عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكايات كسوف الشمس

لكسوف الشمس أهمية كبيرة فى التاريخ الإسلامي، وأهميتها لا تتوقف عند حد الظاهرة أو الصلاة، بل تتجاوزهما إلى آفاق أرحب وأبعد، حيث إنها حددت لنا متى دخل مفهوم عذاب القبر لأول مرة إلى الثقافة الإسلامية، فقد روت لنا كتب السنة النبوية حكاية أول واقعة كسوف فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأهمية الحكاية ليست فى معرفة متى وقعت لأول مرة بعد النبوة، ولا فى توضيحها لمعتقدات العرب المرتبطة بظاهرتي الكسوف والخسوف، بل أهمية الحكاية فى أنها حددت لنا متى وكيف دخل مفهوم عذاب القبر لأول مرة إلى الثقافة الإسلامية،

وقد نقلت كتب السنة تفاصيل الواقعة عن طريق السيدة عائشة رضى الله عنها، البخارى ذكر الواقعة(كتاب: الجمعة) عن طريق عمرة بنت عبدالرحمن(29 : 98 هـ): ان يهودية  ( متسولة وقيل خادمة ) جاءت تسألها(تسأل السيدة عائشة) فقالت(اليهودية) لها: أعاذك الله من عذاب القبر،  فسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أيعذب الناس في قبورهم؟،  فقال رسول الله عائذاً بالله من ذلك،  ثم ركب رسول الله ذات غداة مركباً  فخسفت(يقصد كسفت) الشمس،  فرجع ضحي،  فمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين ظهراني الحجر ثم قام يصلي وقام الناس وراءه فقام قياماً  طويلاً  ثم ركع ركوعاً طويلا ً(وصفت عائشة الصلاة)،  ثم فقال ما شاء الله ان يقول،  ثم أمرهم ان يتعوذوا من عذاب القبر، » الحديث بنصه عند مالك والدارمي في الصلاة،  ومسلم والنسائي: الكسوف، وأحمد: باقي مسند الأنصار»،  وقد جاء فيه أنه عليه الصلاة والسلام قال: اني قد رأيتكم تفتنون في القبور كفتنة الدجال»،  وهذه الواقعة رواها مسروق عن عائشة ( البخاري والنسائي: الجنائز،  وأحمد: باقي مسند الأنصار ) وأجاب الرسول فيه عن سؤال عائشة بقوله: نعم،  وفي مسند أحمد قال: حق، وفي النسائي أنكره وقال : إنهم(اليهود ) ليعذبون في قبورهم عذاباً  تسمعه البهائم».
ما يهمنا من جميع هذه الروايات التي نقلت عن السيدة عائشة بعض النقاط الهامة وهي:
1ــ إن اليهودية  ( الخادمة أو المتسولة ) هي التي أدخلت هذا المفهوم بيت النبي عليه الصلاة والسلام،  وقبل ذهاب هذه العجوز إلي دار الرسول لم يكن الرسول يعرف بأن في القبر عذاباً . 
2 ـــ ان هذه الزيارة تمت في السنة العاشرة بعد الهجرة،  فقد اقترنت بواقعة كسوف الشمس ( انظر : طبقات ابن سعد والسيرة النبوية ) ،  وقد شهدت الجزيرة العربية هذه الواقعة بعد وفاة إبراهيم نجل الرسول عليه الصلاة والسلام،  والذي توفي يوم  29  ربيع الأول سنة  10  هجرية،  الموافق يوم  6  يوليو سنة 631  ميلادية،  واعتقد المسلمون حسب ذكر ابن سعد في طبقاته: ان الكسوف قد حدث بسبب موت إبراهيم، وقد أنكر الرسول، وأكد أنها آية وليست مرتبة بموت أحد..
3 ــ إن الروايات تحدثت عن : عذاب أو فتنة .
4 ــــ إن الواقعة توضح أن الرسول عرف لأول مرة قبل وفاته بشهور بما يسمى عذاب القبر، والثابت تاريخيا أنه عليه الصلاة والسلام توفي في السنة التالية لموت ابنه إبراهيم، أي بعد وفاة إبراهيم بحوالي عشرة أشهر، حيث توفي إبراهيم في شهر ربيع الأول سنة  10  هـ، وتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين ربيع الأول سنة  11  هـ،  الذي يوافق  8  يونيو  632م».
على أية حال هذه الظاهرة وقعت لأول مرة فى السنة العاشرة من الهجرة، كما ان الواقعة التى رويت عن السيدة عائشة ذكرت لنا معتقدات العرب قبل الإسلام المرتبطة بظاهرة الكسوف، حيث إنهم كانوا يعتقدون حدوثها عند موت عظيم، أضف إلى هذا أن الواقعة جاءت مرتبطة بمفهوم عذاب القبر، الذي دخل بيت الرسول لأول مرة فى السنة العاشرة من الهجرة عن طريق يهودية، اختلفت الروايات حولها( عجوز، خادمة، متسولة).

[email protected]