الطب بالتوريث وليس بالتدريس
هل الشعب المصرى يعيش حالة من الازدواجية النفسية؟. هل النخب المصرية تعلن مريضة نفسياً أم أخلاقياً؟، هل فى أغلبها مجموعة من الأفاكين والانتهازيين؟، هل النخب تحرم حقداً على غيرها ما تحله لنفسها؟، لماذا حرمت النخب على مبارك توريث كرسى الحكم لجمال ابنه وقامت هى منذ سنوات بتوريث الوظائف الى أولادهم؟، لماذا سعى القضاة ورجال الشرطة وأساتذة الجامعة والفنانون والإعلاميون الى عملية التوريث وحرموها على الرئيس مبارك؟، هل تحريمهم ورفضهم هذا جاء حقداً وحسداً لأنه ليس ابنهم أم لأن عملية التوريث خاصة بأعلى كرسى فى البلاد؟.
أتفهم جيداً أن تتفشى عمليات التوريث بين التجار وأصحاب الحرف«الحلاق، والسباك، والسوبر ماركت، وأصحاب المطاعم، ومحلات البقالة..» وذلك لأن الدكانة هى مصدر رزق الأسرة، وأتفهم أيضاً ان يسعى الطبيب أو المحامى أو الصيدلى أوالمهندس أو المحاسب الى تعليم ابنه المهنة لكى تظل عيادته أو مكتبه أو صيدليته مستمرة، لكن ما لا أفهمه ولاأقبله ولا أهضمه أن تورث الوظائف فى الجامعة أو القضاء أو الشرطة، لأن هذه العملية يترتب عليها العديد من المخاطر داخل المجتمع، كما أنها تعمل على تدنى مستوى الأداء والتطوير داخل الوظيفة، حيث تقوم على التوريث وليس على الكفاءة، ناهيك عن أنها تحرم المتطلعين من خارج الطبقة الوظيفية من التفكير فيها، أو انها تخالف الدستور والقانون ناهيك على كل هذا وأكثر فعملية التوريث فى هذه الوظائف تفرض علينا،ونحن على أبواب دولة مدنية تقام على الدستور والقانون والتعددية والديمقراطية والمساواة، أن نقف ونتساءل: لماذا؟، ولماذا دخلت عملية التوريث فى وظائف النخب؟، هل لضعف الوازع الأخلاقى؟، هل بسبب غياب القانون؟، هل لانتشار الفساد؟. هل لأن هذه الوظائف وصلت لدرجة من التدنى العلمى والأخلاقى؟
الى ان ننتهى من تحليل هذه الظاهرة السيئة، أعرض عليكم نموذجاً لها داخل جامعة القاهرة، وعلى وجه التحديد فى كلية طب الفم وأسنان، حيث رفع شعار الوظائف بالتوريث وليس بالتدريس، وقام الأساتذة بتحويل الأقسام فى الكلية الى بيوت للعائلة، الأب والزوجة والأبناء وربما الأحفاد وأولاد الخالة والعم والعمة، وهذا الكلام ليس مرسلاً بل من واقع الأوراق الرسمية بالكلية.
