رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حركة المحافظين الجدد

الصديق نبيل الجداوى وكيل الوزارة السابق بهيئة الاستثمار عاتبني بشدة على كتابتي بعض المقالات خلال الأسبوع بعيداً عن السياسة، فقلت له: القراء زهقوا من السياسة والخلافات والمظاهرات، وأنا نفسي زهقت وقرفت،

طوال النهار الثورة نجحت، سقطت، انتكست، رجعت لورا، «مبارك» طلع، نزل، مرض، ذكرى الثورة، الإخوان قامت، نامت، ماتت، صحيت، مولت، قتلت، ضربت، روجت، قطر، الجزيرة، يا نبيل بيه مش هنضيع عمرنا في الحديث عن الماضي، نحن نريد أن ننظر للمستقبل، يجب أن نناقش الخطط الاقتصادية، والقوانين، والمشروعات، البطالة، العلاج بالمستشفيات، المعاشات، التأمين الصحي، الغلاء، الفقراء، المواصلات، التعليم.
ــ قاطعني قائلا: لم أطلب منك الحديث عن الماضي، لماذا لم تكتب عن حركة المحافظين؟
ــ هي لسه طلعت
ـــ هو ده الموضوع، عجبك الكلام اللي صرحوا به مؤخرا؟
ــ إيه مش فاكر، كل يوم فيه تصريح وعكسه
ــ الكلام عن استبعاد حوالي 35 مرشحا بسبب تقارير الرقابة الإدارية، ده معناه إن الحكومة بترشح شخصيات فاسدة، هذا غير الكلام عن استبعاد محافظين بعينهم، بالعقل كده المحافظ الذي تنشر وسائل الإعلام اسمه في قائمة المستبعدين، فى نهاية المكالمة وعدني بأن يرسل لى بعض الأخبار المنشورة فى هذا السياق، وقد أوفى بوعده وتلقيت منه عبر الإيميل بعض الأخبار، والحقيقة اكتشفت أن ملاحظة نبيل بك الجداوى في محلها، إذ كيف تنشر الصحف والفضائيات تكهنات عن استبعاد أسماء بعينها ونطالبهم فى نفس الوقت بالعمل والمتابعة وحل مشاكل أهالي المحافظة؟، ما هو موقف المحافظ في مكتبه وبين معاونيه ومرؤوسيه؟، كيف يديرهم؟، وهل سيستمعون إليه وينفذون تعليماته وهم يقرأون ويستمعون لاسمه ضمن المستبعدين في الفضائيات والصحف؟
الأغرب من نشر أسماء بعض المحافظين في إطار التكهنات، ما نشر عن استبعاد ما يقرب من 35 مرشحا

بسبب تقارير الرقابة الإدارية، نبيل بك الجداوى لديه كل الحق فى اندهاشه واستغرابه، من الذي رشح هذه الأسماء؟، وهل هم من معارف وأصدقاء الوزراء ورئيس الحكومة؟.
الذي يتوقف قليلا أمام أعداد المستبعدين بالفعل يصاب بالدهشة، لأنه يعنى أن الصندوق الذى تختار منه الحكومة أغلب الأسماء المخزنة فيه فاسدة، ويعنى كذلك ان الحكومة أو الجهات التى ترشح للمناصب القيادية فى البلاد جهات إما فاسدة بقدر أو تجهل سيرة وتاريخ الشخصيات المقربة منها، وفى كلتا الحالتين نحن امام مشكلة يمكن ان نصفها بالكارثة، فما الذى يضمن لنا أن من نجحوا وتسلموا المناصب القيادية من داخل هذا الصندوق ليست حولهم علامات استفهام أو شبهات فساد، استبعاد الرقابة الإدارية لهذا العدد الكبير بسبب تقارير فساد أو شبهة فساد أو عدم صلاحية يدفعنا إلى إعادة ما سبق وطالبنا به بعد ثورة يناير من فرمطة الصناديق السوداء التي صنعتها الجهات الأمنية للنظام السابق، فقد أثبتت الأيام أن أغلب الأسماء المحشورة فى هذه الصناديق تحيط بها علامات استفهام، والمفترض بعد ثورتين أن نحطم هذه الصناديق، ونبتعد عن الدائرة المشبوهة، ونعطى الفرصة للشباب ومن يفشل نعزله.

[email protected]