رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتهامات وزير الإسكان للشباب

هل الحكومة المصرية سوف تجلب عمالة من الخارج؟، هل بالفعل الشباب المصرى يرفض العمل بالقطاع الخاص؟، هل الشباب المصرى مش عايز يتعب نفسه؟

نقلت أمس المواقع الخبرية تصريحات للدكتور مصطفى مدبولى بمؤتمر التدريب من أجل التشغيل، في ظني خطيرة جدا وتحتاج لمراجعة ومناقشة، وزير الإسكان زعم أن الشباب يرفض العمل بالقطاع الخاص، وأن بعض الشركات طلبت استجلاب عمالة من الخارج، وقال: إننا نعانى من ارتفاع معدلات البطالة فى الوقت الذى تتوفر لدينا آلاف فرص العمل بالمصانع، وحكى أنه خلال جولاته مع المحافظين في زيارات مختلفة كان يكتشف رغبة الشباب في التمسك بالعمل الحكومي وعزوفه عن القطاع الخاص، وقال أيضا خلال بعض الزيارات الميدانية في البحر الأحمر، هجم علينا شباب عايزين فرص عمل، قال لهم المحافظ: أنا محتاج 3000 فرصة عمل في السياحة، قالوا له: لا عايزين نشتغل في الحكومة برغم مزايا القطاع الخاص، وفي زيارات المدن الجديدة بننزل على القهاوى نتكلم مع الشباب ونقولهم تعالوا هندربكم ونعرض فرص عمل ولكنهم يرفضون العمل، وزير الإسكان برر عزوف الشباب عن العمل بالقطاع الخاص بأنه «أى الشباب» مش عايز يتعب نفسه.
في رأيي أن وزير الإسكان استسهل واتهم الشباب، كما أنه روى لنا حكاية من الصعب تصديقها، الوزير ادعى أن محافظ البحر الأحمر عرض على الشباب 3 آلاف فرصة عمل فى السياحة، ورفض الشباب مطالبا العمل بالحكومة، وهذه الواقعة يمكن تصديقها قبل أربع سنوات، قبل قيام ثورة يناير، حيث كانت السياحة فى ازدهار، لكن بعد الثورة مستحيل تصديقها، خاصة فى قطاع السياحة، فالذي نعرفه جميعا أن أغلب شركات السياحة كانت تصفى العمالة لديها، وأن آلاف من العاملين بالسياحة جلسوا فى بيوتهم، فكيف وفر محافظ البحر الأحمر آلاف فرصة عمل؟، ومتى

رفضها الشباب؟
نعود لاتهام الوزير للشباب بأنهم مش عايزين يتعبوا أنفسهم، ونقول له: صحيح أن المدارس الفنية والجامعات لا تؤهل الشباب للعمل في الشركات والمصانع، وبالفعل يجب تدريبهم للالتحاق بالعمل حسب تخصصه، لكن هل هذه مسئولية الشباب؟ هل القصور هنا يعود للتعليم أم للمتعلم؟
كان على وزير الإسكان أن يتساءل أولا قبل أن يتورط فى حكايات وهمية واتهامات ساذجة للشباب: ما هي طبيعة الوظائف المعروضة فى القطاع الخاص؟، وما هى مميزاتها؟، وهل تتناسب ومؤهلات الشباب؟، كما كان عليه أن يستمع إلى مبررات الشباب فى العزوف عن العمل بالقطاع الخاص وتمسكه بالعمل الحكومي؟، هل يضمن العامل فى القطاع الخاص حقوقه كاملة في القطاع الخاص؟، ما هي ساعات العمل؟، هل تصرف له العلاوات التي تصرف لزميله فى الحكومة؟، وهل القضاء يحسم له نزاعه في فترة زمنية مناسبة فى حالة دخوله فى نزاع مع صاحب العمل؟، هل صاحب العمل يوفر له مشروع علاج مناسب وصندوق زمالة يسنده فى حالة العجز والمرض والوفاة والتقاعد؟، هل قانون العمل الحالى يحمى العمالة المصرية من تعسف أصحاب العمل؟، هل فى مصر حكومة تساند العمال عندما يبطش بهم أصحاب العمل؟.


[email protected]