عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فنطاس مياه للشرب

فى بداية الثمانينات أنهيت دراستي الجامعية والتحقت بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة الوطنية، ولحسن حظي تم توزيعي على المنطقة الغربية

ونقلت أنا ودفعتي جميعها، حوالي 600 من حاملي المؤهل الجامعي، بدون تدريبات إلى مدينة مرسى مطروح، ومن هناك تم توزيعنا على اللواءات والأفواج والوحدات في السلوم، وحباطة، وسيدى برانى، ومرسى مطروح، وسيوة، وجاء توزيعي على منطقة حباطة، وهى تبعد 15 كيلو مترا من مدينة سيدي برانى فى عمق الصحراء بعيدا عن البحر المتوسط، وكان الفوج الذي التحقت به وسط الصحراء، منذ اليوم الأول علمت أن المياه في الفوج على نوعين، الأول للغسيل واسمه روماني، وهى المياه المحلاة من مياه البحر المالح، وكانت تصل إلى المعسكر فى عربة فنطاس كبيرة تتبع القوات المسلحة ويقودها عسكري ومعه رقيب أو شاويش، ويتم تفريغ حمولتها فى فناطيس مثبتة على أرض الفوج، النوع الثاني من المياه كان المياه الحلوة، وهى المياه العذبة الصالحة للشرب، وكانت تصل كذلك عبر سيارة بفنطاس كبير وتفرغ حمولتها فى خزان كبير خصص للمياه الحلوة، وكان لكل قسم في الفوج جراكن بلاستيكية يحصل فيها على حصته من المياه الروماني والمياه الحلوة، ويتم توزيعها على العساكر وصف الضابط التابعين للقسم، هذه العربات كما سبق أن ذكرت كانت تتبع القوات المسلحة، وكان يقود السيارة أحد المجندين، وأذكر أن بوابة الفوج لم يكن يمر منها سوى المجندين والضباط وصف الضابط، ولا يسمح أبدا لأحد البدو القاطنين في مناطق مجاورة بالصحراء من الدخول أو الوقوف أمام المعسكر.
أتذكر هذه الوقائع بمناسبة ما تناقلته المواقع الخبرية عن حادث الاعتداء على عدة مواقع في شمال سيناء، منها الكتيبة 101، واستراحة الضباط، فقد تردد أن هذه المواقع تم تفجيرها من خلال سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، وذكر أن هذه السيارات كانت عبارة عن سيارات فنطاس خاصة بمياه الشرب، ونقلوا أن السيارة عبرت البوابة ودخلت إلى قلب المعسكر وقام الانتحاري بتفجير نفسه، وهو حسب، المعلومات غير الرسمية، ما أحدث خسائر كبيرة في

أرواح الجنود والضباط والمنشآت، ونسبت بوابة «الوفد» وبعض المواقع الخبرية لمصدر أمنى قوله:» «التحقيقات الأولية كشفت مشاركة 3 تكفيريين علي الأقل في تنفيذ الهجوم الانتحاري الذي استهدف الكتيبة 101 واستراحة الضباط بضاحية السلام بالعريش»، وقد أكد بيان تنظيم بيت المقدس الإرهابي الذي صدر مساء الجمعة هذه المعلومات: أن ثلاث سيارات مفخخة تحمل عشرات أطنان من المتفجرات استهدفت الكتيبة 101».
توقيت العمليات لم يكن في الفترة الصباحية، وهى فترة رفع الحظر، بل في الفترة المسائية بعد فرض الحظر ربما بثلاث ساعات، وهذه الروايات توضح أربعة نقاط على قدر كبير من الخطورة، الأولى: أن الإرهابيين يخترقون الحظر المفروض ويتجولون بسيارات على الطرق والدروب وداخل الأحياء، الثانية: عدم وجود دوريات عسكرية وشرطية على الطرق لمتابعة تنفيذ الحظر، الثالثة: ان المعسكرات تعتمد فى جلب المياه على المدنيين وليس العسكريين، النقطة الرابعة: السماح للمدنيين بدخول المواقع العسكرية والشرطية لأسباب مختلفة، النقطة الخامسة: أن الخدمات التي تقف على البوابات تترك للمجندين دون متابعة أو إشراف من الضابط النوبتجى.
هذه النقاط الخمس تعنى أن هناك خللا في تأمين المنشآت العسكرية والشرطية، وأن الإرهابيين يستغلون هذا الخلل وينفذون عملياتهم القذرة، وهذا الخلل  قد سبق أن تكرر بشكل ما فى الهجوم على العديد من الكمائن، وكان آخرها كرم القواديس، متى سنتعلم من أخطائنا؟ الله أعلم.

[email protected]