على سبيل المثال: د. نور الدين أحمد حبيب عميد طب اسنان القاهرة، له فى قسم الاستعاضة الصناعية ابنة عمر، وسافر الى امريكا بالمخالفة للدراسة على نفقة الدولة،وله فى قسم طب الأطفال ابنته لمياء، العميد السابق للكلية د. محمود ابراهيم فهمى الرفاعى، ابنه ابراهيم كان ترتيبه المائة وقام بتحويله من طنطا الى القاهرة وأصبح ترتيبه الأول، مدد يا رفاعى مدد، وله بنت بدرجة مدرس اسمها منى فى قسم علاج الجذور، ود، حمدى ابوالفتوح حامد رئيس قسم الاستعاضة، له ما شاء الله ثلاثة، زوجته د. نوال عبدالخالق لاشين بقسم بيولوجيا الفم، وابنه عادل فى قسم جراحة الفم، وابنته مى بقسم التقويم، د. سامى اسماعيل صادق استاذ بطب وعلاج اللثة، له ابنه هانى مدرس بعلاج الجذور،وهشام مدرس فى علاج اللثة، د. عثمان صلاح الدين العباسى بقسم الجراحة جميع أسرته بالكلية، السيدة حرمه د. ناهد عبدالسلام خليل رئيس قسم بيولوجيا الفم،وابنه البكر صلاح الدين بقسم الجراحة، ودينا ماشاء الله مدرس بالتقويم، واخر العنقود بقى اسمها فاطمة بقسم علاج الجذور، وشرحه د. السيد حسنين محمد وكيل الكلية للدراسات العليا سابقاً والأستاذ بالعلاج التحفظى، السيدة حرمه د. هبة حمزة أستاذة بنفس القسم، ابنه ايهاب أستاذ بعلاج الجذور، بعد الطعن فى شهادته قام بتحويله لعين شمس، ابنته الفت أستاذ بنفس القسم، وزوجها د.محمد هانى محمد أحمد فؤاد أستاذ فى نفس القسم، ابنه محمدحصل على الماجستير بالكلية وهينقله ان شاء الله من جامعته الخاصة الى القاهرة بالبركة،د.سلسبيل محمد ابراهيم رئيس قسم علاج الجذور الأسبق العدد فى الليمون، لها ماشاء الله والله اكبر بنتين وبنت أختها وأزواجهم، منار ومنال يحيى فودة وبنت أختها انجى دلال غنيم، يقال ان منار فى الثانوية مجموعها جاب كلية التجارة، سافرت رومانيا ورجعت أول السنة ومعها ورقة من كلية طب فم الأسنان بالرومانى ونقلت بحمد الله الى القاهرة د. محمد حسنى مصطفى أستاذ بطب الفم وأمراض اللثة ابنته منال أستاذ بنفس القسم، د. عبدالسلام الباز أستاذة جراحة الفم، زوجته د. فاتن محمد كامل بالعلاج التحفظى، له فى عين العدو ثلاثة، محمد بقسم الجراحة، محول من جامعة خاصة، وآلاء مدرس بعلاج الجذور ولمياء مدرس بقسم العلاج التحفظى، د. رضا عبدالرحمن أحمد وكيل كلية الدراسات العليا سابقاً، وعميد طب أسنان المستقبل، وابنه احمد مدرس مساعد بالجراحة وابنته مى مدرس مساعد بالتقويم ود.ماجد محمد الصفتى نجم رئيس علاج الجذور سابقاً، وابنه احمد فى جامعة خاصة، وبياخد الماجستير فى القاهرة تمهيداً لنقله،وابنة شقيقه مها مرتجى نجم فى جراحة الفم ود. محمد عبدالعزيز عطية بقسم البيولوجى عائلته كلها بحمد الله وفضله عباقرة والسيدة حرمه د. ملك محمد سليمان بنفس القسم وابنته هدى أستاذ بالتقويم، وزوجها د. عمر عزت أستاذ بقسم طب الأطفال، وحفيدته انجى من الأوائل فى الصف الثالث، ود. سعيد محمد عبدالعزيز متولى عميد سابق، وابنته رضوى مدرس مساعد بقسم خواص المواد الحيوية، ود. هانى حليم نصر رئيس قسم التيجان، زوجته د.