رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علانية المحاكمة وأوجاعها

حتي هذه اللحظة لا أعرف لماذا أصر مبارك علي البقاء؟ لماذا لم يهرب بنفسه وبجرائمه من هذا الشعب؟ لماذا لم يفر بأموالنا الي بلد تتحمل ذنوبه وخطاياه؟ هل وصل به العناد الي درجة دخوله قفص الاتهام؟ هل يشعر بسعادة وهو في قفص حديدي يتطلع اليه العالم أجمع عبر الشاشات؟ ما الذي سيستفيده من هذا المشهد المهين؟ لماذا ارتضي أن يقف أولاده خلف القضبان؟ هل كان يراهن علي عدم تقديمه للمحاكمة؟ هل هو علي يقين بأنه لم يُمس؟. عندما رفع القاضي الجلسة للاستراحة سألتني اذاعة سوا: ما رأيك في هذا المشهد؟ هل أنت مع هذه المحاكمة؟ هل توافق علي استمرارها؟ هل الشعب سيصمد نفسياً وعاطفياً أمام رؤية هذا الرجل بحالته هذه في قفص الاتهام؟. مشاعر مختلطة بين الرافض وبين الداعم للقصاص ها هو في سن الشيخوخة طريح علي فراش المرض اذناه لا تسعفانه علي متابعة ما يدور حوله يحاول بقدر المستطاع أن يتخفي من الكاميرات هل سنقدر علي تحمل تكرار رؤية هذا المشهد؟ أعرف نفسي جيداً وأدرك حجم ضعفي الانساني وأثق أنني لن أتحمل متابعة هذا المشهد لا أحب أن أري شخصاً مهزوماً أو مكسوراً أو مذلولاً مهما كانت بشاعة جرائمه. قلت لاذاعة سوا: لست مع تكرار هذا المشهد لكنني مع المحاكمة العادلة يجب أن نعرف مدي صحة هذه الاتهامات هل قتل؟ هل نهب أموالنا؟ هل أولاده استغلوا منصب والدهما وتربحوا وأفسدوا؟ قلت له: أراهن علي طيبة وسماحة الشعب المصري وأظن أن هذا المشهد سوف يوجع بعضه بعضنا سوف يعلن سعادته لانه يعتقد أن خضوع الرئيس لإرادته وإجباره علي دخول قفص الاتهام هو نصر لثورته وعلامة لقوته وقصاص للمهانة التي ذاقوها لسنوات في عهده وبعضنا سوف يدفعه ضعفه الانساني الي المطالبة بعدم تكرار هذا المشهد مرة أخري تحت عناوين أخلاقية كبيرة: لا شماتة، ارحموا عزيز قوم ذل، ينزع المُلك ممن يشاء.

لم أكن علي ثقة من قرار الشعب المصري عندما ذكر المذيع كلمة العفو، قلت: قد تعفو في جرائم كثيرة ليس بينها جرائم الدم ربما لو خلت صحيفته من دماء أولادنا يقرر الشعب العفو عنه كثيراً ما نتسامح في الفساد وفي السرقة وفي توجيه الإهانات لكن لا نتسامح أبداً في قضايا الشرف والدم.

بعد رفع القاضي الجلسة جالت الكاميرات في محيط القاعة الخارجي، أكد أحدهم انه مع علانية الجلسات ويجب أن يتابعوا محاكمة من أهان الشعب المصري لثلاثة عقود وأحدهم قال: اللهم لا شماتة.

ضعفي الانساني يدفعني للبحث عن مبرر لرفض تكرار المشهد لتجنب آلام وأوجاع الرؤية نفسي تخاطب نفسي: هل هذه هي العلانية؟ هل علانية المحاكمة أن نتابع هذا المُسن طريحاً علي الفراش خلف القضبان الحديدية؟ هل العلانية أن يتابعه العالم أجمع عبر الشاشات؟.

في ظني أن العلانية تتوفر في حضور الجلسة لمن يرغب والعلانية في عرض المحاكمة علي الذين لم يتمكنوا من دخول القاعة بسبب الزحام نقل المحاكمة علي العالم أجمع ليست علانية بل فيه إهانة وتشف نقلها يعد عقاباً علي قضايا لم يتم الفصل فيها بعد.

ماذا لو اكتفينا بمشهد أو مشهدين أحدهما عند إدخاله قاعة المحكمة والآخر وهو يجيب علي أحدالأسئلة؟ لماذا سنحولها الي محاكمة تليفزيونية؟ وهل لصالح العدالة أن تظل المحاكمة عبر الشاشات؟.

[email protected]