الجدار والمنطقة العازلة
أغرب ما يقرأ ويسمع منذ فترة، هو إدانة حكومة قطر ممثلة فى قناة الجزيرة، وجماعة الإخوان وتوابعها لعملية إخلاء المنطقة الحدودية مع غزة، وإنشاء منطقة عازلة بطول الحدود وإغلاق الأنفاق، إذ يرون أن مصر تسعى إلى محاصرة الشعب الفلسطينى فى تجويعه وقتله، والطريق أن هذا الموقف بدأ مع أول اجتماع لمكتب الإرشاد بعد انتخاب محمد بديع مرشدا لجماعة الإخوان، أيامها مصر كانت بصدد بناء سور عازل من الحديد، وقامت الدنيا ولم تقعد، واتهم بعض النخب الرئيس مبارك وحكومته بالعمالة لإسرائيل ومشاركته فى قتل إخوتنا فى غزة، وطالبوه بترك الأنفاق وعدم بناء السور الحديدى.
فى اجتماع مكتب الإرشاد برئاسة محمد بديع، تم الاتفاق على تحريم الجدار الذى تبنيه مصر على حدودها مع غزة، والتحريم جاء نتيجة اعتمادهم على البحث الذى أصدره د. صلاح سلطان، حيث أرجع الأخير تحريم الجدار إلى دخوله فى القتل بالتسبب، ويرى د. «صلاح» فى بيان أصدره أن هذا النوع من القتل يوجب عند فقهائنا القصاص أو الدية، خاصة إذا كان مع سبق العلم والعمد أن هذا الحصار والجدار سيضاعف قتل النساء والأطفال والرجال، وقبل أن نتعرض لفتوى الإخوان هذه، علينا أولا أن نتعرف على ما هو القتل بالتسبب؟، كيف يقع؟، وما هو حكمه شرعا؟،
من حيث التعريف رأى الفقهاء أن القتل بالتسبب هو ما لا قصد فيه إلى الفعل ولا الشخص، أى أن الجانى لا يتعمد إتيان الفعل الذى يسبب الموت ولا يقصد المجنى عليه. كمن انقلب على نائم بجواره فقتله، أو سقط منه شيء كان يحمله على آخر فمات منه، أو كمن حفر بئراً فى الطريق العام دون إذن السلطان فسقط آخر فمات، وكمن ترك حائطه دون إصلاح فسقط على بعض المارة، أو كمن أراق ماءً فى الطريق فانزلق