه الزملاء في‮ ‬قسم التصحيح،‮ ‬والحقيقة أن الزملاء في‮ ‬قسم التصحيح‮ ‬يقع عليهم عبء كبير جدا،‮ ‬والمدهش أننا نحاسبهم على عدم تداركهم الأخطاء التي‮ ‬نقع فيها نحن،‮ ‬ونتهمهم بالتقصير عندما نرى أخطاءنا الجسيمة منشورة في‮ ‬الصباح،‮ ‬وأظن أن خطأ الأمس‮ ‬يعود لانشغالي‮ ‬ذهنيا بالجريمة الإرهابية التي‮ ‬وقعت ليلة رأس السنة أمام كنيسة القديسين،‮ ‬واهتمامنا جميعا بمشاكل الإخوة الأقباط،‮ ‬التي‮ ‬بحت أصواتهم وأصواتنا في‮ ‬مطالبة الحكومة بها.

‬البعض منا انتهز فرصة الجريمة البشعة وطالب الحكومة بإجازة قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين،‮ ‬وقانون خاص ببناء دور العبادة،‮ ‬وطالب البعض الآخر بإعادة النظر في‮ ‬الوظائف التي‮ ‬لم‮ ‬يشغلها الأقباط حتى اليوم،‮ ‬مثل رئاسة الجامعات،‮ ‬والالتحاق بجهاز أمن الدولة،‮ ‬وغيرها من الوظائف القيادية بهيئات ووزارات الدولة،‮ ‬ومتابعتي‮ ‬لهذه المطالب،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬يجب على الحكومة الانتهاء منها منذ سنوات،‮ ‬أوقعني‮ ‬في‮ ‬خطأ الأمس،‮ ‬وبدلا من

بأن أشير إلى‮ ‬غياب المرأة عن قائمة الأسماء المرشحة لكرسي‮ ‬الوزارة،‮ ‬أشرت لغياب المسيحيين،‮ ‬وربما‮ ‬يعود الخطأ أيضا إلى اعتقادي‮ ‬أن الإخوة المسيحيين وليس الأقباط فقط لا‮ ‬يمثلون بالقدر الكافي‮ ‬في‮ ‬الوزارات السيادية،‮ ‬كما أننا لم نعاصر أحدهم تم تكليفه بتشكيل الوزارة،‮ ‬أو تم اختياره لرئاسة أحد الأحزاب المعارضة،.

‬وقد‮ ‬يعود هذا لانسحاب معظم المسيحيين إلى داخل كنائسهم،‮ ‬وقد‮ ‬يعود إلى عدم اهتمامنا بالبحث عنهم،‮ ‬وقد‮ ‬يعود إلى أن بعضنا‮ ‬يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية ونفسية،‮ ‬على أية حال ننتهز فرصة اعتذارنا هذا ونؤكد أن الأغاني‮ ‬والأناشيد ورفع راية الهلال وهو‮ ‬يعتنق الصليب،‮ ‬والوقفات الاحتجاجية المشتركة،‮ ‬وكلمات الشجب والإدانة والرفض لن تحل المشكلة التي‮ ‬نعانى منها جميعا،‮ ‬ونعتقد إن الحل الحقيقي‮ ‬في‮ ‬الأخذ بالدولة المدنية،‮ ‬وهذه الدولة تحتاج منا الكثير،‮ ‬أولا أن‮ ‬يترك الإخوة المسيحيون الكنائس ويخرجون إلى الشارع،‮ ‬وثانيا أن‮ ‬يعلى النظام الحاكم شأن المواطنة في‮ ‬القوانين وفى التعليم وفى الإعلام وفى الشارع المصري،‮ ‬وثالثا أن تعمل النخبة على رفع راية الإخوة في‮ ‬الوطن وليس الإخوة في‮ ‬الدين‮.‬

 

[email protected]