سيزا يعقوب زخارى بعلاج الجذور وابنه كارل مدرس بالتيجان والجسور د. عزة حسين محمد زكى بقسم الاستعاضة، وابنها أياد محمد البطاوى بالمركز القومى للبحوث وجاهز للنقل ود. نادية احمد عباس بقسم الاستعاضة، وابنتها نانسى ناضر مدرس بنفس القسم ود. زينب محمد عبدالسلام رئيس قسم الأشعة سابقاً وابنها محمد مدرس مساعد بنفس القسم ود. رجب رضوان البيلى رئيس قسم جراحة الفم والفكين سابقاً وله وليد أستاذ مساعد بالجراحة ورامى راسب دكتوراه جراحة ود. على نور الدين رزق البهلول رئيس العلاج التحفظى، وابنه خالد أستاذ فى نفس التخصص وتم نقله لعين شمس «الجامعة مش الحى»، ود. طارق مصطفى الشرقاوى أستاذ جراحة فم وأحمد ابنه راسب فى دكتوراه الجراحة وابنته رحاب مدرس بقسم الجراحة ود. على محمد شعراوى عميد سابق وابنه محمد مدرس بالاستعاضة ود. منى اسماعيل رياض أستاذ بالعلاج التحفظى وابنتها ريهام السيد عبدالسلام فى جامعة خاصة وتمتحن دكتوراه لنقلها من الخاصة وابنتها نرمى في البكالوريوس ود. مدحت عبدالرحمن حسن قطايا رئيس علاج الجذور السابق وابنه محمد مدرس وابنته انجى مدرس بجامعة خاصة وجاهزة للنقل ود. عادل محيى الدين الخضرى قسم المواد الحيوية وزوجته د. رباب محمد ابراهيم استاذ بالتيجان والجذور وابنه شريف مدرس بعلاج الجذور ود. محمد طاهر احمد محمود العلاج التحفظي وابنته هبة الله مدرس بنفس القسم، ابنة اخته رندا محمد حافظ استاذ مساعد، وابنة اخته الثانية أميمة احمد صفوت أستاذ بنفس القسم ود. ايهاب السيد مصلح رئيس قسم التيجان، وزوجته د. مها شوقى جراحة الفكين، وابنهما محمد راسب دكتوراه جراحة وقادم من جامعة خاصة ود. طارق
هذه بعض العائلات التى توارثت الوظائف الجامعية، وبالطبع لست ضد ان يتفوق الأولاد ولا أن يفوزوا بهذه الوظائف نتيجة تفوقهم لكننى ضد ان نجعلهم من المتفوقين ومن الأوائل، لأن هذا يأتى على حساب زملائهم المتفوقين الذين يتم حرمانهم من الحصول على هذه الوظائف.
على أية حال هذه الظاهرة لم نسمع عنها أبداً فى جامعات العالم، ويقال والله اعلم انها لا توجد سوى فى مصر فقط، ونظن انها تحتاج منا الى وقفة جادة لكى نحللها وندرسها بشكل جيد لانه ربما حسبما قرأت فى مجلات اجنبية ان المصريين يولدون وبداخلهم جين غريب وشاذ ونادر جداً يطلقون عليه فى الدول المتقدمة جين التوريث، بعض العلماء رجحوا وجوده فى الدماغ والبعض الآخر وهم اغلبية اكدوا انه فى القفا، وذكروا ان هذا الجين ينشط بشكل واضح بين من يسمونهم فى مصر بالنخب او النخبة، وقد قامت بعض المراكز العلمية ببحث ميدانى على عينة كبيرة من المصريين وانتهى البحث الى ان هذا الجين ينشط بين البقالين والقضاة والميكانيكية وأساتذة الجامعة والحلاقين وبعض الفنانين والاعلاميين والصحفيين وبعض رجال الشرطة والجيش ويرتفع نشاطه بشكل جنونى عندما يكون الحاكم ديكتاتواً وعندما يتفشى الفساد فى الدولة كالسوس فتختزل المراكز السيادية والقيادية والنيابية فى بعض العائلات مثل كرسى الحكم والحقائب الوزارية وغيرها من المناصب والمدهش ان هذا الجين، حسب العينة التى تم فحصها يكون خاملاً لدى الكناسين والمدرسين والبوابين والموظفين ولقد سمعت ان د. عصام شرف رئيس حكومة الفلول ود. خورشيد وزير التعليم العالى بحكومة الفلول درسا جيدا خواص هذا الجين وكيفية تنشيطه وتجميده وذلك لخبرتهما الكبيرة فى السلك الجامعى والغريب فى الأمر ان العلماء اكدوا ان هذا المرض الجينى معدٍ جداً ومن السهل انتشاره وتحوره مثل انفلونزا الحمير، ربنا يستر.