واقعة القديسين
حكت لي زميلة شابة في صحيفة الأسبوع قصة قد توضح الوضع الإنساني في الإسكندرية، قالت: عندما وصلنا صبيحة رأس السنة إلى ساحة كنيسة القديسين، تجولنا في الحي والتقينا مع العديد من السكان المسلمين، وحكوا لها أن احدهم سرب في صلاة الجمعة بالمساجد المجاورة، أن كاميليا شحاتة تم نقلها إلى القديسين، واتفقوا، حسب الرواية، على تنظيم مظاهرة أمام الكنيسة تطالب بفك أسرها، وقرروا تأجيل المظاهرة إلى ما بعد أعياد الميلاد، فقد أحبوا أن يتركوا إخوانهم وجيرانهم المسيحيين أن يعيدوا وألا يفسدوا عليهم العيد.
وقيل إنهم فوجئوا في ليلة الاحتفالات برأس السنة بالمذبحة"، هذه القصة تضعنا أمام عدة نقاط ذات دلالة، أن هناك أيادي خفية تؤجج الخلافات بين أبناء الحي والبلد الواحد، وأن الشائعة التي أطلقت صبيحة ليلة رأس السنة كان الهدف منها خروج المسلمين لإفساد احتفالات أبناء الحي المسيحيين برأس السنة، وتوضح القصة أيضا أن أبناء الحي المسلمين كانوا سيخرجون للتظاهر ضد احتباس كاميليا شحاتة، وتؤكد كذلك أن أبناء الحي المسلمين رفضوا الخروج بالمظاهرات مراعاة لمشاعر إخوانهم وجيرانهم الذين يحتفلون، كما أنهم قرروا تأجيل الوقفات الاحتجاجية إلى انتهاء إخوانهم المسيحيين من الاحتفال بالأعياد، أي أنهم كانوا سينظمون وقفتهم الاحتجاجية بعد أعياد الميلاد مراعاة لشعور المصريين المسيحيين، والسؤال الذي نخرج به من هذه القصة هو: المظاهرة التي تم تأجيلها كانت تنظم ضد من؟، هل ضد جيرانهم المسيحيين لأنهم يحتجزون كاميليا؟.
هل كانت تحتج على الأكليورس(الكهنة) بالكنيسة؟، هل كانت ضد الحكومة التي سلمت على حد اعتقادهم كاميليا للكنيسة؟، هل كانت ضد النظام الحاكم الذي يسوف